هجمات الجماعات الجهادية تزداد عنفا لتطويق قوة مجموعة الساحل‮ ‬

‮ ‬تواجه جهود بناء قوة من خمس دول لمحاربة الجهاديين في‮ ‬منطقة الساحل عراقيل في‮ ‬التمويل حيث‮ ‬يشكل تزايد وتيرة هجمات المسلحين تذكيرا عاجلا بحساسية المهمة المزمع مناقشتها خلال اجتماع هذا الأسبوع‮.‬
وحتى الآن،‮ ‬بلغ‮ ‬قدر التعهدات المالية للقوة التي‮ ‬أطلق عليها‮ “‬مجموعة5‮ ‬الساحل‮” (‬مجموعة دول الساحل الخمس‮) ‬أكثر من‮ ‬350‮ ‬مليون دولار‮.‬
وتضم القوة بوركينا فاسو وتشاد ومالي‮ ‬وموريتانيا والنيجر،‮ ‬وهي‮ ‬دول في‮ ‬واجهة الحرب ضد الجهاديين وتعد بين الأفقر في‮ ‬العالم‮.‬
ومكنت الأموال القوة من إقامة مقار وهيكل قيادي‮ ‬وتنفيذ عمليتين بدعم فرنسي‮ ‬في‮ ‬منطقة‮ “‬المثلث الحدودي‮” ‬المضطربة بين مالي‮ ‬والنيجر وبوركينا فاسو‮.‬
لكن هناك حاجة إلى مزيد من التمويل لمساعدة القوة بلوغ‮ ‬هدفها لتضم‮ ‬5000‮ ‬عنصر من جيوش الدول الخمس ولتقديم التدريب والمعدات وإعادة بسط السلطة في‮ ‬المناطق الخارجة عن القانون‮.‬
وتعمل قوة‮ “‬مجموعة5‮ ‬الساحل‮” ‬إلى جانب‮ ‬4000‮ ‬جندي‮ ‬فرنسي‮ ‬في‮ ‬المنطقة وعملية حفظ السلام الأممية في‮ ‬مالي‮ (‬مينوسما‮) ‬التي‮ ‬تضم‮ ‬12‮ ‬ألف عنصر‮.‬
‮ ‬ويعود التحرك من أجل تأسيس قوة‮ “‬مجموعة5‮ ‬ساحل‮” ‬إلى العام‮ ‬2015‮ ‬عندما وقعت حكومة مالي‮ ‬اتفاق سلام مع مجموعات مسلحة‮ ‬غير متطرفة‮.‬
لكن المتمردين الإسلاميين لم‮ ‬يوقفوا نشاطهم حيث انتشر العنف من شمال البلاد إلى الوسط والجنوب قبل أن‮ ‬ينتقل كذلك إلى بوركينا فاسو والنيجر‮.‬
واليوم،‮ ‬مع بدء تشكل القوة الجديدة،‮ ‬ازدادت عمليات الجهاديين تعقيدا،‮ ‬بحسب خبراء‮.‬
وأوضح أن الهجمات باتت‮ “‬أكثر دموية كون‮ (‬المهاجمين‮) ‬يطورون أساليبهم‮”.‬
وقال خبير أمني‮ ‬أوروبي‮ ‬في‮ ‬باماكو لوكالة فرانس برس إن الجهاديين حققوا قفزات في‮ ‬طريقة تعاملهم مع المتفجرات‮.‬
وقال‮ “‬عندما‮ ‬يقسم لغما مركبة نصفين كرغيف خبز،‮ ‬فالواضح انه ليس صنع المنزل‮”.‬
ونفذ جهاديون عمليات قتل استهدفت عناصر حفظ السلام الأممين وجنودا ماليين‮. ‬وفي‮ ‬احدى الحوادث التي‮ ‬وقعت في‮ ‬يناير،‮ ‬قتل‮ ‬26‮ ‬مدنيا عندما مرت مركبتهم فوق لغم أرضي‮ ‬في‮ ‬بوني‮ ‬بوسط مالي‮.‬
