المعاملات والأخلاقيات هي جزء لايتجزأ من المهنة الطبية أو التمريضية بسبب خصوصيتهما، لكن احترامهما لايكون دائما في الموعد، بسبب خلل المنظومة ككل، والخصاص الكبير والمتزايد في عدد الأطر الصحية الذي يؤدي إلى نقص جودة الخدمات الصحية وظهور ممارسات لاأخلاقية كنتيجة حتمية، حيث قد يرى المتدرب في المستشفى، تصرفات من المفترض أنها غير عادية ويتطبع معها بمرور الوقت.
إذ يحدث مثلا أن تجد 4 أشخاص يتم فحصهم في نفس القاعة من دون حواجز بسبب الضغط الكبير، حيث يكاد عشرات المرضى الذين ينتظرون موعدهم، أن يسحقوا الطبيب الداخلي بمجرد أن يحاول الخروج لإدخال مريض، وبالتالي يضطر لإدخال عدة أشخاص في نفس الوقت تفاديا لـ «الثورة»، ولأنه مغلوب على أمره ويتم تحميله فوق طاقته. كما قد يتم منح حقنة عضلية لمريض في أردافه من دون وجود حاجز paravent لأن هذا الأخير لايتواجد ببساطة، ولأن المكان ضيق، والمرضى يملؤون كل الجنبات… لكن التربية الحسنة والأخلاق والضمير الحي يحولون دون استفحال الأمر في الكثير من الحالات، رغم أن التكوين سواء كان نظريا أو تطبيقيا يظل جد قاصر.
خلال دراستنا الطبية، لم نُلقَن دروسا بهذا الشأن إلا في مادة الطب الشرعي في سنتنا الخامسة، وكانت سطحية وغير كافية حسب اعتقادي بالرغم من كونها محورية، خاصة فيما يتعلق بحيثيات العلاقة بين الطبيب وزملائه وبينه وبين المرضى، بالإضافة إلى السر الطبي الذي تصعب الإحاطة بكل جوانبه ويطرح خرقه مشاكل، كان اَخر تمظهراتها هو الفيديو المعلوم.
* طبيبة اختصاصية في طب الأشعة