بالمباشر … أوناجم.. بالشفاء

عزيز بلبودالي

محمد أوناجم  يغيب عن الميادين مرة أخرى، سيضطر إلى خلع قميص المنتخب الوطني، وقميص الوداد، وسيعود لمدينة الراشيدية مسقط الرأس وموطن الأهل، من أجل الخلود لراحة إجبارية خلال فترة قد تتجاوز ثلاثة أشهر.
أوناجم، أكيد أنه سيكون حزينا وهو يفتقد ملامسة الكرة معشوقته، وأكيد سيكون في حالة نفسية مهزوزة وهو يحرم من مشاركة زملائه في مغامرة «الشان» بطولة أمم إفريقيا لمنتخبات اللاعبين المحليين. الخبر نزل كالصاعقة ليس على أوناجم وحده، لكن أيضا على فريق الوداد وعشاقه، وعلى منتخبنا الوطني ومدربه جمال السلامي، أوناجم عاودته الإصابة من جديد بعدما خضع لفحوصات جديدة تؤكّد أن العلاجات التي تلقاها في فرنسا فرضت عليه إزالة «الجبيرة»، وقد خضع لعملية جراحية من جديد صباح يوم السبت الماضي، على يد طبيب المنتخب الوطني عبد الرزاق هيفتي، وسيغيب بشكل رسمي عن كأس إفريقيا المقبلة للمحليين التي ستقام في المغرب.
هي حالة تضع الجميع أمام كثير من الغموض، صحيح أن لاعب كرة القدم معرض في أي لحظة للإصابة، والمحظوظ من اللاعبين من يتدارك الأمر بسرعة، حيث تتم معالجته وفق شروط طبية وعلمية متبصرة ومتمكنة من أدوات العمل، وسيء الحظ من اللاعبين المصابين، من يواجه محنة في العثور على مقومات علمية وطبية صحيحة وسليمة لاسترجاع سلامته وصحته، وأوناجم أوضح نموذج ومثال في هذا السياق.
وأكيد أن أوناجم سقط ضحية ليس لمن ارتكب في حقه الإصابة وألحق به الضرر، وإنما راح ضحية لمن اختار له طريقة العلاج، ولمن قرر في أمور ليس له بها دراية ولا أي علاقة، اللاعب المسكين سقط ضحية لجهل من اختار له أن يضع «الجبيرة « في بداية العلاج، وسقط ضحية لمن اختار له السفر لفرنسا لتلقي علاجات أخرى، وسقط ضحية لمن تجاهل أن اللاعب يحمل صفة الدولية وكان من المفروض بالتالي أن يعرض أمام الطاقم الطبي للمنتخبات الوطنية، وراح ضحية لمن قرر إشراكه وبسرعة وقبل أن يستفيد من فترة النقاهة في مباريات البطولة الرسمية.
نعم، بكل تأكيد، رئيس الوداد يتحمل كامل المسؤولية، أليس هو من يقرر في الوداد؟ أليس هو الآمر والناهي والعارف والصارف والممول والمبرمج والملم بكل شؤون الفريق ماليا، تقنيا، إداريا وطبيا؟
من يجرؤ على معارضته والوقوف أمامه ومواجهته بأخطائه داخل مكتب الوداد؟ من يمتلك الشجاعة في مواجهته ومصارحته بارتكابه أكبر خطأ في حق لاعب كنا جميعا نأمل فيه كل الخير؟
من قرر سواه، رئيس الوداد، في عدم عرض أوناجم على طبيب المنتخب الوطني، مفضلا نقله لفرنسا وكأن لا أطباء أكفاء في الوداد أو في المنتخب الوطني، أو في المغرب بشكل عام؟
هو كسر، وإصابة يقول عنها العارفون المجربون إنها «إصابة تعب» أي أنها ناتجة عن الإرهاق والتعب، وكان يلزم لمعالجتها الراحة والابتعاد عن الميادين وعن ملامسة الكرة. هكذا قالها لاعب المنتخب الوطني السابق كريمو في تحليله لإصابة أوناجم، حيث أوضح أنه تعرض مرارا في مساره الرياضي لمثل هذه الإصابة، وأن علاجها لم يكن ليتم إلا بخلوده للراحة.
سؤال يحيرني، من يقرر داخل الوداد في ما يتعلق بما هو طبي وصحي؟ وأين كانت الجامعة وأحد لاعبي منتخبنا الوطني «يتبهدل» ويتدحرج فوق أسرة العلاج بسبب تطاول من يقررون في كل شيء داخل الوداد؟
أوناجم، لا نملك لك إلا الدعاء…
شافاك الله