لقاء صريح وجريء جمع وفد حماس والمكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، تطرق إلى كل النقط الحارقة في الملف الفلسطيني

خالد مشعل :الاتحاد حزب عريق ومحترم يوجد في قلب معارك الأمة..وهذا رأينا في قضايا الساعة
ادريس لشكر: غير مسموح لحماس وفتح بالانشغال بغير القضية المركزية في إقامة الدولة المستقلة.. ومستعدون لأي مبادرة لدعم المصالحة….

 

شكل اللقاء الذي عقدته قيادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية برئاسة الكاتب الأول ادريس لشكر ووفد حركة حماس بقيادة رئيسه السابق خالد مشعل، فرصة مهمة للغاية لتدارس الأوضاع الحالية ، التي تمر منها القضية الفلسطينية، على ضوء مستجدات «اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل.
اللقاء دام زهاء ساعتين، كان فرصة لحوار قوي، صريح وشجاع، تناول كل ما له علاقة بالقضية المركزية فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.. وهو ما عبر عنه رئيس وفد حركة حماس .. عندما أشاد بروح الصراحة والانشغال العميق بكل ما له صلة بالقضية المركزية.
وقد دعا الكاتب الأول، بكل مسؤولية وصراحة قيادة حماس إلى القيام« بخطوة تاريخية، من أجل الدفع أكثر بالمصالحة الفلسطينية الفلسطينية».
وقال ادريس لشكر«إنه غير مسموح لحركتيْ فتح وحماس بالانشغال بغير المصالحة، ومركزية القضية، وتحريرالأرض، وقيام الدولة المستقلة، »ذاكرا في معرض الحديث عن انعكاس الأوضاع الداخلية الفلسطينية على حركات الدعم والشعوب كلها، أن «الصراعات والاقتتال يرميان بشبح الشك واليأس على عموم الشعوب العربية والإسلامية ويغذي حيرتها حول أهداف هذا الطرف أو ذاك».
وتوجه الكاتب الأول إلى قيادة حماس بسؤال صريح حول الدور،الذي يمكن للمغرب أن يلعبه في مسار المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، سواء كمؤسسات رسمية أو مؤسسات شعبية ومدنية.
وعبر الكاتب الأول عن إعجاب الاتحاديات والاتحاديين بالطريقة التي يدبر بها قادة من حماس الأزمات التي تكون مفصلية .ودعا« إلى خطوة جبارة من أجل الوحدة والمصالحة
ومن أجل توفير العمق الإقليمي والإسلامي الضروري لحماية ظهر الفلسطينيين في دفاعهم عن قضيتهم»….
وقد كان خالد مشعل، قد عبرفي بداية كلمته عن تقديره للاتحاد ودوره في حمل القضية، «باعتباره من أحرار العالم مضيفا « «أنتم حزب عريق ومحترم، له مكانته في معركة فلسطين والقدس»، التي تشغل العالم العربي الإسلامي وكافة قوى السلام والحرية في العالم.
وقال مشعل» «المغرب اتخذ موقفا متميزا ومشرفا. وقد أشدنا بمواقف جلالة الملك منذ البداية»،مؤكدا أن «المغرب قادرعلى حشد الموقف المغربي، وأيضا الإفريقي والأوروبي، لصالح القضية الفلسطينية، مضيفا أن المغرب، من خلال جلالة الملك محمد السادس، كرئيس للجنة القدس، يضطلع بدور معروف ومحدد تُجاه القدس»
وعبرعن الافتخار بالتجربة السياسية والديمقراطية المغربية، وعن الأمل في أن تشكل روح التعاون والشراكة نموذجا في العالم العربي ليحذو حذوها، لتكون لنا تجاربُ ديمقراطية من التعايش والشراكة في كل أقطارنا «، مذكرا بالتعامل »الذكي لمجموع القوى الحزبية والمدنية مع هذه التجربة. »
وقد شدد رئيس المكتب السياسي لحماس سابقا على أن بذل المزيد من الجهد ضروري ليكون الهدف ليس مجرد تعبير عن الاحتجاج وإنما التحلي بنَفس طويل، لإجبار الإدارة الأمريكية على التراجع «، وإدارة المعركة بشكل شامل على كل جبهات النشاط الإنساني..
وعرض رئيس الوفد الفسلطيني سياقات القرار، الذي اتخذه ترامب، معتبرا أنه« اجترأ على العرب، لأنهم
أمة لا أحد يحسب لها حسابا أو يخشى ردود فعلها، داعيا إلى العمل الواسع والشامل، من أجل ردعه« لاحقا ، بجهودنا وجهود أحرار العالم حتى يعيد حساباته ».
ووضح مشعل أن « الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة، في إشارة إلى محاولات ضم الضفة الغربية وتوسيع» الاستيطان، جاءت «بعد الضوء الأخضر من أمريكا عبر قرار ترامب حول القدس..
وتناول الكلمة أعضاء من المكتب السياسي، لمناقشة قضايا التطبيع، والمصالحة الوطنية، والوضع الإقليمي والدولي، وانعاكسات القرار الأرعن لترامب، وكذا الصراع
بين أطياف الأمة الإسلامية، ومستقبل الصراع في المنطقة والوضع العربي، كما تحدث أعضاء الوفد الفلسطيني في تفاعل صريح وأخوي، تطبعه المسؤولية والجهر بالحق بخصوص المعركة الحالية وما سيليها..


الكاتب : مراسلة خاصة

  

بتاريخ : 29/12/2017