من تنظيم الجمعية المغربية للصحافة الرياضية : الملتقى الأول حول «الرياضة والمجتمع» يحلل تأثير الرياضة على الاقتصاد والمجتمع
في إطار الانفتاح على شركاء جدد في عالم التسيير،والمال،والمجتمع، نظمت الجمعية المغربية للصحافة الرياضية تحت إدارة المنشط نوري الغربي، مساء يوم الجمعة الأخير، بقصر المؤتمرات بالصخيرات، الملتقى الأول “الرياضة والمجتمع” وذلك للغوص في العلاقة بين الرياضة ،والتنمية السوسيو-إقتصادية والديبلوماسية الموازية.
واتخذ الملتقى الأول حول”الرياضة والمجتمع” كمرجع له الرسالة الملكية الموجهة للمشاركين في المناظرة الوطنية حول الرياضة المنعقدة بالصخيرات يومي 24 و25 أكتوبر 2008، إضافة إلى رسالة الأمانة العامة للأمم المتحدة الصادرة بتاريخ 15 .9 .2003 ،والتي تدعو إلى إدماج الرياضة والأنشطة البدنية في السياسات التنموية وكذا في البرامج الوطنية والدولية لوكالات التنمية.
ويأتي تنظيم هذا الملتقى في سياق كون الرياضة أصبحت تتجاوز الحدود الجغرافية، والطبقات الاجتماعية،كما أن الرياضة تشكل قطاعا اقتصاديا قائم الذات يمثل حوالي 2في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي في العديد من من البلدان المتقدمة.
ويبقى التحدي الكبير، من خلال كل هذه المعطيات ،هو كيفية جعل الرياضة رافدا من روافد التنمية الاقتصادية في البلدان السائرة في طريق النمو.
وإلى جانب حضورها الاقتصادي والاجتماعي ، ودورها الذي تلعبه الرياضة،فإنها أصبحت حقا من الحقوق الأساسية للإنسان،الشيء الذي تطلب توسيع ممارستها،لتشمل كافة شرائح المجتمع،وهو ما يستدعي استكشاف سبل أخرى تكفل مساهمة الرياضة في الرهانات الوطنية:التلاحم الاجتماعي،الدينامية الاقتصادية،الشغل،التواصل ، السياحة ،التربية.
وقد تم التأكيد ،على أن هذه الدينامية أصبحت تتطلب تظافر كل الجهود،واستثمار طاقات كل الفاعلين المتدخلين في القطاع(الحركة الرياضية الأولمبية ،الجمعيات المحلية،القطاع الخاص) لكسب الرهانات المطروحة.
وأكد بدر الين الإدريسي، رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية،في كلمته الافتتاحية للملتقى»…وطبعا ما نلتئم حوله اليوم،هو حلقة حوارية ذات أبعاد ودلالات كثيرة،ترمز أولا إلى ما ظلت الجمعية المغربية للصحافة الرياضية ،قبل نحو 47 سنة ،من قبل قيادات إعلامية وطنية شهد لها التاريخ بالغيرة الوطنية ،كما أن الجمعية تؤمن بالأدوار التي يجب أن تلعبها في بناء المنظومات الرياضية الوطنية وفي تخصيب فضاء الحوار والتداول حول الإشكالات الكبرى للرياضة الوطنية.»
وعن دور الرياضة في الجانب الاقتصادي والاجتماعي، أضاف بدر الدين الإدريسي»..وظائف الرياضة في تنمية الوطن،في خلق مناصب الشغل،في تيسير الاندماج الاجتماعي ،في محاربة الإقصاء والهشاشة،في نبذ كل مظاهر الانحراف وهزم كل قوى التخريب والشغب والعنف،في إسماع صوت المغرب في المحافل الرياضية الدولية.ولتحقيق كل هذا كان لابد من عقد حلقة تشاورية ،تجمع بين الحمولات الفكرية والمعرفية والأبعاد الوطنية والإستراتيجية الغاية منها هو أن نطلق مقاربة جديدة في التعامل مع الرياضة الوطنية كرافعة من رافعات التنمية المستدامة،مقاربة يصبح معها العلم بمنطقه الوضعي وأدواته الإبستمولوجية وبحوثه الأكاديمية المتحكم الأول في صناعة، وصياغة المنظومات الرياضية، وفي تقييم الحصائل وفي رسم معالم المستقبل القريب … نحن مؤمنون بأن الملتقى هو بداية رحلة طويلة لابد وأن نمشيها جميعا من أجل أن يصبح للمغرب رياضة مهيكلة ومنتجة ومعبرة عن ممكناته ،ومن هذا المنطلق، فإن الجمعية المغربية للصحافة الرياضية لا تحصر نطاق عملها في الدفاع عن حقوق الإعلاميين الرباضيين وتأمين ظروف العمل الاحترافي ولكن تتعداه إلى أن تصبح قوة إقتراحية تساهم بفعل الإلتصاق اليومي بالمشهد الرياضي الوطني»
وهو يتحدث عن الرأسمال البشري الذي ستعتمد عليه بلورة وتوصيات الملتقى الأول «رياضة ومجتمع» تابع رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية»…لقد أنعم الله على المغرب برأس مال بشري متمتع بقدرات لا حدود لها على الإبداع ،لذا ،فإن مجتمع العلم والمعرفة الشغوف بالرياضة ،لابد وأن ينزل إلى أرضية الملعب ليساهم في بناء منظومة اللعب التي تقود إلى النجاح ،وإلى الانتصار للكفاءة وللعبقرية المغربية، التي عبرت عن نفسها كونيا من خلال أيقونات كثيرة يحفل بها تاريخ الرياضة العالمية. ولكن، لي اليقين بأن كثيرا من مثيل هذه الأيقونات دفنت في التراب إما بسبب اللامبالاة ،أو بسبب هواية التدبير أو بسبب ضحالة الإمكانات …لذلك ندعو من خلال هذا اللقاء التناظري إلى خلق مرصد وطني لتوظيف البحث العلمي من أجل تطوير وهيكلة الرياضة الوطنية».
