‮ ‬التوفيق‮ : «‬رابطة جيدة تلك أراد الله إرساءها بين سلاطين المغرب والأسر الصوفية‮» ‬

‮ ‬سلم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية،‮ ‬أحمد التوفيق،‮ ‬بتوبا‮ (‬194‮ ‬كلم عن دكار‮)‬،‮ ‬برقية تعزية من أمير المؤمنين،‮ ‬جلالة الملك محمد السادس،‮ ‬للخليفة العام الجديد للطريقة المريدية بالسنغال،‮ ‬الشيخ منتقى بصيرو امباكي،‮ ‬إثر وفاة الخليفة السابق للطريقة،‮ ‬سيرين سيدي‮ ‬مختار امباكي‮ ‬يوم الثلاثاء المنصرم‮.‬
وسلم‮ ‬التوفيق الذي‮ ‬كان على رأس وفد مغربي‮ ‬يضم،‮ ‬على الخصوص،‮ ‬الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة،‮ ‬محمد رفقي،‮ ‬و‮ ‬عبد اللطيف بكدوري‮ ‬أشقري،‮ ‬المكلف بمهمة بهذه المؤسسة،‮ ‬وسفير المغرب في‮ ‬دكار،‮ ‬طالب برادة،‮ ‬البرقية الملكية للخليفة العام الجديد للطريقة المريدية بمقر إقامته بمدينة توبا‮.‬
واستحضر جلالة الملك في‮ ‬هذه البرقية التي‮ ‬تلاها‮ ‬التوفيق،‮ «‬ما كان‮ ‬يتحلى به الفقيد الكبير من خصال المؤمنين الصالحين،‮ ‬وفضائل العلماء الأجلاء الورعين‮».‬
وأضاف جلالة الملك‮ «‬كما نقدر ما كان‮ ‬يكنه لجلالتنا،‮ ‬أمير المؤمنين،‮ ‬من مشاعر المودة والإخلاص،‮ ‬وما كان‮ ‬يربطه ببلده الثاني،‮ ‬المغرب،‮ ‬من وشائج دينية وروحية مفعمة بصادق المحبة والوفاء‮».‬
وأكد صاحب الجلالة،‮ ‬بهذه المناسبة،‮ ‬أن ما‮ ‬يخفف من فداحة هذا الرزء اختيار الشيخ منتقى بصيرو إمباكي‮ ‬خليفة عاما للطريقة المريدية،‮ ‬خلفا للفقيد العزيز،‮ ‬معربا عن تهانئه للخليفة العام الجديد على اختياره لهذه المسؤولية الروحية الكبيرة‮.‬
من جهته،‮ ‬قال مسؤول العلاقات مع العالم العربي‮ ‬والإسلامي‮ ‬بالطريقة،‮ ‬ومستشار خليفتها العام،‮ ‬عبد القادر امباكي،‮ ‬إن الخليفة العام الجديد للطريقة‮ «‬متأثر جدا‮» ‬ببرقية التعزية والمواساة التي‮ ‬وجهها جلالة الملك محمد السادس،‮ ‬والتي‮ ‬أعرب فيها جلالته عن تقديره للخليفة الجديد،‮ ‬وللطريقة بصفة عامة‮.‬
وأضاف امباكي‮ ‬أن‮ «‬الخليفة العام للمريديين‮ ‬يتوجه بالشكر لجلالة الملك على جهوده الموصولة ودعمه للطريقة المريدية في‮ ‬جميع الظروف‮. ‬كما أعرب الخليفة العام عن عزمه على تعزيز العلاقات الأخوية العريقة التي‮ ‬تربط العرش العلوي‮ ‬بالطريقة المريدية‮».‬
وقال الخليفة العام الجديد،‮ «‬أتوجه بالشكر لجلالة الملك الذي‮ ‬تكفل بخضوعي‮ ‬للاستشفاء مؤخرا بالمغرب،‮ ‬وهو سلوك نبيل لن أنساه ما حييت‮».‬
وأكد الخليفة العام للطريقة المريدية على الدور المحوري‮ ‬الذي‮ ‬تضطلع به مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة من أجل الترويج لإسلام الوسطية والاعتدال‮.‬
وأبرز‮ ‬امباكي‮ ‬أنه‮ «‬حاليا،‮ ‬هناك أزيد من‮ ‬50‮ ‬شابا من أتباع الطريقة المريدية‮ ‬يتابعون دراستهم بالمغرب،‮ ‬وهذا‮ ‬يدل على عمق العلاقات القائمة بين الطريقة والمغرب في‮ ‬جميع المجالات‮». ‬
ووجه‮ ‬التوفيق،‮ ‬الدعوة للخليفة العام للمريديين،‮ ‬باسم جلالة الملك،‮ ‬إلى زيارة المغرب‮.‬
