احتضن مسرح تازة العليا، مساء السبت 17 فبراير 2018، عرضا افتتاحيا للفيلم الوثائقي «طائر الوروار» (2018) من تأليف وإخراج الدكتور المداني عدادي وإنتاج نادي المسرح والسينما بتازة ، بحضور ثلة من مثقفي وفناني وجمعويي مدينة تازة وضيوفها وممثلي مجالسها المنتخبة ومؤسساتها الثقافية والفنية وجمهور نوعي عجت به جنبات هذا المسرح الجميل.
وشكل هذا اللقاء الفني والثقافي مناسبة للاحتفاء بالفنان التشكيلي العصامي أحمد قريفلة (88 سنة) ، بحضور زوجته وأبنائه وأصدقائه ومحبيه وعشاق لوحاته ، وهو احتفاء من نوع خاص يليق بالمكانة الفنية الرفيعة التي أصبح يحتلها محليا ووطنيا ودوليا هذا الرسام الفطري المزداد سنة 1930 بنواحي تازة.
لم يقتصر هذا الإحتفاء، الذي نظم تحت شعار «نبض الوفاء يديم العطاء»، على إلقاء كلمات وشهادات وتقديم هدايا رمزية ومالية للمحتفى به والتقاط صور بالمناسبة وتزيين واجهة المنصة بعينة من لوحاته التي تحضر فيها الطبيعة والفضاءات القروية فحسب، بل تجاوز ذلك إلى إنتاج فيلم وثائقي مدته 90 دقيقة حول حياته ومسيرته الفنية الطويلة، وإصدار رواية بنفس عنوان الفيلم حول أهم محطات كفاحه المستميت من أجل البقاء وتجاوز ظروفه الحياتية الصعبة للغاية والاستمرارية في الإبداع منذ لحظة الطفولة إلى الآن.
تطلب إنجاز هذا الفيلم، إعدادا وتصويرا وتركيبا وغير ذلك ، ما لا يقل عن سنتين، وشارك فيه، بالإضافة إلى الفنان أحمد قريفلة، ثلة من أعضاء نادي المسرح والسينما في المشاهد التمثيلية وثلة من المثقفين والفنانين كمحمد بلهيسي ومحمد قنيبو ومحمد خلوف وغيرهم في جانب الشهادات … بذل في الفيلم مجهود كبير في الإعداد والتصوير من طرف مؤلفه ومخرجه وطاقمه التقني وعلى رأسه المراكشي محمد شرف بن الشيخ ، وأصبح يشكل حاليا ومستقبلا وثيقة سمعية بصرية مهمة حول فنان تازة الكبير أحمد قريفلة.
قبل عرض هذا الفيلم في المساء، احتضنت قاعة الاجتماعات بمقر الجماعة الحضرية للمدينة صباحا حفلا ثقافيا وفنيا تم فيه تقديم رواية «طائر الوروار» وتوقيع نسخ منها من طرف مؤلفها الدكتور المدني عدادي . وقد نشط هذا الحفل باقتدار ملحوظ ، كما هي العادة في مناسبات سابقة، الباحث والإعلامي الدكتور عبد السلام انويكة، وشارك فيه بمداخلات الأساتذة عبد السلام رياحي وعمر الصديقي وعبد الإله بسكمار الذين ألقوا الكثير من الأضواء على الرواية شكلا وموضوعا . كما أعطيت بالمناسبة الكلمة للفنانين محمد بلهيسي وعز العرب الكغاط وبعض الأدباء والنقاد والمثقفين الحاضرين حيث أثنى الجميع على هذه المبادرة وتحدثوا عن الرسام أحمد قريفلة الإنسان والفنان وعن قابلية تحويل سيرته الحياتية والفنية إلى أعمال سينمائية ومسلسلات تلفزيونية ناجحة، نظرا لما تزخر به من أحداث ووقائع تمتد من اللحظة الكولونيالية إلى وقتنا الراهن.
تجدر الإشارة في الأخير إلى أن الاحتفاء بالفنان الكبير أحمد قريفلة ، عبر إصدار كتاب (رواية – سيرة غيرية) وتوقيعه بحضوره ، وإنتاج فيلم بمبادرة من نادي المسرح والسينما بتازة وعلى رأسه الدكتور المداني عدادي وعرضه بحضوره أيضا ، لم يكن ممكنا لولا تضافر الجهود التنظيمية لكل من النادي المذكور والمديرية الإقليمية لوزارة الثقافة والإتصال (قطاع الثقافة)، التي يوجد على رأسها فنان ومثقف من عيار الأستاذ عبد العالي السيباري ، ولولا الدعم المادي والمعنوي واللوجيستيكي الذي يقدمه النسيج الجمعوي والفعاليات الفنية والثقافية بالمدينة وعمالة تازة والمجالس المنتخبة وعلى رأسها مجلس جهة فاس – مكناس والمجلس الجماعي برئاسة الأستاذ جمال المسعودي.