حقوقيون وأطباء يدعون إلى إعادة النظر في شواهد العذرية وفي موضوع البكارة

 

يعرف الوسط الحقوقي والطبي، منذ مدة، نقاشا واسعا يتمحور حول موضوع العذرية وغشاء البكارة، في صلة بالشواهد الطبية التي يُطلب من الطبيب تسليمها من قبل أقارب هذه الفتاة أو تلك، المقبلة على الزواج، للتأكيد على عذريتها من عدمها، باعتبارها أحد الشروط الأساسية للاستمرار في طقوس الزواج المرتقب وللتأكد من عفّتها، هذا الشرط الذي يجده المنتقدون حاضرا بقوة في العقلية الذكورية المغربية والعربية بشكل عام، والذي تترتّب عنه مجموعة من الآثار السلبية والتبعات في بعض الأسر التي تعتبر نفسها محافظة، والتي ترى بأن شهادة العذرية هي عنوان على الشرف والطهارة، والحال أنه يمكن للبكارة أن تُفقد لأسباب أخرى ليست لها صلة، بالضرورة، بالعلاقات الجنسية، كما قد يتخيل الكثير من الناس.
إشكالية البكارة وشهادة العذرية، دفعت عددا من الحقوقيين والأطباء إلى الدعوة لإعادة النظر في كيفية التعاطي مع هذا الموضوع، والانتقال إلى خطوات إجرائية تتمثل في عدم تسليم شواهد طبية من هذا القبيل لأقارب المعنيات، لأنها ليست بشهادات تهمّ صحتهن، بل هي تعدّ، من وجهة نظرهم، استهدافا لحياتهن الشخصية، باستثناء الحالات التي يكون فيها الطلب شخصيا من صاحبته، أو لارتباطه بواقعة اعتداء وعنف جسدي وجنسي، في إطار مسطرة قانونية. نقاش سيكون حاضرا إضافة إلى الزوايا العلمية المرتبطة بالموضوع وبالصحة الإنجابية للمرأة، خلال أشغال مناظرة في موضوع «العذرية بين الأسطورة والواقع»، التي ستنظم بالدارالبيضاء بحر الأسبوع المقبل، وفقا لتصريح البروفسور رشيد أبو طيب، رئيس الجمعية المغربية للعلوم الجنسية، لـ «الاتحاد الاشتراكي»، الذي أبرز أن الهدف من هذه المناظرة هو تدارس مختلف الأبعاد لمفهوم العذرية، والتي سيشارك في أشغالها الأساتذة «إيف فيرول» من جامعة ليل الفرنسية، و»عبد الصمد ديالمي» من جامعة الرباط، و»هشام بنيعيش» من جامعة الحسن الثاني، إضافة إلى «سندس بنحلام» عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وكذا الدكتورة «اعتماد متواضع» عن مستشفى بن امسيك بالدارالبيضاء.
وأوضح البروفسور رشيد أبوطيب، أن هذه المناظرة التي تحمل عنوانا شاملا يتمثل في «الأخلاق والحقوق في الصحة الجنسية والإنجابية»، سيتم تنظيمها من طرف الجمعية المغربية للعلوم الجنسية والجمعية المغربية للصحة الإنجابية، سيتم خلالها التركيز كذلك على موضوع الحقوق الإنجابية وانعكاسها على صحة المرأة وتبعاتها على يوميات المرأة المغربية بشكل عام، مضيفا بأن النقاش العلمي الذي سيسود أطوارها من طرف الخبراء والمهتمين بالشأن الصحي، هو كفيل بتسليط الضوء على عدد من التفاصيل المفيدة لإعادة النظر في زاوية مقاربة مواضيع من هذا القبيل، التي تعد من الطابوهات، والتي تتطلب رؤية متجددة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 06/02/2018