‮ 087 ‬شخصا اوقفوا منذ بدء الاضطرابات الاجتماعية‮ ‬في‮ ‬تونس‮ ‬والارهاب‮ ‬يرخي‮ ‬بظلاله‮!‬

‮ ‬صرح الناطق باسم وزارة الداخلية التونسية خليفة الشيباني‮ ‬لاذاعة‮ «‬موزاييك اف ام‮» ‬الخاصة الجمعة ان حوالى‮ ‬780‮ ‬شخصا اوقفوا في‮ ‬تونس منذ بدء الاضطرابات الاجتماعية احتجاجا على الاجراءات التقشفية الاثنين‮.‬
من جهتها،‮ ‬دعت حركة‮ «‬فاش نستناو؟‮» (‬ماذا تنتظرون؟‮) ‬التي‮ ‬بدأت في‮ ‬مطلع العام الحركة الاحتجاجية على‮ ‬غلاء الاسعار،‮ ‬الى تعبئة جديدة الجمعة‮.‬
وقال الشيباني‮ ‬انه لم تسجل اعمال عنف او نهب مساء الخميس في‮ ‬البلاد‮. ‬واكد ان الصدامات بين الشبان ورجال الشرطة كانت‮ «‬محدودة‮» ‬و‮»‬غير خطيرة‮».‬
لكنه اضاف ان‮ ‬151‮ ‬شخصا متورطين في‮ ‬اعمال عنف اوقفوا الخميس في‮ ‬البلاد،‮ ‬ما‮ ‬يرفع عدد المعتقلين حتى الآن الى‮ ‬778‮ ‬شخصا منذ الاثنين‮.‬
وقال مراسل لوكالة فرانس برس في‮ ‬سليانة المدينة الواقعة في‮ ‬شمال‮ ‬غرب البلاد،‮ ‬ان عشرات الشباب رشقوا بالحجارة لثلاث ساعات ليل الخميس الجمعية عناصر قوات الامن الذين ردوا باستخدام الغاز المسيل للدموع‮.‬
في‮ ‬المقابل،‮ ‬بقي‮ ‬الوضع هادئا في‮ ‬القصرين وتالة وسيدي‮ ‬بوزيد في‮ ‬وسط البلاد الفقير ووكذلك في‮ ‬طبربة المدينة التي‮ ‬تبعد حوالى ثلاثين كيلومترا‮ ‬غرب العاصمة وشهدت تظاهرات وصدامات في‮ ‬الايام الماضية،‮ ‬حسب مراسلين لوكالة فرانس برس ووسائل اعلام محلية‮.‬
‮ ‬
الاتحاد العام‮ ‬يدخل على الخط‮ ‬

‮ ‬طالب المكتب التنفيذي‮ ‬للاتحاد العام التونسي‮ ‬للشغل،‮ ‬بتبويب المسألة الاجتماعيةفي‮ ‬المكانة الأولى لبرامج الحكومة،‮ ‬وذلك في‮ ‬بيان صدر عنه‮ .‬
ودعا الاتحاد الحكومة الى ات خاذ إجراءات اجتماعية عاجلة تستجيب إلى مطالب عديد الفئات الشعبية،‮ ‬مجددااستنكارهلما تمث لهالزيادات الأخيرةمن عبء إضافي‮ ‬على حساب شرائح واسعة من المجتمع ظلت لسنوات هي‮ ‬المتضر ر المباشر من مثل هذه الإجراءات‮» ‬اللا شعبية‮».‬
واعتبر»ان الحكومات المتعاقبةدأبتعلى انتهاجسياساتغير اجتماعيةيتم تسويقها على أن ها حلول للأزمة التي‮ ‬تمر بها البلاد،في‮ ‬غياب أي‮ ‬اعتبار للجانب الاجتماعي‮» .‬
وأكد الاتحاد ضرورة تدارك ما وصفه بـ‮ «‬الحيف المسلط على الأجراء وضعاف الحال‮»‬،‮ ‬مع وجوب التدخل السريع لتعديل الأسعار ومقاومة الفساد والاحتكار والتهريب والتهرب الجبايئ‮.‬
وجدددعوته الحكومة إلى الرفع من منح العائلات المعوزة والزيادة في‮ ‬الأجر الأدنى المضمون الى جانب اتخاذحزمةمن الإجراءات الموازية لقانون المالية الحالي‮ ‬مع الإسراع بإعداد ميزانية تكميلية تراعي‮ ‬الانتظارات الاجتماعية‮.‬
