بالدارالبيضاء : مئات المنازل والمصانع مهددة بالانهيار مع سقوط أمطار الخير

خلّف انهيار سور مصنع بتراب مقاطعة الصخور السوداء بالدارالبيضاء منتصف الأسبوع الفارط موجة حزن عارمة، رافقها استياء وسخط وجملة من الأسئلة المرتبطة بوضعية العديد من البنايات البيضاوية، مساكن كانت أو مصانع، تحتضن أنشطة داخلها أو مهجورة، وبدور السلطات المحلية والمجالس المنتخبة في مراقبتها، لتجنيب المواطنين كوارث وفواجع غير منتظرة كما هو الحال بالنسبة لفاجعة «بلفدير» التي أودت بحياة شخصين وخلّفت عددا من الجرحى؟
بنايات تتواجد بلاجيروند، بعين البرجة، بمحيط المجازر البلدية القديمة، ببلفدير، بعين السبع وبغيرها من أحياء العاصمة الاقتصادية، التي قد تسقط كلّيا أو جزئيا في لحظة من اللحظات، ليست بسبب ظروف التخزين لوحدها، وإنما نظرا لتآكل جدران العديد منها، التي باتت آيلة للسقوط، التي تفعل فيها الأمطار فعلها كل موسم، وتزيد من نسبة ضعفها إشراقات الشمس المتعاقبة، لتتحول في نهاية المطاف إلى قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في كل وقت وحين، كما هو الشأن بالنسبة للدور المتداعية للسقوط، التي تحضر بكثرة في المدينة القديمة وعين الشق ودرب السلطان، هذه الأخيرة التي بات سكان هذه المنازل يعيشون تهديدا حقيقيا، في الوقت الذي اكتفت فيه المصالح المختصة بدعوتهم للبقاء تحت أسقفها وانتظار انهيارها حتى يمكنهم المشاركة في القرعة التي تهم «إدماج سكن» إن هم ظلوا على قيد الحياة؟
هي معضلة تزداد رقعتها اتساعا يوما عن يوم، وتتفاقم حدّتها بتعاقب المواسم، أسر معرضة لكل أشكال الخطر، مواطنون مارّة ومختلف مستعملي الطريق هم أيضا تحت رحمة الانهيارات المحتملة، ويكفي تمعن حجم «الأطلال» التي تواصل الوقوف بالرغم من علّتها، تظهر شموخا خادعا والحال أنها تخفي وهنا كبيرا، ينذر بسقوط في كل لحظة وحين، لايمكن في كل مرّة أن تسلم تبعاته، وهو مايفترض في كل الجهات المتدخلة وعلى رأسها مجلس المدينة، وباقي المعنيين من سلطات محلية ومقاطعات بمختلف مصالحها، برمجة زيارات ميدانية للوقوف على طبيعة كل هذه البنايات المنتشرة هنا وهناك، وبلورة برنامج عمل بآثار عملية، حتى لاتظل المبادرات، إن كانت هناك من مبادرات، إحصائية فحسب لاتتجاوز ما هو نظري، ويكفي أن نقف على الأرقام التقريبية التي تم تداولها في وقت سابق على مستوى درب السلطان، لنقف على وضع مرعب بالنظر إلى أن وبخصوص محور التعمير، فهذا القطاع هو عبارة عن قنبلة موقوتة، فالنسيج العمراني بالفداء مرس السلطان يعتبر متهالكا بعدد من أحياء المنطقة، بالنظر إلى عدد المنازل المتداعية للسقوط والمهددة بالانهيار هو يقدّر بـ 1874 منزلا، أي ما يعدل 65 في المئة من مجموع الدور المتداعية للسقوط على صعيد الدارالبيضاء كلها، وهي المنازل التي تأوي وتضم 38 ألف أسرة، تعيش الخطر بشكل يومي، تتوزع على 10 أحياء مهددة في أمنها وسلامتها الجسدية، 7 أحياء منها تتواجد بمقاطعة مرس السلطان، و 3 أحياء بتراب مقاطعة الفداء!


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 19/12/2017