دعوة دول افريقية إلى إحياء عملية السلام في‮‬جنوب السودان

‮ ‬دعا رئيس لجنة مراقبة وتقييم اتفاق السلام في‮ ‬جنوب السودان فيستوس موغاي‮ ‬الدول الافريقية المنخرطة بجهود الوساطة إلى عدم‮ «‬هدر‮» ‬فرصة وجود مساع جديدة لانهاء الحرب‮.‬
وحض الرئيس البوتسواني‮ ‬السابق الاعضاء الثمانية للهيئة الحكومية للتنمية في‮ ‬شرق افريقيا‮ (‬ايغاد‮) ‬إلى العمل معا‮.‬
وقال موغاي‮ ‬إن على جيبوتي‮ ‬واريتريا واثيوبيا وكينيا والصومال والسودان واوغندا العمل على‮ «‬المحافظة على نهج موحد وإظهار موقف واحد وتحدي‮ ‬اولئك الذين‮ ‬يروجون لمصالحهم الخاصة‮».‬
وأثمرت الجولة الأولى من المحادثات لإحياء اتفاق سلام أبرم عام‮ ‬2015‮ ‬عن وقف لإطلاق النار في‮ ‬ديسمبر استمر لساعات فقط قبل أن تتبادل الأطراف المتحاربة الاتهامات بخرق الهدنة‮.‬
ووصفت الأمم المتحدة محاولة احياء عملية السلام بانها‮ «‬فرصة اخيرة‮» ‬لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة في‮ ‬جنوب السودان منذ أربعة أعوام‮. ‬ويتوقع أن تجري‮ ‬جولة ثانية من المحادثات في‮ ‬الخامس من‮ ‬فبراير‮.‬
وفي‮ ‬هذا السياق،‮ ‬قال موغاي‮ ‬على هامش قمة للاتحاد الأفريقي‮ ‬في‮ ‬اثيوبيا إن العملية‮ «‬مفصلية وتقدم فرصة‮ ‬يجب عدم هدرها‮»‬،‮ ‬وفقا لبيان صادر عن لجنته‮.‬
ويشير محللون إلى أن مصالح اعضاء‮ «‬ايغاد‮» ‬في‮ ‬المنطقة متباينة بشكل كبير‮.‬
ويشهد جنوب السودان حربا منذ‮ ‬يناير‮ ‬2013‮ ‬عندما اتهم الرئيس سلفا كير نائبه السابق رياك مشار بالتخطيط للانقلاب عليه‮.‬
وتم توقيع اتفاق سلام بعد عامين إلا أنه انهار في‮ ‬يوليو‮ ‬2016‮ ‬عندما أجبر تجدد القتال في‮ ‬العاصمة جوبا مشار على الفرار‮. ‬واتسعت رقعة القتال لاحقا في‮ ‬أنحاء البلاد حيث تشكلت مجموعات مسلحة متحاربة‮.‬
والأسبوع الماضي،‮ ‬دعا موغاي‮ ‬إلى‮ «‬معاقبة‮» ‬الأشخاص الذي‮ ‬يرفضون وقف القتال‮.‬
وقال لمجلس الأمن الدولي‮ ‬في‮ ‬اتصال عبر الفيديو من جوبا‮ «‬لا‮ ‬يمكننا الوقوف مكتوفي‮ ‬الأيدي‮ ‬في‮ ‬وقت‮ ‬يوقع قادة جنوب السودان اتفاقا في‮ ‬يوم ويسمحون بانتهاكه بدون عقاب في‮ ‬اليوم التالي‮».‬
من جهتها،‮ ‬دعت الولايات المتحدة إلى حظر دولي‮ ‬للسلاح‮.‬
وحضت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي‮ ‬هايلي‮ ‬القادة الأفارقة المجتمعين إلى‮ «‬محاسبة الأشخاص الذين‮ ‬يرفضون السعي‮ ‬نحو السلام‮».‬
ودعت هايلي‮ ‬رئيسي‮ ‬اوغندا وكينيا الى الضغط على كير قائلة‮ «‬انهما الفريقان الرئيسيان القادران على انجاح عملية سلام فعلية‮».‬
والتقى الرئيس الكيني‮ ‬أوهورو كينياتا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو‮ ‬غوتيريش على هامش القمة لمناقشة النزاع في‮ ‬جنوب السودان،‮ ‬وفقا لبيان اصدرته الرئاسة‮.‬
وافاد البيان أن‮ ‬غوتيريش حض كينيا على العودة إلى قيادة الوساطة‮.‬