ووصف الاحتجاجات التي‮ ‬انطلقت منذ ثلاثة أيام‮ ‬،‮ ‬بـ»المتوقعة و»العفوية‮»‬،‮ ‬مشيراالى أنالاجراءاتالتي‮ ‬ات خذتها الحكومة في‮ ‬الميزانية العامة للدولة لسنة‮ ‬2018،‮ ‬كانت الى جانب تراكم سياسيات التهميش والإقصاء وانسداد الأفق الاجتماعي،‮ ‬أهم أسباب اندلاع هذه الاحتجاجات‮.‬
ولاحظالمكتب التنفيذي‮ ‬للمنظمة الشغيلة،‮ ‬جنوح بعض الأطراف الى استغلال هذه الاحتجاجاتلتنفيذ عملي‮ ‬ات من العنف والنهب وتخريب الملك العام والخاص‮ ‬،‮ ‬معبرا عن ادانته لكل أعمال العنف والحرق والنهب التي‮ ‬شوهت التحركات الاحتجاجية‮.‬
وأعرب عن تفهمهلغضب الجماهير الشعبية في‮ ‬العديد من الجهات،‮ ‬متوقعاارتفاع منسوب التوت ر إذا استمر تما وصفها بـ»سياسة التعتيم وغياب الشفافية‮ «‬،‮ ‬دون البحث في‮ ‬الأسباب أو تقديم المقترحات العملية العاجلة للخروج من الأزمة‮.‬
وأكد الاتحاد تمسكه بحق المواطنينفي‮ ‬الاحتجاج والتعبير عن موقفهم الرافض للسياسات المت بعة شريطة أن تكونتحركاتهمفي‮ ‬كنف السلمية والمسؤولية واحترام القوانين،‮ ‬محذرا ممن وصفهمبـ‮» ‬صائدي‮ ‬الفرص الذين‮ ‬ينتهزون الظرف لنشر الفوضى وتخريب الاحتجاجات‮».‬

‮ ‬سعي‮ ‬عناصر إرهابية
لاستغلال الفوضى‮ ‬

كشف الناطق الرسمي‮ ‬باسم وزارة الداخلية التونسية،‮ ‬العميد خليفة الشيباني،‮ ‬عن وجود معلومات عن سعي‮ ‬عناصر إرهابية لاستغلال الفوضى من أجل القيام بعمليات إرهابية،‮ ‬وذلك في‮ ‬سياق أعمال الشغب التي‮ ‬تشهدها البلاد‮.‬
وقال العميد الشيباني‮ ‬في‮ ‬تصريحات لإذاعة‮ «‬شمس إف إم‮» ‬التونسية،‮ ‬اليوم الخميس،‮ «‬لدينا معلومات حول وجود عناصر إرهابية تسعى لاستغلال الفوضى من أجل القيام بعمليات إرهابية أو إدخال أسلحة أو توظيف هذه التحركات للقيام بعمليات‮».‬
واعتبر المسؤول التونسي‮ ‬أن أكبر مستفيد من عمليات الشغب والنهب والسرقة والحرق،‮ ‬على خلفية التحركات الاحتجاجية الليلية التي‮ ‬تشهدها تونس،‮ ‬هي‮ ‬العناصر الإرهابية‮.‬
وكان الشيباني‮ ‬قد كشف في‮ ‬تصريحات،‮ ‬أمس الأربعاء،‮ ‬أن مصلحة مكافحة الإرهاب التابعة للحرس الوطني‮ (‬الدرك‮) ‬بباجة‮ (‬شمال‮ ‬غرب‮) ‬تمكنت من إيقاف عنصرين تكفيريين اثنين متورطين في‮ ‬عملية الحرق،‮ ‬أحدهما صادر في‮ ‬شأنه قرار بالإقامة الجبرية‮.‬
كما أشار المسؤول التونسي‮ ‬إلى توقيف‮ ‬328‮ ‬شخصا منذ انطلاق أعمال الشغب والتخريب إلى‮ ‬غاية الليلة الماضية،‮ ‬مسجلا تراجعا ملحوظا في‮ ‬الأعمال التخريبية بكامل التراب التونسي،‮ ‬مضيفا أن‮ ‬21‮ ‬عنصرا من رجال الأمن أصيبوا إصابات مختلفة إلى جانب إلحاق أضرار بعشر سيارات أمنية نتيجة رشقها بالحجارة‮.‬
