الجزائر تستعمل « المخدرات» في محاولة لإبعاد المغرب عن لقاء وزراء الخارجية في ندوة 5+5 ناصر بوريطة: استقرار منطقتنا أمر أساسي وثمين ولا يتم من خلال تصريحات طائشة

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، الأحد في الجزائر، أن المملكة المغربية تجدد التأكيد على تمسكها بحوار 5 + 5 مفتوح وصريح وشامل وعملي.

وأبرز بوريطة، في تدخله خلال الاجتماع الرابع عشر لوزراء الخارجية للدول الأعضاء في مجموعة الحوار لغرب المتوسط، أن الحوار 5+5 يمثل المجال الأمثل لضمان حوار هادئ وتعاون مثمر، ويشكل إطارا مرنا، يجعله مهيأ للقيام بدور صندوق أفكار للشراكة الأورو متوسطية، وأبعد من ذلك.
وأضاف بوريطة أن منطقة غرب المتوسط تواجه أبرز التحديات في هذا العصر: تحديات أمنية وبيئية وسوسيو اقتصادية وثقافية وأخرى تتعلق بالهوية، مشيرا إلى أن منتدى 5+5 مدعو لإثبات نجاعته، ما دام أنه يوفر «الإطار الملائم» من أجل «حوار هادئ والتزام صادق وعمل مشترك».
وأوضح بوريطة أن جدول أعمال هذا الاجتماع يشمل مواضيع أساسية بالنسبة للمنطقة، سواء تعلق الأمر بالأزمات السياسية الخطيرة في بعض البلدان أو بالعمليات الانتقالية الصعبة في بعضها الآخر أو بقضايا مزمنة في المنطقة.
وفي ما يتعلق بمجال الشباب والشغل، أعرب الوزير عن يقينه بأن غرب المتوسط يمكنه أن يكون محفزا للنمو المشترك، ووعاء لتدبير مندمج لقضية الشباب في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية، وحتى في أبعادها الثقافية والإنسانية أيضا.
ولهذه الغاية، قدم بوريطة رسميا اقتراح المغرب بعقد واحتضان مؤتمر وزاري 5+5 مخصص للشباب، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يهدف إلى الاتفاق على «أجندة إقليمية حول الشباب» تشتمل على مشاريع ملموسة ومجددة.
وبخصوص التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمشتركة، شدد بوريطة على التباين المذهل بين الاندماج الاقتصادي في شمال وجنوب غرب البحر الأبيض المتوسط، موضحا أنه إذا كان الشركاء في الشمال يتميزون باندماج اقتصادي قوي (أكثر من 70 في المئة)، ففي الجنوب، يشكل بلدان المغرب العربي إحدى أقل المناطق اندماجا في العالم (أقل من 5 في المئة).
وقال الوزير «إن الفجوة بين الضفتين حقيقية، ولكن الهوة داخل الضفة الجنوبية تبعث على الأسف»، مضيفا أن هذا الوضع «يدعونا إلى التزام أقوى، من أجل مقاربة مجددة وشاملة ومستدامة في مجال تنمية المبادلات والاستثمار والشغل.»
وأضاف «أن قضية الاندماج الاقتصادي للجنوب تزداد تعقيدا، بسبب إغلاق الحدود الذي يعيق بشكل بنيوي ازدهار المنطقة».
وسجل بوريطة في هذا الاتجاه أن المغرب منخرط في دينامية لتطوير نموذجه التنموي تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، مشيرا إلى «قناعة المملكة بأن الجمود والحمائية لن يمكنا من تحقيق التنمية الاقتصادية».
وأبرز فضلا عن ذلك، سياسة الانفتاح الإنساني والتضامني التي أرادها جلالة الملك في مجال الهجرة، من خلال إطلاق حملتين لتسوية وضعية المهاجرين منذ سنة 2013، مشيرا في هذا الصدد إلى الدور الريادي للمملكة على الصعيد الإفريقي، من خلال المهمة الموكلة إلى جلالة الملك بصفته رائدا في مجال الهجرة من قبل رئاسة الاتحاد الإفريقي.
وقال إن المغرب يعتزم بالفعل أن يعرض على القمة المقبلة للاتحاد الإفريقي في نهاية الشهر الجاري، رؤية من أجل أجندة إفريقية للهجرة، كثمرة لتوافق واسع ومشاورات بين الدول الإفريقية قادها المغرب خلال الأشهر الأخيرة.
وشدد بوريطة على التعاون المثمر في مجال الهجرة مع العديد من دول الحوار 5 + 5، وخاصة إسبانيا وفرنسا، مشيرا إلى أن المغرب سيستضيف في دجنبر 2018 المؤتمر الدولي الأول للميثاق العالمي من أجل هجرة آمنة ومنظمة وقانونية، يفترض أن يفضي إلى اعتماد إطار مشترك لتنظيم الهجرة الدولية.