من جهته أكد نزار بركة رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، على الدور الكبير الذي أصبحت تلعبه الرياضة في المجال الاقتصادي وقال في كلمته:»إضافة إلى كون الرياضة حق دستوري ووسيلة من وسائل الإدماج والتسامح،وعامل يضمن زرع الثقة في النفس، فإن الرياضة أصبحت تمثل نسبة 3 في المائة من حجم الاقتصاد، الرياضة مثلا في ألمانيا توفر مليون فرصة شغل،وهذا رقم مهم جدا، يجب التعامل معه من خلال دلالاته،ولهذا فإن الرياضة في المغرب يجب أن تزاوج بين خلق تنوع اقتصادي، والفرجة «
وكنموذج للفريق المنظم ماديا وإداريا، تحدث حمزة الحجوي رئيس فريق الفتح الرياضي لكرة القدم عن تجربة فريقه:
« الفتح الرياضي كان السباق إلى هيكلة الفريق وملائمة نظامه الأساسي وفقا لقانون التربية البدنية 30 -09 ، كما أننا نعرف جيدا أهمية تحويل الأندية المغربية إلى شركات،لأن ذلك يضمن الشفافية المالية والمحاسباتية،وهو ما نطبقه في تسييرنا.علينا أن ننظر إلى تجارب جيراننا في أوروبا ،لنقف على الاستثمار الكبير الذي يوظف في التسيير الرياضي.الممارسة الرياضية أصبحت تشجع على الاستهلاك،ذلك أن الرياضة تحولت من وجهة للفرجة إلى واجهة اقتصادية مهمة تساهم في الترقي الاجتماعي للاعب المحترف».
نفس الشيء أكد عليه ناصر لارغيت المدير التقني للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والمدير السابق لأكاديمية محمد السادس لكرة القدم، حيث تحدث عن الجانب الاقتصادي في الاستثمار في اللاعبين من خلال مراكز التكوين،وتحدث عن تجربته مع بعض الأندية في فرنسا.
يذكر، بأن الملتقى الأول»الرياضة والمجتمع» كان من تنشيط الزميل محمد أبو سهل ،و عرف مشاركة مدير الرياضات بوزارة الشباب والرياضة ،ونوال المتوكل نائبة(سابقة) لرئيس اللجنة الدولية الأولمبية،و محمد هاشمي رئيس الجامعة الملكية للطيران الخفيف الذي قدم نموذجا عن مساهمة الرياضة في إنعاش المناطق النائية اقتصاديا، وذلك من خلال تنظيم ملتقى دولي للطيران الخفيف في منطقة معزولة ، وكيف أن هذه التظاهرة مكنت من فك العزلة على المنطقة،من خلال المساهمة في فتح المسالك الطرقية،كما أن ذلك النشاط الرياضي الدولي، كان مناسبة للترويج للمنتوجات التقليدية التي تنتجها المنطقة والتي أصبحت فيما بعد تدخل ضمن الوجهات السياحة لبعض من زاروا المنطقة كرياضيين.
كما عرفت مداخلة رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط،وعبد الواحد رحال عن مجموعة رحال،ومحمد ميسوم ،وفؤاد مسكوت رئيس الجامعة الملكية المغربية للمصارعة ورئيس الكونفدرالية الإفريقية للمصارعة و المدير العام لفندق أمفتريت بالصخيرات.
وخرج الملتقى بالعديد من التوصيات االتي ستمكن أجرأتها من تطوير الرياضة في بلادنا.