ومن جهة أخرى أذنت النيابة العامة للمحكمة الابتدائية بتونس،‮ ‬اليوم بفتح‮ ‬6‮ ‬قضايا تحقيق بخصوص المشاركين في‮ ‬أعمال الشغب والمناوشات الليلية التي‮ ‬كانت شهدتها ولاية تونس خلال الأيام القليلة الماضية،‮ ‬وفق ما أكده سفيان السليطي،‮ ‬الناطق الرسمي‮ ‬باسم النيابة العامة‮.‬
وأوضح أن النيابة العامة أذنت بفتح هذه القضايا،‮ ‬من أجل جرائم‮ «‬العصيان الواقع من أكثر من عشرة أفراد باستعمال السلاح،‮ ‬والاعتداء المدبر ضد الجولان بالطرقات،‮ ‬والإضرار عمدا بملك الغير،‮ ‬والتهديد بما‮ ‬يوجب عقابا جنائيا‮…».‬
وكانت مدينة تالة بولاية القصرين‮ (‬وسط‮ ‬غرب‮) ‬قد شهدت،‮ ‬ليلة الإربعاء،‮ «‬انسحابا كليا‮» ‬للوحدات الأمنية بعد تعرض مقر الأمن بها إلى الحرق من قبل عدد من المحتجين على إثر تجدد المواجهات مع الوحدات الأمنية،‮ ‬وفق ما ذكره مصدر أمني‮.‬
وكان الناطق الرسمي‮ ‬باسم وزارة الداخلية التونسية العميد خليفة الشبياني‮ ‬قد أوضح أن أعمال الحرق والنهب والشغب التي‮ ‬شهدتها نحو‮ ‬11‮ ‬ولاية عبر البلاد ارتكبتها‮ «‬مجموعات لا علاقة لها بالاحتجاجات‮» ‬الرافضة لغلاء الأسعار ولقانون المالية،‮ ‬مؤكدا أنها‮ «‬عمدت إلى مهاجمة مراكز أمنية لتشتيت جهود الوحدات المتمركزة بها قبل أن تقتحم مستودعات بلدية ومحلات تجارية وفروع بنكية لنهبها وتعترض سبيل المواطنين ليلا لسلبهم والاستيلاء على سياراتهم‮ «.‬
وتأتي‮ ‬المواجهات الأخيرة على الرغم من تحذيرات رئيس الحكومة‮ ‬يوسف الشاهد الذي‮ ‬أعلن عن فتح تحقيق في‮ ‬أحداث الشغب والتخريب التي‮ ‬طالت عددا من الجهات بتونس لكشف المتورطين وكل من‮ ‬يقف وراءهم‮. ‬
ومن جهته اعتبر وزير الشؤون المحلية والبيئة التونسي،‮ ‬رياض المؤخر،‮ ‬أن الوضعية الاجتماعية الصعبة التي‮ ‬يعيشها المجتمع التونسي‮ ‬كانت سببا في‮ ‬الاحتجاجات،‮ ‬مؤكدا أنه لا مبرر لتحويل هذه الأزمة إلى تكسير وعنف ونهب للممتلكات العامة والخاصة‮. ‬ودعا في‮ ‬هذا السياق،‮ ‬الدولة إلى التعامل بصرامة ودون تهاون مع كل من قام بأعمال التخريب خلال هذه الحتجاجات‮ .‬
وأضاف الوزير خلال استضافته اليوم من قبل إذاعة‮ «‬اكسبراس إف إم‮» ‬أن الدولة اضطرت إلى القيام بإجراءات موجعة في‮ ‬قانون المالية لسنة‮ ‬2018‮ ‬لأن المالية العمومية في‮ ‬وضعية منهارة،‮ ‬وذلك من أجل التخفيض من عجز ميزانية الدولة والمحافظة على قيمة الدينار خاصة و التقليص من نسبة التضخم المرتفعة‮ .‬
