المغرب يخصص 130 مليون درهم لاحتضان مونديال 2026

قال مولاي حفيظ العلمي، رئيس لجنة ترشح المغرب لاحتضان مونديال 2026، إنه – ومنذ تعيينه من طرف جلالة الملك – حرص على الوقوف على كافة تفاصيل الملف المغربي، عبر عقد اجتماعات مع فريق العمل الذي عينته الجامعة لمتابعة الترشيح، حيث اكتشف أنه يضم أفضل الأطر والكفاءات المغربية، وأظهر قدرة عالية وحماسا كبيرا في الاشتغال، وهو الآن يزاوج بين العمل والتواصل، في أفق إنجاز ملف دقيق ومتكامل بإمكانه أن ينتزع ثقة المصوتين يوم 13 يونيو المقبل.
وأضاف مولاي حفيظ العملي، الذي شدد على أن الملف المغربي ينتظره مجهود كبير، أن المغرب سيكون في الموعد، سيما وأنه يتوفر على العديد من النقط الإيجابية، وفي مقدمتها الأوراش التي تم فتحها منذ سنة 2003، عندما كان المغرب ينافس على احتضان مونديال 2010، وفي مقمتها الملاعب، حيث يتوفر الآن على ستة ملاعب جاهزة تحتاج فقط لبعض الإصلاحات الطفيفة، وأنه سيعمل على بناء ثمانية جديدة، فضلا عن توفره على شبكة طرقية جيدة، كما أنه بات رائدا في مجال الاتصالات، تضاف إليها عومل مؤثرة أخرى، يتقدمها الاستقرار الداخلي، حيث يصنف المغرب ضمن البلدان الآمنة، وكذا الشغف بكرة القدم، وحماس الجماهير المغربية بالمدرجات، فضلا عن التسامح الذي يطبع سلوكات المواطن المغربي وكرم ضيافته.
وعدد مولاي حفيظ العلمي، خلال ندوة صحافية عقدت صباح أمس بالدار البيضاء، المحطات التي تنتظر الملف المغربي، وأولها يوم 16 مارس المقبل، حيث يتعين أن يكون الملف المغربية قد بلغ درجة الكمال، قبل أن تحل
بالمغرب لجنة تفتيش تابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم، في شهر أبريل، قصد الوقوف على مدى استجابة الملف المغربي لدفتر التحملات، ويومي سادس وسابع يونيو يتعين تقديم ملف التشريح المغربي لدى أعضاء مؤتمر الفيفا، ويوم 13 من الشهر ذاته سيكون التصويت، متمنيا أن يكون لصالح الملف المغربي.
وقدر مولاي حفيظ العلمي الميزانية المرصودة للرشيح المغربي بحوالي 130 مليون درهم، وهو نفس المبلغ الذي كلفه ترشيح المغرب لاحتضان مونديال 2010.
أما فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فقد أكد في كلمته الافتتاحية، على أن المغرب يتوفر على حظوظ وافرة لانتزاع شرف احتضان مونديال 2026، بناء على المتغيرات التي طرأت على المشهد الكروي العالمي، وفي مقدمتها الانتقال من 32 بلدا إلى 48 منتخبا في النهائيات، بداية من دورة 2026، فضلا عن تعديل نظام التصويت، والذي سيكون من طرف الاتحادات المنضوية تحت لواء الفيفا، وعددها 211، وبعد حذف أسماء البلدان المرشحة (المغرب والمكسيك وكندا والولايات المتحدة) سيكون التصويت من طرف 207 بلدان، مما يعني أن الملف الفائز ينبغي حصده 104 أصوات، وهو الرهان الذي يمكن أن يحققه المغرب، طالما أن إفريقيا تضم 54 بلدا، وأن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم أعلنت مساندتها اللامشروطة للملف المغربي، إذ اعتبرت الهيأة القارية أن الرهان سيكون إفريقيا، لأن القارة السمراء وعلى مدار قرن من الزمن لم تحصل سوى على فرصة واحدة لاحتضان كأس العالم، وكانت في سنة 2010.