‬رئيس المفوضية الافريقية‮ ‬يتوعد بفرض عقوبات‮ ‬

‮ ‬اعتبر رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي‮ ‬موسى فقي‮ ‬الاحد ان‮ «‬الاوان قد حان‮» ‬لفرض عقوبات على الذين‮ ‬يقوضون جهود السلام في‮ ‬جنوب السودان،‮ ‬الملف الأكثر استعصاء الذي‮ ‬يواجه القادة الأفارقة خلال اجتماعهم في‮ ‬اثيوبيا‮.‬

وفي‮ ‬افتتاح القمة الثلاثين للاتحاد الافريقي‮ ‬في‮ ‬اديس ابابا،‮ ‬ندد فقي‮ ‬بـ»الوحشية‮ ‬غير المعقولة‮» ‬و»العنف الأعمى‮» ‬بين الأطراف المتنازعين في‮ ‬جنوب السودان الذي‮ ‬يشهد نزاعا داميا منذ‮ ‬ديسمبر‮ ‬2013،‮ ‬أي‮ ‬بعد عامين فقط من حصوله على الاستقلال‮.‬
وقتل عشرات الآلاف في‮ ‬جنوب السودان ونزح نحو أربعة ملايين شخص فيما‮ ‬يعاني‮ ‬الملايين من الجوع في‮ ‬ظل أزمة إنسانية‮ ‬يتوقع أن تزداد سوءا مع حلول موسم الجفاف‮.‬
وقال فقي‮ ‬ان‮ «‬الاوان قد حان لفرض عقوبات على اولئك الذين‮ ‬يعرقلون جهود السلام‮».‬

من جهته،‮ ‬تعهد الامين العام للامم المتحدة انطونيو‮ ‬غوتيريش دعم‮ «‬اي‮ ‬مبادرة افريقية من اجل رد اقوى‮» ‬على الاستخفاف بالهدنة‮.‬
واشار‮ ‬غوتيريش الى مشاركته في‮ ‬اجتماع مغلق لمجلس السلم والامن في‮ ‬الاتحاد الافريقي‮ ‬قائلا للصحافيين انه‮ «‬اذا لم‮ ‬يتم احترام وقف الاعمال القتالية‮ (…) ‬فنحن متوافقون جميعا على وجوب اتخاذ اجراءات اكثر شدة لضمان احترام ذلك‮».‬
أما الولايات المتحدة،‮ ‬الداعم الأبرز لاستقلال جنوب السودان وأكبر المانحين،‮ ‬فدعت مجددا الأسبوع الماضي‮ ‬أمام مجلس الأمن إلى فرض حظر على وصول السلاح الى هذا البلد‮.‬
وفشلت جهود سابقة لفرض حظر على السلاح وتوسيع العقوبات اذ اعتبرت بعض الدول الأعضاء أن تحركا من هذا النوع سيأتي‮ ‬بنتائج عكسية على جهود السلام‮.‬
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على ثلاثة مسؤولين رفيعين في‮ ‬سبتمبر العام الماضي‮.‬لكن وزير الشؤون الحكومية في‮ ‬جنوب السودان مارتن ايليا لومورو المكلف الإشراف على عملية السلام اعتبر أن‮ «‬التقارير الواردة من جنوب السودان لا تعكس حقيقة الوضع الحالي‮ ‬على الأرض‮». ‬وأضاف‮ «‬لا‮ ‬يمكن فرض عقوبات بدون أسباب‮».‬
لكن صبر حلفاء جنوب السودان قد نفد بعد فشل جهود السلام لمرات لا تحصى‮.‬
و قالت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي‮ ‬هايلي‮ ‬أمام مجلس الأمن الدولي‮ ‬إن حكومة الرئيس سلفا كير‮ «‬تثبت بشكل متزايد بأنها شريك‮ ‬غير ملائم‮» ‬في‮ ‬جهود إعادة السلام‮.‬
وحضت القادة الأفارقة المجتمعين في‮ ‬القمة على‮ «‬محاسبة الأشخاص الذين‮ ‬يرفضون السعي‮ ‬نحو السلام‮».‬
‮ ‬ويشهد جنوب السودان حربا منذ ديسمبر‮ ‬2013‮ ‬عندما اتهم الرئيس سلفا كير نائبه السابق رياك مشار بالتخطيط للانقلاب عليه‮.‬
وتم توقيع اتفاق سلام بعد عامين إلا أنه انهار في‮ ‬يوليو‮ ‬2016‮ ‬عندما أجبر تجدد القتال في‮ ‬العاصمة جوبا مشار على الفرار‮.‬
واتسعت رقعة القتال لاحقا في‮ ‬أنحاء البلاد حيث تشكلت مجموعات مسلحة متحاربة،‮ ‬ما زاد من تعقيد جهود السلام‮.::‬
‮ ‬
5 ‬ملايين جائع‮…‬