ويبدو التقدم ضد المتمردين ضعيفا بحسب ما تظهره السجلات الرسمية‮. ‬وفي‮ ‬العملية الثانية التي‮ ‬نفذتها القوة المشتركة والتي‮ ‬شاركت فيها كتائب من مالي‮ ‬وبوركينا فاسو على جانبي‮ ‬الحدود بين‮ ‬15‮ ‬و28‮ ‬يناير،‮ ‬لم‮ ‬يتم ضبط سوى ذخيرة ومواد متفجرة ودراجات نارية‮.‬
ورأى الرئيس المالي‮ ‬ابراهيم ابو بكر كيتا خلال زيارة أجراها إلى بلدة بوني‮ ‬أن تشكيل‮ “‬مجموعة5‮ ‬الساحل‮” ‬و”العزيمة الصلبة‮” ‬التي‮ ‬أبدتها القوات المالية عاملان‮ “‬أثارا جنون‮” ‬المقاتلين المتطرفين‮.‬
لكن على الأرض،‮ ‬تشكل معنويات الجنود مصدر قلق‮. ‬ففي‮ ‬يناير،‮ ‬انشق‮ ‬36‮ ‬ضابطا ماليا واعتقل رقيب في‮ ‬الجيش نشر تسجيلا مصورا اشتكى فيه من عدم الكفاءة وغياب الاستراتيجية العسكرية‮.‬
ووعدت الحكومة بتوفير‮ “‬الظروف الأفضل‮” ‬للقوات وعينت عددا من كبار مسؤولي‮ ‬الدولة في‮ ‬وسط مالي‮ ‬كبادرة لدعم القوات‮.‬
وعلى قوات‮ “‬مجموعة5‮ ‬الساحل‮” ‬كذلك مهمة كسب ود السكان المحليين‮.‬
وأظهر تقرير نشره الفرع المسؤول عن حقوق الإنسان في‮ “‬مينوسما‮” ‬في‮ ‬وقت سابق هذا الشهر أن السلطات المالية،‮ ‬وتحديدا قوات الأمن،‮ ‬تورطت في‮ “‬20‮ ‬بالمئة على الأقل‮” ‬من الحوادث التي‮ ‬سجلت في‮ ‬العام‮ ‬2016‮ ‬والنصف الأول من‮ ‬2017‮ ‬وعرضت حياة المدنيين للخطر‮.‬
‬يرى خبراء ان الجماعات الجهادية المستهدفة من قبل قوة مجموعة دول الساحل التي‮ ‬يجري‮ ‬تعزيزها على حدود مالي‮ ‬وبوركينا فاسو والنيجر،‮ ‬تحاول تطويق هذه القوة بهجمات تزداد عنفا‮.‬
وفي‮ ‬منطقة‮ “‬الحدود الثلاثة‮” ‬هذه،‮ ‬تدور المعركة بين الجهاديين والقوة المشتركة لدول الساحل،‮ ‬المنظمة الاقليمية التي‮ ‬تضم ايضا موريتانيا وتشاد وتدعمها القوة الفرنسية برخان وبعثة الامم المتحدة في‮ ‬مالي‮.‬
ورغم اتفاق السلام في‮ ‬مالي‮ ‬الذي‮ ‬وقع العام‮ ‬2015،‮ ‬استمرت اعمال عنف وامتدت ايضا من الشمال الى الوسط والجنوب،‮ ‬ثم الى بوركينا فاسو والنيجر‮.‬
لذا،‮ ‬اعادت مجموعة الساحل في‮ ‬2017‮ ‬تفعيل مشروعها لبناء قوة مشتركة جمعت من اجلها اكثر من‮ ‬250‮ ‬مليون‮ ‬يورو وتأمل في‮ ‬الحصول على مساهمات اخرى خلال مؤتمر مقرر عقده في‮ ‬بروكسل في‮ ‬23‮ ‬فبراير‮.‬
