وزراء أفارقة يجتمعون بالرباط من أجل أجندة إفريقية حول الهجرة

بوريطة:  الأجندة الإفريقية حول الهجرة تتوخى جعل قضية الهجرة رافعة للتنمية المشتركة  بنعتيق:  المغرب يتطلع إلى أن تمتلك إفريقيا رؤية مشتركة لقضية الهجرة

 

احتضنت الرباط، أول أمس، أشغال المؤتمر الوزاري من أجل أجندة إفريقية حول الهجرة، بمشاركة حوالي عشرين وزيرا ومسؤولا حكوميا إفريقيا.
ويهدف هذا اللقاء إلى التوافق بشأن رؤية إفريقية مشتركة حول الهجرة، وفق مقاربة شاملة وتشاركية، تكون جميع البلدان الإفريقية فاعلة فيها.
ويندرج المؤتمر الوزاري حول الهجرة في إطار استمرارية المشاورات مع الشركاء الأفارقة بهدف بلورة، في أفق القمة المقبلة للاتحاد الإفريقي بأديس أبابا في يناير 2018، أجندة إفريقية حول الهجرة.
وفي هذا الإطار أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة أن الأجندة الإفريقية حول الهجرة تهدف إلى جعل قضية الهجرة رافعة للتنمية المشتركة وركيزة للتعاون جنوب-جنوب وعاملا للتضامن.
وأوضح بوريطة، في كلمة خلال افتتاح أشغال المؤتمر أن هذه الأجندة تسعى إلى تغيير النموذج السائد، وتحديد مفهوم جديد للهجرة ينبني على مقاربة استشرافية وإيجابية وكذا إرادة سياسية حقيقية للدول التي في صالحها أن تتم عملية الهجرة في ظروف سليمة وقانونية ونظامية ومحترمة لحقوق الإنسان.
وأشار الوزير إلى أن التوظيف المنصف للعمال المهاجرين، وسجل أنه من هذا المنطلق، ترتكز المذكرة الأولية التي قدمها جلالة الملك خلال القمة 29 للاتحاد الإفريقي على ثلاثة محاور أساسية، تتمثل في جعل الهجرة في إفريقيا خيارا وليس ضرورة، والتخلص من مختلف الأفكار والصور النمطية التي باتت لصيقة بالمهاجرين، وبناء رؤية شاملة ومندمجة وكلية للهجرة على صلة بالتنمية وحقوق الإنسان.
وتابع بوريطة أن هذه السياسة، الإنسانية والشاملة، مكنت من إرساء مرحلتين لتسوية وضعية المهاجرين، مسجلا أن المرحلة الأولى، التي أطلقت في 2014، مكنت من تسوية وضعية 25 ألف مهاجر من بين 28 ألف طلب، فيما تلقت السلطات أزيد من 25 ألف طلب منذ إطلاق حملة التسوية الجديدة في 2016.
من جهة أخرى أكد عدد من الوزراء الأفارقة، الذين شاركوا في أشغال المؤتمر أن هذا اللقاء مكن بلدان القارة الإفريقية من الاستفادة من التجربة المغربية في مجال الهجرة.
وأبرز وزير الشؤون الخارجية والجالية في الخارج بجمهورية إفريقيا الوسطى تشارلز أرميل دوباني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المؤتمر أتاح الفرصة لبلدان القارة للاستفادة من التجربة المغربية والتحضير للقمة المقبلة للاتحاد الإفريقي المتعلقة بقضايا الهجرة.
أما وزير الشؤون الخارجية في جمهورية غينيا بيساو خورخي مالو، فأبرز من جهته، أن المؤتمر الوزاري من أجل أجندة إفريقية حول الهجرة، يشكل فرصة مهمة بالنسبة لبلاده للاستفادة من التجربة المغربية في مجال الهجرة في أفق استلهامها على الصعيد المحلي.
كما أشاد المدير العام لمنظمة الهجرة الدولية ويليام لاسي بالنتائج الإيجابية لسياسة الهجرة التي اعتمدها المغرب في السنوات الأخيرة.
وقال سوينغ، في كلمة تلاها نيابة عنه حسن عبد المنعم مصطفى، المستشار الرئيسي لمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط بمنظمة الهجرة الدولية «أشيد وأعرب عن تقديري لمبادرة جلالة الملك محمد السادس في مجال الهجرة».
من جهتها، نوهت مفوضة الشؤون الاجتماعية بمفوضية الاتحاد الإفريقي أميرة الفاضل محمد، «بالنسق المتسارع» الذي طبع النقاشات حول قضية الهجرة بإفريقيا بعد قبول جلالة الملك محمد السادس، خلال القمة 28 للاتحاد الإفريقي، طلب الرئيس الغيني ألفا كوندي المتعلق بتنسيق عمل الاتحاد الإفريقي في مجال الهجرة.
كما أكد الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة عبد الكريم بنعتيق أن المغرب مستعد لتقاسم تجربته في مجال الهجرة مع البلدان الإفريقية، ومساعدة القارة على امتلاك رؤية مشتركة في هذا المجال.
وأبرز بنعتيق، بمناسبة اختتام أشغال المؤتمر استعداد المملكة لوضع تجربتها من أجل تمكين القارة الإفريقية من بلورة رؤية مشتركة في مجال الهجرة وتكون قادرة على الدفاع عنها على الصعيد الدولي.
وأكد الوزير أن المغرب مستعد للتعاون مع أشقائه الأفارقة في هذا المجال، وأنه مقتنع بأهمية التنسيق، سواء على الصعيد المحلي أو الوطني أو القاري أو الدولي، بهدف تدبير أمثل لتدفقات الهجرة.
وأشار في هذا السياق إلى أن تدبير مسألة تدفقات الهجرة لم تعد قضية بلد لوحده، أو منطقة أو قارة لوحدها، وإنما يتعلق الأمر بمسؤولية دولية يتوجب تقاسمها بين كافة بلدان العالم.
وقال الوزير إن «اجتماعنا اليوم يمثل استمرارية «لمسار بين- إفريقي للتشاور» معربا عن قناعته بأن الجواب على قضايا الهجرة «يجب أن يكون إفريقيا بالأساس» على أن يتم بلورته خلال القمة الإفريقية المقبلة في صورة أجندة افريقية حول الهجرة.
ولفت بنعتيق الانتباه إلى أنه «لا يمكننا أن نقبل بردود أمنية محضة، أو أيضا بإغلاق للحدود لكوننا نعيش في عالم تسوده العولمة «، مشيرا إلى أنه يتعين على الذين قبلوا بالعولمة أمس القبول اليوم بتدفقات الهجرة المؤطرة والمنظمة والمنتظمة.


بتاريخ : 11/01/2018