أكد الدكتور محمد بنعجيبة، مدير المركز الوطني لتحاقن الدم، في تصريح هاتفي لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن احتياطي الدم على الصعيد الوطني لايتجاوز 3 أيام على أبعد تقدير، محذرا من هذه الوضعية وتبعاتها، بالنظر إلى أنه يجب أن تتوفر أبناك الدم على مخزون لمدة 7 أيام على الأقل، معتبرا أن هذا التراجع هو بسبب العطلة الحالية التي تمتد على مدى 15 يوما، والتي نتج عنها تأجيل العديد من حملات التبرع الدم المبرمجة، لأن عددا كبيرا من المواطنين في وضعية سفر، فضلا عن إحجام الكثيرين عن التبرع بسبب أفكار مغلوطة، وهو مايستدعي التكثيف من الحملات التواصلية والتحسيسية في هذا الصدد.
وأوضح الدكتور بنعجيبة أن هذا الوضع متفاقم في الدارالبيضاء التي تستهلك 10 مصحات خاصة بها، نموذجا، نسبة 50 في المئة من الدماء التي يتم تجميعها، مشيرا إلى أن المركز الجهوي لتحاقن الدم يجد صعوبة في مواكبة احتياجات المؤسسات الصحية للدم، التي تستهلكه بوتيرة مرتفعة مقابل انخفاض معدلات التبرع.
من جهتها، أكدت الدكتورة نبيلة ارميلي، المديرة الجهوية لوزارة الصحة بجهة الدارالبيضاء سطات، في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن المديرية قررت تفعيل خطة جديدة للرفع من معدلات التبرع بالدم للإجابة عن الخصاص المسجل في هذا الصدد، وذلك بخلق وحدات خاصة على مستوى المستشفيات العمومية، عوض انتظار تنقل المتبرعين إلى مقر المركز الجهوي لتحاقن الدم أو إلى أماكن تواجد الوحدات المتنقلة على مستوى وسط المدينة، إذ تقرر إحداث 6 مصالح مختصة، شرعت الأولى في مباشرة مهامها يوم الأربعاء الأخير بابن امسيك، مشيرة إلى أن باقي الوحدات ستتوفر بكل من الفداء مرس السلطان، الحي الحسني، سيدي عثمان، إلى جانب أخرى بسطات، ابن سليمان والمحمدية، التي تعتبر جاهزة، وينتظر أن تكون مساهمتها في المستوى المطلوب. وأوضحت المديرة الجهوية لوزارة الصحة أن الطلب على الدم في ارتفاع متواصل، مبرزة أن الدارالبيضاء تتوفر على 131 مصحة خاصة، فضلا عن المركز الاستشفائي الجامعي والمستشفيات العمومية، التي تستقبل عددا كبيرا من المرضى من مختلف مناطق المملكة للخضوع لعمليات جراحية في تخصصات كبرى كالقلب والشرايين وغيرها، وهو مايفسر الطلب المتزايد على الدم، الذي يقابله تقلّص أعداد المتبرعين.