وكان الشيخ سيرين مختار امباكي‮ ‬الذي‮ ‬ولد سنة‮ ‬1924،‮ ‬سابع خليفة لمؤسس الطريقة المريدية،‮ ‬الشيخ أحمدو بمبا،‮ ‬حيث قاد الطريقة منذ وفاة سيرين محمدو الأمين بارا امباكي‮ ‬في‮ ‬30‮ ‬يونيو‮ ‬2010‮.‬
ويعود آخر ظهور للشيخ الراحل في‮ ‬محفل عام إلى مغال توبا‮ ‬2016‮ ‬خلال الحفل الرسمي‮.‬
ويعد الشيخ منتقى بصيرو امباكي‮ ‬أحد أحفاد الشيخ أحمدو بمبا،‮ ‬مؤسس الطريقة المريدية،‮ ‬التي‮ ‬تنظم سنويا مغال توبا الذي‮ ‬يعتبر أكبر تظاهرة دينية على الصعيد الإفريقي،‮ ‬حيث‮ ‬يستقطب ملايين الأتباع من أجل الاحتفاء بذكرى نفي‮ ‬الشيخ المؤسس‮.‬
واشتهر أحمدو بمبا امباكي،‮ ‬المعروف أيضا باسم‮ «‬خادم الرسول‮» ‬والذي‮ ‬ينحدر من أسرة أنجبت عددا من الأولياء في‮ ‬السنغال،‮ ‬بمقاومته للاستعمار الفرنسي‮ ‬الذي‮ ‬عمد إلى اعتقاله ونفيه إلى الغابون‮ (‬1895‮-‬1902‮) ‬ثم إلى موريتانيا‮ (‬1903‮-‬1907‮).‬
وتعتبر الطريقة المريدية إحدى أهم الطرق الصوفية بالسنغال البلد الذي‮ ‬استقر فيه إسلام صوفي،‮ ‬وتجمعه قواسم مشتركة ضاربة في‮ ‬القدم مع المدارس الصوفية بالمغرب التي‮ ‬حققت إشعاعا بجميع أنحاء القارة على مدى قرون‮.‬
ومن بين أهم هذه الطرق الصوفية هناك الطريقة التيجانية،‮ ‬التي‮ ‬ينتشر الملايين من أتباعها في‮ ‬مجموع بلدان‮ ‬غرب إفريقيا‮.‬
‮ ‬وقال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية،‮ ‬إن سلاطين المملكة المغربية والأسر الصوفية تجمعهما رابطة جيدة أراد الله إرساءها من أجل نشر دين الوسطية والاعتدال لخدمة الناس‮.‬
وقال‮ ‬التوفيق في‮ ‬تصريح للصحافة على هامش تسليم برقية التعزية التي‮ ‬وجهها أمير المؤمنين،‮ ‬جلالة الملك محمد السادس،‮ ‬للخليفة العام للطريقة المريدية بالسنغال،‮ ‬الشيخ منتقى بصيرو امباكي،‮ ‬إثر وفاة الخليفة العام السابق للطريقة،‮ ‬سيرين سيدي‮ ‬مختار امباكي‮ ‬يوم الثلاثاء المنصرم،‮ ‬إن‮ «‬جلالة الملك،‮ ‬سليل أجداده،‮ ‬حرص على الدوام على الحفاظ على الروابط التي‮ ‬تجمع المؤسسة الملكية المغربية بالطرق الصوفية من أجل الأهداف والقضية المقدسة نفسها‮» ‬والمتمثلة في‮ ‬نشر إسلام الوسطية والاعتدال‮.‬
وقال الوزير إنه‮ « ‬إثر وفاة الشيخ الجليل سيدي‮ ‬مختار امباكي،‮ ‬كلفني‮ ‬أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس،‮ ‬نصره الله،‮ ‬بتسليم برقية تعزية للخليفة الجديد للطريقة،‮ ‬الشيخ منتقى بصيرو امباكي،‮ ‬موجهة لأسرة الراحل‮»‬،‮ ‬مضيفا أن جلالة الملك ذكر في‮ ‬هذه البرقية بالروابط القائمة بين المملكة المغربية والأسرة الملكية وجلالته شخصيا،‮ ‬والأسر الروحية بمنطقة‮ ‬غرب إفريقيا،‮ ‬والسنغال على الخصوص،‮ ‬عبر الطريقة الصوفية المريدية‮.‬
وأكد أن‮ «‬الشيخ منتقى امباكي‮ ‬يدرك جيدا مكانة المريدية لدى المؤسسة الملكية المغربية،‮ ‬وقد حظي‮ ‬هو نفسه بعناية ملكية سامية مؤخرا خلال خضوعه للعلاج بالمغرب‮»‬،‮ ‬مبرزا أن الخليفة العام للطريقة المريدية أعرب عن امتنان الطريقة لجلالة الملك لتوطيد صرح إسلام المبادئ والقيم عبر مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة،‮ ‬وتكوين الأئمة،‮ ‬ومبادرات أخرى‮.‬