وأشار لقجع إلى أن الفيفا أحدث لجنة ستكون مهمتها محصورة في تنقيط وتقييم الملفات المرشحة خلال الفترة ما بين 11 غشت، موعد التقديم الرسمي لطلب الاستضافة، و16 مارس تاريخ إنهاء الملفات وتقديمها، بناء على مجموعة من الشروط اللازم احترامها، وأولها البنيات التحتية الرياضية، وخاصة الملاعب وخصصت لها نسبة 36 بالمائة، ثم الميزانيات المرصودة للتظاهرة ونسبتها 30 بالمائة والنيات التحتية الأساسية (النقل، المطارات…) ونسبتها 35 المائة، وكل هذه الشروط حددت لها نسبة إجمالية في حدود 78 بالمائة، تضاف إليها الإقامة سواء بالنسبة للفرق أو الحكام وغيرها، وبناء على هذا التنقيط سيتم تقييم الملفات قبل عرضها على التصويت يوم 13 يونيو.
واعتبر لقجع أن الملف المغربي خطا خطوات كبيرة، كما أن اللجنة، التي تم إحداثها لمتابعة الترشيح، والتي تضم حوالي 70 فردا، من مختلف التخصصات وبكفاءة مهنية عالية، جهزت حتى الآن 22 ملفا متكاملا بشأن الترشيح المغربي، وسيتم الاشتغال على ضوئها، مع ضرورة استحضار معيين أساسيين، وهما التنمية المستدامة، حيث أن المغرب قطع في هذا المجال أشواطا متقدمة، وكذا مجال حقوق الانسان، حيث يتوفر المغرب حاليا على ترسانة رائدة من القوانين، التي توسع هامش الحريات.
وحول الأسباب التي جعلت المغرب يتقدم بطلب الترشيح لاحتضان تظاهرة من هذا الحجم، وأنه كان ينبغي استثمار هذه الأموال للنهوض ببعض المجالات الاجتماعية الأخرى، قال لقجع إن المغرب، وعلى مدار 20 عاما من الاشتغال على احتضان المونديال، وبالنظر إلى الأوراش التي أطلقها والمشاريع التي حققها، يحق له الآن أن يجني الثمار، وإلا فما الجدوى من بناء الملاعب الكبيرة، إذا لم تكن من أجل احتضان التظاهرات الرياضية العالمية؟.
وختم لقجع بالتأكيد على أن تبني إفريقيا للمشروع المغربي «يحفزنا على الاشتغال»، خاصة وأن هناك العديد من النقط الإيجابية التي ينبغي استغلالها، وأوهما الموقع الجعرافي وكذا التوقيت، الذي يلائم حوالي 80 بالمائة من المنتخبات المشاركة في كأس العالم.
وجدد رشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة، التأكيد على المساندة المطلقة واللامشروطة للحكومة المغربية لملف الترشيح، مستندا في ذلك إلى حضور كافة القطاعات المعنية هذه الندوة، وفي مقدمتها قطاعات المالية والخارجية والداخلية والصحة والشباب والرياضة والاتصال والتجهيز والنقل، فضلا عن ممثلي القطاع الخاص، مشددا على أن المغرب يؤسس ملفه، ليس بناء على التغييرات التي طرأت على الفيفا، وإنماء انسجاما مع التطورات التي شهدها المغرب منذ سنة 2003 إلى الآن، حيث شهدت بلادنا طفرة تنموية كبيرة.
وختم مولاي حفيظ العلمي، في معرض إجابته على أسئلة رجال الإعلام، بالتأكيد أن الكلفة المالية المرصودة للملف المغربي لن ترهق الميزانية العامة للبلاد، حيث أن المغرب لن يصوم أو يجوع من أجل إنجاز المشاريع المتعلقة بهذا الرهان، وإنما سيواصل مشاريعه وبرامجه بالتزامن مع هذا الترشيح، سيما وأن الكثير من البرامج كانت ضمن أولوياته، وكل ما هنالك انه سيحصل فقط تسريع وتيرة الأشغال والإنجاز.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 24/01/2018