‮ ‬وجاء جنوب السودان في‮ ‬المرتبة الثانية في‮ ‬لائحة الدول التي‮ ‬ينعدم فيها الأمن الغذائي‮..‬
و قال تقرير مشترك قدمه برنامج الأغذية العالمي‮ ‬ومنظمة الأغذية والزراعة‮ (‬فاو‮) ‬إلى مجلس الأمن الدولي،‮ ‬إن عدد المتضررين في‮ ‬البلدان المنكوبة بالنزاعات‮ ‬يبلغ‮ ‬نحو‮ ‬500‮ ‬مليون شخص،‮ ‬وأن تدهور الأمن الغذائي‮ ‬فيها لا‮ ‬يزال مستمرا‮.‬
ونقل مركز أنباء الأمم المتحدة عن التقرير المعنون‮ «‬رصد الأمن الغذائي‮ ‬في‮ ‬البلدان التي‮ ‬تشهد حالات صراع‮» ‬دعوته إلى بذل مزيد من الجهود الإنسانية لتزويد هذه البلدان بالإغاثة الغذائية،‮ ‬وشدد على ضرورة دعم سبل كسب العيش‮.‬
ويغطي‮ ‬هذا التقرير انعدام الأمن الغذائي‮ ‬في‮ ‬16‮ ‬بلدا‮. ‬ولاحظ التقرير،‮ ‬الذي‮ ‬يغطي‮ ‬عدد من المناطق من مختلف القارات،‮ ‬أن ربع السكان أو أكثر،‮ ‬في‮ ‬حوالي‮ ‬نصف هذه الأماكن،‮ ‬يواجهون مستويات جوع أو حالات طوارئ من الجوع حيث تصدرت اليمن قائمة هذه البلدان ووصل عدد المتأثرين فيها إلى نحو‮ ‬17‮ ‬مليون شخص‮.‬
وجاء جنوب السودان ثانيا‮ «‬4‭.‬8‮ ‬مليون شخص،‮ ‬45‮ ‬بالمئة من السكان‮» ‬وبعد ذلك سوريا‮ «‬6‭.‬5‮ ‬مليون شخص،‮ ‬33‮ ‬بالمئة‮» ‬ويليهما لبنان‮ «‬نحو مليوني‮ ‬شخص،‮ ‬33‮ ‬في‮ ‬المئة‮» ‬بسبب وجود أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين‮.‬
وحسب التقرير فإن الصراع من العوامل المشتركة التي‮ ‬تقوض الأمن الغذائي‮ ‬في‮ ‬جميع هذه البلدان،‮ ‬وهو السبب الرئيسي‮ ‬وراء عودة ارتفاع مستويات الجوع العالمية بعد عقود من الانخفاضات المطردة‮.‬

جماعة متمردة‮ ‬وأسرى‮..‬

‮ ‬قالت جماعة متمردة في‮ ‬جنوب السودان اليوم الاثنين إنها أطلقت سراح‮ ‬15‮ ‬من جنود الجيش كانت تحتجزهم وسلمتهم للجنة الدولية للصليب الأحمر تنفيذا لاتفاق لوقف إطلاق النار أبرمته الحكومة مع جماعات متمردة الشهر الماضي‮.‬
وقال لام بول جابرييل المتحدث باسم جماعة‮ (‬الجيش الشعبي‮ ‬لتحرير السودان-في‮ ‬المعارضة‮) ‬لرويترز إن الجماعة أطلقت سراح الأسرى أمس الأحد وإنها تجمع أسماء أسرى الحرب من ميادين القتال في‮ ‬الإقليم الاستوائي‮ ‬على الحدود مع أوغندا‮.‬
وأضاف أنها ستطلق سراح المزيد من الأسرى في‮ ‬الأيام المقبلة‮.‬
وقال مراقبون دوليون إن الهدنة التي‮ ‬تفاوضت عليها الهيئة الحكومية للتنمية في‮ ‬شرق أفريقيا‮ (‬إيجاد‮) ‬في‮ ‬ديسمبر كانون الأول وشملت التزاما بإطلاق سراح المحتجزين انتهكت خلال ساعات‮.‬
وأشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عندما اتصلت بها رويترز إلى بيان أصدرته أمس الأحد قالت فيه إنها‮ «‬أبلغت الأطراف المتصارعة في‮ ‬جنوب السودان أن بإمكانها تسهيل أي‮ ‬إفراج سياسي‮ ‬عن الأسرى المحتجزين فيما‮ ‬يتعلق بالصراع‮».‬
وانزلق جنوب السودان إلى حرب أهلية في‮ ‬عام‮ ‬2013‮ ‬بعد اشتباكات بين القوات الموالية لريك ماشار النائب السابق للرئيس والقوات الموالية للرئيس سلفا كير‮.‬
وقتل عشرات الآلاف في‮ ‬الصراع ونزح ثلث سكان البلاد عن ديارهم‮.‬


بتاريخ : 03/02/2018