وعلى صلة بالاحتجاجات جدد الأمين العام للاتحاد التونسي‮ ‬للشغل‮ (‬أكبر مركزية نقابية‮) ‬اليوم الخميس دعم المنظمة للاحتجاجات السلمية ضد‮ ‬غلاء المعيشة وتدهور القدرة الشرائية للمواطن وتفاقم البطالة والفقر وتهميش الشباب،‮ ‬ورفضها لكل الاحتجاجات‮ «‬تحت جناح الظلام والتي‮ ‬تتحول لاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة عن طريق السرقة والنهب والتخريب‮».‬
وقال الطبوبي‮ ‬خلال المؤتمر التاسع للاتحاد الجهوي‮ ‬للشغل باريانة‮ (‬شمال‮)‬،‮ ‬إنه‮ «‬دعا رئيس الحكومة‮ ‬يوسف الشاهد مساء أمس الاربعاء،‮ ‬الى التعجيل باتخاذ قرارات سياسية جريئة تأخذ بعين الاعتبار الفئات المهمشة التي‮ ‬تضررت أكثر من‮ ‬غيرها من قانون المالية لسنة‮ ‬2018‮ «.‬
وأضاف انه حث رئيس الحكومة على الإعلان الفوري،‮ ‬عن الرفع من الأجر الأدنى ومنح العائلات المعوزة ومعاشات التقاعد الضعيفة،‮ ‬وإيلاء مزيد العناية بالشباب على جميع المستويات‮.‬
ودعا الطبوبي‮ ‬جميع الأحزاب السياسية التونسية إلى مزيد من التعقل نظرا لحجم المسؤولية الموكلة إليها خاصة خلال الفترات الصعبة وتغليب المصلحة العامة بعيدا عن منطق المصالح الضيقة،‮ ‬مؤكدا ان الاتحاد لا‮ ‬يدعم الأشخاص بل‮ ‬يدعم الخيارات القادرة على إضفاء النجاعة والتعامل بحكمة مع القضايا الحارقة،‮ ‬ودعم الاستقرار السياسي،‮ ‬واستنباط الحلول،‮ ‬ورسم الآفاق والانفتاح على المحيط الخارجي‮ ‬والداخلي‮.‬
وتجدر الإشارة إلى أن المواجهات اندلعت على خلفية الاحتجاجات على‮ ‬غلاء أسعار عدد من المواد بعد المصادقة على قانون المالية الجديد في‮ ‬سياق اجتماعي‮ ‬صعب‮ ‬يطبعه على الخصوص ارتفاع التضخم إلى‮ ‬4ر6‮ ‬بالمائة‮.‬

سكان‮ ‬يرثون لحال
مدينتهم المهمشة‮ ‬

‮ ‬يقول سامي‮ ‬الدريدي‮ (‬41‮ ‬عاما‮) ‬وهو‮ ‬ينفث بانفعال واضح دخان سيجارته في‮ ‬مقهى بطبربة،‮ ‬المدينة التونسية التي‮ ‬شهدت ثلاث ليال من المواجهات بين محتجين وقوات الامن،‮ «‬هنا لا عمل ولا مستقبل‮».‬
يتقاسم مع صديق سيجارة وفنجان قهوة في‮ ‬حي‮ ‬بير حكيمي‮ ‬الشعبي‮ ‬بالمدينة حيث بدت الشوارع مليئة بالحفر واراض خلاء مليئة بالحجارة التي‮ ‬يستخدمها محتجون‮.‬
واضاف‮ «‬لا املك ثمن وجبة عشاء‮ .. ‬اترون ما وصلنا اليه؟ انها حياة بؤس‮. ‬هذه المدينة منسية ومهمشة‮».‬
تقع طبربة حيث توفي‮ ‬رجل في‮ ‬اولى ليالي‮ ‬المواجهات،‮ ‬على بعد اقل من ساعة الى الغرب من العاصمة،‮ ‬لكن بناها التحتية متداعية وآفاق العمل فيها شبه معدومة‮.‬
احيانا،‮ ‬توفر اراضيها الزراعية عملا مقابل عشرة دنانير‮ (‬3‭,‬4‮ ‬يورو‮) ‬يوميا،‮ ‬بحسب سكان‮ ‬ينتقدون‮ «‬فساد المسؤولين المحليين ولامبالاتهم‮».‬