وفي ما يتعلق بآفة الإرهاب، اعتبر الوزير أن تصاعد الإرهاب والتمظهرات العنيفة للتطرف، الناجمة عن التطرف وتجنيد العديد من المواطنين في حوض البحر المتوسط من قبل الجماعات الإرهابية وتسفيرهم نحو بؤر التوتر، أمور تهدد أمن واستقرار بلدان المنطقة.
وفي مواجهة هذا الوضع، يقول بوريطة، يقوم التوجه الذي يدعو إليه جلالة الملك للتصدي للتهديدات الأمنية على نهج يدمج بشكل تكاملي البعد الأمني والنمو الاقتصادي والتنمية البشرية، وكذا الحفاظ على البعد الثقافي.
وفي هذا السياق، ذكر الوزير أن المغرب يعد رائدا في مجال تكوين الأئمة في أوروبا وإفريقيا، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى الدور الذي تقوم به المملكة في تعزيز الإسلام المتسامح والوسطي.
ومن جهة أخرى، أعرب بوريطة، عن يقينه بأن شكل 5+5 يمثل إطارا مبدعا ومجددا في جوهره، ينبغي له اليوم النهوض بتعاون مرن وفعال، وأن ينفتح أكثر على المجتمع المدني وأن يستفيد بشكل أفضل من الاتحاد من أجل المتوسط، من خلال تنمية التوافقات وتثمين أوجه التكامل.
وخلص الوزير إلى القول إن «حسن الجوار، هو أكثر من مجرد مبدأ، إنه قيمة والتزام، بالنسبة للدول أيضا، وخاصة بالنسبة للدول. إن الاستقرار لا يستقيم مع عدم المسؤولية. وهو أمر يعرفه الجميع! «
ومن جهته، أكد وزير الشؤون الخارجية الجزائري مساء الاثنين ما قاله نظيره المغربي ناصر بوريطة في أشغال الندوة الوزارية للحوار 5+5 المنعقدة بالجزائر العاصمة، من أن مشاركة المغرب تندرج في إطار متعدد الأطراف وليس في إطار ثنائي.
وكان وزير الشؤون الخارجية المغربي قد أدلى، عقب مشاركته في أشغال الندوة الـ14 لوزراء الشؤون الخارجية للحوار 5+5  المنعقدة بالجزائر العاصمة في 21 يناير 201، بتصريح مفاده أن «حضوره بالجزائر يندرج في إطار متعدد الأطراف وليس في إطار ثنائي «.
وأوضح مساهل بهذا الشأن أن نظيره المغربي كان محقا لأن حضور بوريطة يندرج بالفعل «في إطار متعدد الأطراف و ليس في إطار ثنائي، كما كان الحال بالنسبة لوزراء الشؤون الخارجية الآخرين للدول الأعضاء في حوار 5+5 والذي يندرج حضورهم بالجزائر في إطار متعدد الأطراف و ليس في إطار ثنائي «.  وعمل قادة جزائريون من الصف الأول على مهاجمة المغرب بشكل عنيف قبيل توجه ناصر بوريطة إلى الجزائر لحضور اللقاء الهام المتوسطي حيث اختار الوزير الأول الجزائري أويحيى شخصيا لقاء حزبيا ليهاجم المغرب دون أسباب نزول ماعدا محاولة إغضاب الخارجية المغربية ودفعها لتبني المقعد الفارغ وهو ما لم ينجح فيه .
وقال أويحيى، خلال الدورة الرابعة للمجلس الوطني لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، إن حزبه يصطف إلى جانب المواقف التي يتخذها بلده ضد “أولئك الذين يحاولون من الخارج إغراق بلادنا تحت تدفق هائل للمخدرات والكوكايين ”. واعتبر أويحيى أن الأمر “يتعلق باعتداء حقيقي على شعبنا من خلال محاولة تسميم شبيبتنا، وكبح مسار تنميتنا، كما يعد إهانة خطيرة للمستقبل المشترك للشعوب المغاربية» !
وقبل أويحيى كان وزير الخارجية الجزائري قد جنح أيضا إلى نفس التهم والتلفيقات ضد المغرب، أدت إلى تدهور العلاقات بين البلدين وسحب المغرب سفيره للتشاور إلا أن تصريحات الوزير الأول لم يعقب عليها المغرب ولم تثر أي اهتمام .
وهكذا تستعمل الجزائر سلاح الحشيش والمخدرات في محاولة لإبعاد المغرب عن لقاء هام وحتى تستفرد بالقرار الدبلوماسي في واحدة من الندوات الهامة بين شمال وجنوب القارتين الإفريقية والأوروبية.


الكاتب : محمد الطالبي

  

بتاريخ : 24/01/2018