تعرف المناطق الجبلية من إقليم ازيلال ، و خاصة جماعات زاوية احنصال و انركي و تيلوكيت و ايت مزيغ و تباروشت… ، هذه الأيام ، تساقطات مطرية و ثلجية كثيفة مصحوبة بانخفاض كبير في درجات الحرارة. و إذ استبشر سكان هذه المناطق خيرا بهذه التساقطات رغم تأخرها، إلا أنهم يعانون من البرد القارس و انقطاع المسالك و الطرق و ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية كالسكر و الدقيق و الحطب .
برد و غلاء
مع تساقط الأمطار و الثلوج يصبح عبور المسالك الطرقية المؤدية إلى دواوير الجماعات السالف ذكرها مخاطرة غير محسوبة العواقب وتصبح العديد من الأسر في شبه عزلة ، وتبقى الدواب و خاصة البغال و الحمير، و سائل النقل المتوفرة لنقل المواد الغذائية و الأعلاف المخصصة للحيوانات ، وفي بعض الأحيان لنقل بعض المرضى . و لمواجهة هذه العزلة تقوم بعض الأسر ، في هذه المناطق، بالاستعداد لهذا الفصل مبكرا بتخزين المواد الاستهلاكية الأساسية قبل تساقط الثلوج ’ لأن أثمنتها ترتفع بشكل كبير في مثل هذه الظروف ، و خاصة قنينات الغاز التي يتضاعف سعرها مرتين أو أكثر و يرجع التجار ذلك إلى ارتفاع تكاليف ايصال تلك المواد.
وتزداد معاناة سكان المناطق الجبلية مع البرد القارس في ظل ضعف البنيات التحتية والتجهيزات الخاصة بالتدفئة و ارتفاع أسعار الحطب الذي يصبح عملة نادرة ، وتلتهب أثمنته بشكل قياسي. كما أن وعورة المسالك تزيد من صعوبة التزود بهذه المادة ، إذ يبلغ ثمن الطن الواحد 1500 درهم، بينما تحتاج كل أسرة إلى 3 أطنان على الأقل لسد حاجياتها، و تبقى بعض المناطق محرومة من الحطب، بسبب هذه الظروف المناخية الصعبة. و يقول «سعيد خ «من سكان ايت مزيغ إنه اعتاد تجميع الحطب في فصل الصيف استعدادا لبرودة فصل الشتاء تفاديا لشرائه بأثمنة ترهق كاهله .و يضيف أنه في السنوات الأخيرة أضحى يجد صعوبة في توفير ما يكفيه منه بسبب تراجع مساحات الغابات. وأكد انه يمكن الاستغناء عن الأكل لكن لا يمكن الاستغناء أبدا عن الحطب !!
من جهته أوضح «ابراهيم م « و هو فاعل جمعوي بالمنطقة، أنه يجب على الدولة التدخل في هذه المناطق التي تعرف برودة قاسية من أجل توفير الحطب بأسعار تراعي القدرة الشرائية للسكان، و توعية الساكنة بكيفية قطع أشجار الغابة للحفاظ عليها من الاندثار.
و قد تدخلت السلطات لفتح مجموعة من الطرق الرابطة بين مراكز الجماعات المعنية باستعمال كاسحات الثلوج إلا أن المسالك المؤدية إلى بعض الدواوير و المداشر ظلت مقطوعة لعدة ساعات.
تعليم وصقيع
حال المدارس في المناطق الجبلية بالإقليم التي تعرف برودة قياسية حيث تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر ، ليس على ما يرام ، إذ يعمل الأساتذة في ظروف صعبة تؤثر سلبا على أدائهم، فأغلب الأقسام الدراسية الموجودة في هذه المناطق من النوع المفكك الذي لا يقاوم هذا البرد القارس، إضافة إلى غياب حطب التدفئة بالمؤسسات ، مما يؤدي إلى ارتفاع نسب غياب التلاميذ.
و أصبح معتادا في هذه المناطق أن ترى التلاميذ وهم في الطريق إلى المدرسة حاملين إلى جانب محافظهم حطبا للتدفئة. و تقول نعيمة و هي أستاذة بتلوكيت إنها قبل الدخول إلى الفصل تقوم أولا بإيقاد النار للتلاميذ للتدفئة .كما أضافت أن نسب الـتأخر و الغياب ترتفع في مثل هذه الأجواء ، و ألحت على الوزارة لتوفير حطب التدفئة في المؤسسات التعليمية في هذه المناطق.
هذا و قد أصدرت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالإقليم بلاغا أعلنت فيه عن توقف الدراسة يوم الإثنين 8 يناير بالمناطق التي تعرف تساقطا كثيفا للثلوج.