ومع ان الغضب الاجتماعي‮ ‬مستمر منذ سنوات في‮ ‬تونس فان اجراءات التقشف التي‮ ‬تضمنتها ميزانية‮ ‬2018‮ ‬والاسعار التي‮ ‬ما انفكت ترتفع شكلت‮ «‬القطرة التي‮ ‬افاضت الكاس‮»‬،‮ ‬بحسب سامي‮.‬
ولاحظ ان الناس‮ ‬يحتجون ليلا وليس نهارا لانهم‮ ‬ينتظرون‮ «‬انتهاء الدروس وغلق المتاجر‮».‬
وقال محمد رحماني‮ (‬21‮ ‬عاما‮) ‬وقد بدا راسه معصوبا بسبب جرح كلفه عشر‮ ‬غرز،‮ «‬اردت ان اصرخ احتجاجا على فقري،‮ ‬فردوا باطلاق الغاز المسيل للدموع على راسي‮».‬
وتواصلت اعمال العنف بعد دفن الاربعيني‮ ‬الذي‮ ‬توفي‮ ‬الاثنين وتقول السلطات انه قضى نتيجة ضيق تنفس في‮ ‬حين تقول اسرته ان سيارة شرطة دهسته‮.‬
ويقول ابراهيم‮ (‬23‮ ‬عاما‮) ‬محذرا‮ «‬سنواصل هذه الحرب،‮ ‬ليس لدينا ما نخسره‮. ‬اما ان‮ ‬يسمعونا او سنواصل تحركنا على طريقتنا‮».‬
مثل كثير من الشبان هو‮ ‬غاضب على السلطات وعلى رئيس الحكومة‮ ‬يوسف الشاهد الذي‮ ‬كان زار الاربعاء المنطقة بدون زيارة طبربة‮. ‬وباستثناء الصحافيين العابرين لا‮ ‬يجد من‮ ‬يعرض عليه مطالبه‮.‬
ويقول وليد البجاوي‮ ‬وهو من سكان بير حكيمي‮ ‬ايضا‮ «‬لم نشهد اي‮ ‬تحسن منذ الثورة‮» ‬في‮ ‬2011‮.‬
وتحيي‮ ‬تونس الاحد الذكرى السابعة للثورة التي‮ ‬طردت الديكتاتور زين العابدين بن علي‮ ‬من الحكم تحت شعار المطالبة ب‮ «‬العمل والكرامة‮».‬
لكن البطالة متواصلة ولا‮ ‬يزال كثير من التونسيين‮ ‬ينتظرون العمل الذي‮ ‬طالبوا به قبل سبع سنوات‮.‬
وقال وليد وهو عاطل عن العمل‮ (‬38‮ ‬عاما‮) ‬واب لطفلين‮ «‬منذ سبع سنوات ننتظر ولاشيء حدث‮. ‬حصلنا على الحرية،‮ ‬هذا صحيح لكننا جائعون اكثر مما كنا في‮ ‬الماضي‮».‬
واضاف‮ «‬نصحو صباحا ولا نعرف ما نتمكن من فعله‮» ‬وتابع مشيرا الى جيوب فارغة‮ «‬يريدوننا الا نتظاهر‮. ‬لكننا سئمنا فعلا هذا الوضع‮».‬
لكن محمد بن حسينة التاجر السبعيني‮ ‬في‮ ‬وسط المدينة‮ ‬يرى ان‮ «‬ما‮ ‬يحدث في‮ ‬طبربة لا علاقة له بالمطالب الاجتماعية‮».‬
واضاف‮ «‬انهم مثيرو اضطرابات لا‮ ‬يريدون عملا ويسرقون الاخرين‮».‬
وبدا عليه اليأس امام متجره الذي‮ ‬نهب اثناء مواجهات ليلية‮. ‬واضاف‮ «‬سرقوا مني‮ ‬بضاعة بقيمة سبعة آلاف دينار،‮ ‬كيف ساعيش؟‮».‬
من جانبها رات المدرسة في‮ ‬المدينة فاطمة ان‮ «‬الطبقة السياسية هي‮ ‬المسؤولة عن كل ما‮ ‬يحدث‮».‬
واضافت وسط سوق فارغة‮ «‬المنطقة مهمشة بالكامل والمشاريع الوحيدة الرائجة هنا هي‮ ‬المقاهي‮ ‬والملاوي‮ (‬خبز شعبي‮ ‬زهيد الثمن‮ ‬يستخدم للسندويش‮)».‬
وعبرت عن اسفها لان وسائل الاعلام والحكومة تشير الى‮ «‬شبان عاطلين عن العمل ضاقوا ذرعا بحياتهم البائسة‮»‬،‮ ‬باعتبارهم مجرمين‮.‬


بتاريخ : 13/01/2018