سطات تحتضن المهرجان الوطني للوتار وتحتفي برواد هذه الآلة الموسيقية
احتضنت مدينة سطات المهرجان الوطني للوتار في دورته السابعة بدعم من وزارة الثقافة بالمركز الثقافي بسطات من 21 إلى 23 دجنبر 2017 ، حيث تميزت هذه الدورة بمشاركة العديد من الفرق من مختلف المناطق المغربية.
وقد افتتحت فعاليات هذا المهرجان بتوليفة «أجوادي لوتار في قرابي»، شارك فيها أطر وخريجو مندوبية وزارة الثقافة بسطات في مقدمتهم الفنان عبد الغني الصناك والفنان محمد دوباج.
وكعادة جمعية المغرب العميق لحماية التراث كل سنة، فقد تم تكريم شيخين من أشياخ آلة لوتار، ويتعلق الأمر بالفنان القدير قشبال والفنان القدير أحمد ولد قدور.
وقد عبر الفنان قشبال عن سعادته الغامرة بهذا التكريم الذي يأتي في مسقط رأسه، معبرا عن امتنانه إلى هذه الالتفاتة..، وذكر الفنان قشبال بالمسار الفني الذي قطعه بصحبة الفنان زروال امتد لعقود من الزمن.
من جانبه، أثنى الفنان ولد قدور، أو كما يلقب ب « مول العلوة « على هذه المبادرة التي تحيي الأمل في قلوب الأشياخ للمزيد من العطاء، وأكد أن هذه المبادرة تشكل اعترافا للمجهودات التي قام بها الرواد لهذا الصنف الإبداعي.
المهرجان، تميز بمشاركة العديد من الأسماء الفنية، منها مجموعة لغراد للطرب الحساني، ومجموعة منير البهلولي ومجموعة العلمي ومجموعة لبهالة المير ومجموعة سعيد موجان ومجموعة سعيد الضاحي ومجموعة مولاي أحمد، وأيضا مجموعة خوت لبصير ومجموعة الرايسة كبيرة تبعمرانت ومجموعة عبد النبي للطرب الكناوي فمجموعة لبهالة اللوز.
كما تميزت هذه الدورة بالندوة العلمية التي قاربت موضوع «استراتيجيات القطاعات الوصية على الثقافة لدعم التراث اللامادي» التي أطرها الباحثون المختصون عبد الحق أفندي، مدير الفنون بوزارة الثقافة، والباحث المختار الفاروقي والباحث محمد شويكة.
واعتبر عبد لله الشخص، رئيس جمعية المغرب العميق لحماية التراث ومدير المهرجان، أن الجمعية وفية لمسارها الذي رسمته كأهداف لخدمة هذه الآلة وروادها والمنتسبين إليها، وشدد على محورية آلة لوتار في الفرجة الموسيقية الرعوية المغربية لأنها الآلة التي واكبت التشكل الموسيقي، فدورها الإنجازي أو التأسيسي كآلة عريقة وأصيلة ضاربة بجذورها في الكينونة الموسيقية الرعوية واضحة، سواء تعلق الأمر بهويتها الأنسترمونتالية في سياق العرض الموسيقي أو بأصالتها كإنتاج مغربي أصيل صنعا وابتكارا هذا مكون له عمقه الأنطولوجي الطقوسي كما يبقى لأسلوب العزف خصوصية متفردة تميز بها فنانون عبر العصور والأجيال أسهمت في إغناء المنجز الموسيقي عبر آلة لوتار.
لهذا، فإن هذه الآلة، يضيف عبد لله الشخص، أصبحت تفرض نفسها على كل من يهتم بالتراث الموسيقي الوطني، ويجعل منها أهمية ثقافية لتتبوأ مكانتها الحقيقية وحقها الطبيعي في الاهتمام والاحتفاء بها وبروادها، سيما وأننا لم تستوف حقها من الاهتمام كمثيلتها من الآلات الموسيقية والأنماط الموسيقية الأخرى التي نالت حظا وافرا من الاهتمام والاحتفاء بها.
وأردف قائلا «إنه من هذا المنطلق تبلورت عندنا فكرة تنظيم مهرجان تراثي ثقافي يتمحور حول موضوع آلة لوتار نبتغي به ومن خلاله بعث هذا التراث الموسيقي والاحتفاء برواده ومبدعيه ماضيا وحاضرا..، وتوفير ظروف التكوين والمنافسة بين الممارسين من محترفين وهواة من الشباب، بالإضافة إلى جعل هذا المهرجان صلة وصل وملتقى فعاليات فنية وثقافية وأكاديمية من كل المشارب جهويا وطنيا».