السلطات التركية تسعى لاسكات منتقدي عمليتها في سوريا

اوقفت السلطات التركية الثلاثاء المجلس التنفيذي لنقابة الاطباء في تركيا، بعد انتقادات وجهتها نقابتهم للعملية العسكرية في جيب عفرين في شمال سوريا، وسط سعي انقرة لاسكات الاصوات المعارضة.
وابلغت نقابة الاطباء في تركيا وكالة فرانس برس بان اعضاء مجلسها التنفيذي البالغ عددهم 11 شخصا تم توقيفهم في مناطق متفرقة من البلاد بمن فيهم رئيس النقابة رشيد توكيل.
وسارعت النيابة العامة الى فتح تحقيق بحق نقابة الاطباء بعد شكوى ضدها تقدمت بها وزارة الداخلية التركية لنشرها الاربعاء الماضي بيانا ينتقد بشدة العملية العسكرية التركية في عفرين ويؤكد ان «الحرب مشكلة للصحة العامة من صنع الانسان».
واثار البيان غضب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي هاجم بشدة «ما يسمى بنقابة أطباء تركيا»، ووصفها بأنها من «محبي الارهابيين».
وهاجم اردوغان مجددا النقابة الاحد قائلا «هم ليسوا اكاديميين، إنهم زمرة من العبيد الغافلين (…) إنهم خدام الامبريالية».
وقال اردوغان «برفضها (النقابة) الحرب تنادي بالطغيان»، مشددا على اهمية التصدي لهذا الموقف المشين.
وتضم النقابة 83 الف عضو، وهي اكبر نقابة طبية في البلاد. وكانت اشارت الجمعة الماضي الى تلقيها تهديدات في اعقاب الانتقادات التي وجهها اليها اردوغان.
واعلنت وكالة انباء الاناضول انه تم توقيف اعضاء المجلس التنفيذي للنقابة لاتهامهم بـ «تشريع اعمال منظمة ارهابية»، و»تمجيد جرائم ومجرمين»، و»الحض على الكراهية».
وقالت وزارة الصحة الاثنين إنها رفعت دعوى قضائية تطلب فيها اقالة جميع أعضاء المجلس التنفيذي للنقابة لانهم «يتصرفون ضد القانون».
وتجمع نحو 50 شخصا امام مقر النقابة في انقرة للتعبير عن تضامنهم في تظاهرة قمعتها قوات الامن بشدة بحسب ما افاد مصور فرانس برس.
واعرب الاتحاد الدولي للاطباء الذي تنتسب اليه نقابة الاطباء في تركيا في بيان عن «قلقه البالغ». ودعا رئيس الاتحاد الدكتور يوشيتاكي يوكوكورا «السلطات التركية الى الافراج فورا عن الاطباء ووضع حد لحملة الترهيب هذه».
وقال الباحث في المنظمة في شؤون تركيا اندرو غاردنر ان نقابة أطباء تركيا اصبحت هدفا لنشرها بيانا «منطقيا ومشروعا بالكامل».
وقال لفرانس برس «هذا استهداف غير منطقي بالكامل لاشخاص لتعبيرهم عن آرائهم السلمية. لا شيء يمكن ان يبرر هذا النوع من التوقيفات».
وتشن تركيا منذ 20 يناير حملة عسكرية في عفرين في شمال سوريا لملاحقة عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية التي تصفها انقرة بانها «ارهابية».
وتعتبر انقرة أن وحدات حماية الشعب هي الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا مسلحا على الاراضي التركية منذ 1984.
وكان اردوغان دعا بعيد اطلاق العملية في عفرين الى الوحدة الوطنية، مؤكدا ان المعترضين على هذه العملية سيدفعون «ثمنا باهظا جدا».
ومذ اك تسعى السلطات التركية الى اسكات منتقدي الحملة، وتم توقيف اكثر من 300 شخص بتهم «الدعاية الارهابية» على وسائل التواصل الاجتماعي ضد عملية عفرين.
وتم توقيف العديد من مسؤولي حزب الشعوب الديموقراطي الداعم للاكراد، وهو ثالث أكبر حزب سياسي في تركيا، منذ بدء العملية العسكرية في عفرين، والتي اطلقت عليها تركيا تسمية «غصن الزيتون».
لكن نقابة اطباء تركيا ليست الجهة الوحيدة التي انتقدت الهجوم في تركيا. فقد وقع اكثر من 170 من الوزراء والممثلين والكتاب رسالة الاسبوع الماضي تطالب بوقف الحرب. ووجهت الرسالة الى جميع النواب الاتراك وبينهم من ينتمون الى حزب العدالة والتنمية الحاكم.


بتاريخ : 02/02/2018