يعرف المغرب منذ نهاية الأسبوع الماضي موجة استثنائية من البرد ترافقت مع تساقط كثيف للثلوج في المناطق الجبلية، ما دفع بالسلطات إلى اتخاذ تدابير سريعة في المناطق الأكثر تضررا.
وعرفت درجات الحرارة ترجعا إلى اقل من مستواها العادي، حيث تساقطت الثلوج بكثافة في جبال الأطلس الكبير والاطلس الأوسط، ابتداء من 900 متر فوق سطح البحر، مع درجات حرارة منخفضة تصل الى خمس درجات تحت الصفر.
وقطعت العديد من الطرق بسبب الثلوج، وفقا لوزارة النقل، ما يزيد من عزلة القرى في المناطق المرتفعة.
وتعرف المناطق الجبلية من إقليم ازيلال، وخاصة جماعات زاوية احنصال و انركي و تيلوكيت و ايت مزيغ وتباروشت…، هذه الأيام، تساقطات مطرية و ثلجية كثيفة مصحوبة بانخفاض كبير في درجات الحرارة. و إذ استبشر سكان هذه المناطق خيرا بهذه التساقطات رغم تأخرها، إلا أنهم يعانون من البرد القارس و انقطاع المسالك و الطرق وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية كالسكر و الدقيق والحطب.
فمع تساقط الأمطار والثلوج يصبح عبور المسالك الطرقية المؤدية إلى دواوير الجماعات السالف ذكرها مخاطرة غير محسوبة العواقب وتصبح العديد من الأسر في شبه عزلة، وتبقى الدواب وخاصة البغال والحمير، وسائل النقل المتوفرة لنقل المواد الغذائية والأعلاف المخصصة للحيوانات، وفي بعض الأحيان لنقل بعض المرضى. ولمواجهة هذه العزلة تقوم بعض الأسر ، في هذه المناطق، بالاستعداد لهذا الفصل مبكرا بتخزين المواد الاستهلاكية الأساسية قبل تساقط الثلوج، لأن أثمنتها ترتفع بشكل كبير في مثل هذه الظروف، وخاصة قنينات الغاز التي يتضاعف سعرها مرتين أو أكثر ويرجع التجار ذلك إلى ارتفاع تكاليف إيصال تلك المواد.
وتزداد معاناة سكان المناطق الجبلية مع البرد القارس في ظل ضعف البنيات التحتية والتجهيزات الخاصة بالتدفئة وارتفاع أسعار الحطب الذي يصبح عملة نادرة، وتلتهب أثمنته بشكل قياسي. كما أن وعورة المسالك تزيد من صعوبة التزود بهذه المادة، إذ يبلغ ثمن الطن الواحد 1500 درهم، بينما تحتاج كل أسرة إلى 3 أطنان على الأقل لسد حاجياتها، وتبقى بعض المناطق محرومة من الحطب، بسبب هذه الظروف المناخية الصعبة.
من جهة أخرى عرفت أسعار النقل الطرقي بمحور ميدلت – خنيفرة – مكناس – فاس، ارتفاعا كبيرا مباشرة بعد التساقطات الثلجية الأخيرة، فبحسب المعطيات المتحصل عليها من عين المكان عبر اتصالات هاتفية مع بعض المسافرين، فقد وصل سعر تذكرة التنقل من مكناس إلى ميدلت إلى مئة درهم عوض ستين درهما في الأيام العادية، كما ارتفع سعر التنقل في سيارة الأجرة الكبيرة من 80 درهما في الأيام العادية إلى 170 درهما. في حين رفض عدد من سائقي سيارات الأجرة الكبيرة نقل الركاب مفضلين وجهات أخرى على تلك التي تشهد تساقطات ثلجية.
وقد اضطر العديد من المسافرين إلى الانتظار طويلا بحثا عمن يقلهم إلى وجهاتهم، حيث طال زمن الرحلة من ساعتين في الأيام العادية إلى أزيد من ثمان ساعات بعد أن تم تغيير مسار الرحلة بين مكناس وميدلت لتمر عبر فاس ومن هناك إلى ميدلت عبر بولمان، لأن الطريق الرابطة بين مكناس وميدلت مقطوعة.
وكشف مصادرنا أن مواطنين واجهوا صعوبة في التنقل من بعض القرى بالأطلس المتوسط إلى مدينتي مريرت وخنيفرة وأكلموس من أجل التنقل إلى مكناس أو فاس، فإلى جانب ارتفاع الأسعار رفض عدد من السائقين نقل المسافرين تخوفا من مخاطر الطريق في ظل هذه الأجواء المناخية القاسية والمتقلبة.