وعشية قمة مجموعة دول الساحل الخمس في‮ ‬السادس من فبراير،‮ ‬اشار مدير الاستخبارات العسكرية الفرنسية الجنرال جان فرنسوا فيرليه الى تصاعد العمليات الجهادية في‮ ‬وسط مالي‮ “‬بهجمات اعنف لانهم‮ (‬منفذوها‮) ‬يحسنون اساليب عملهم‮”.‬
وذكر خبير اوروبي‮ ‬لوكالة فرانس برس في‮ ‬باماكو ان الجهاديين حققوا تقدما في‮ ‬استخدام المتفجرات‮. ‬وقال‮ “‬عندما‮ ‬يشطر لغم آلية الى نصفين مثل رغيف خبز،‮ ‬فهذا ليس عبوة‮ ‬يدوية الصنع‮”.‬
لكن الجنرال فيرليه‮ ‬يؤكد ان عملية‮ “‬برخان قوية في‮ ‬مالي‮ ‬وتكبح العنف عند مستوى‮ ‬يمكن لشركائنا التعامل معه اذا نجحوا في‮ ‬التقدم في‮ ‬تطبيق اتفاقات السلام‮”.‬
وكان مجلس الامن الدولي‮ ‬اكد في‮ ‬نهاية‮ ‬يناير ان‮ “‬صبره نفد‮” ‬مطالبا موقعي‮ ‬الاتفاقات‮ “‬بتحقيق تقدم جوهري‮” ‬قبل الانتخابات المقررة في‮ ‬2018‮ ‬بما فيها الاقتراع الرئاسي‮ ‬فييوليو‮.‬
قبيل ذلك،‮ ‬اكد رئيس الوزراء المالي‮ ‬سوميلو بيبويي‮ ‬مايغا التأثير الامني‮ ‬لتأخر عملية تسريح ونزع اسلحة مقاتلي‮ ‬المجموعات المسلحة واعادة دمجهم،‮ ‬التي‮ ‬يفترض ان تسمح‮ “‬بحرمان الجماعات الارهابية من قاعدة مهمة للتجنيد‮”.‬
ووعد مايغا في‮ ‬11‮ ‬فبراير في‮ ‬وسط مالي‮ ‬باحلال الامن في‮ ‬هذه المنطقة عبر تعزيزات بالعديد والعتاد‮.‬
ويؤكد عدد من المسؤولين بمن فيهم الرئيس المالي‮ ‬ابراهيم ابو بكر كيتا ان عودة نشاط الجهاديين‮ ‬يثبت انهم‮ ‬يأخذون تهديد جيوش المنطقة على محمل الجد‮.‬
وقال كيتا في‮ ‬بوني‮ (‬وسط مالي‮) ‬التي‮ ‬شهدت هجمات اسفرت عن سقوط حوالى ستين قتيلا في‮ ‬نهاية‮ ‬يناير،‮ ‬ان‮ “‬التعزيز الفعلي‮ ‬لمجموعة الساحل‮” ‬و”التصميم الكبير‮” ‬للقوات المالية‮ “‬جعلهم‮ ‬يفقدون صوابهم‮”.‬
ورأى الخبير في‮ ‬شؤون مالي‮ ‬عثمان ديالو ان هذه الجماعات ستواجه بكل الوسائل قوة مجموعة الساحل‮ “‬عبر ترهيب السكان وزرع الالغام وبذل اقصى الجهود الممكنة‮”.‬
وكانت مجموعة الجهادي‮ ‬عدنان ابو وليد الصحراوي‮ ‬التي‮ ‬بايعت تنظيم الدولة الاسلامية ذكرت لوكالة فرانس برس فييناير ان الجماعات الجهادية في‮ ‬منطقة الساحل الافريقي‮ “‬تتعاون‮” ‬ضد القوة المشتركة التي‮ ‬تشكلت من الدول الخمس‮.‬
وفي‮ ‬اتصال هاتفي‮ ‬مع الوكالة،‮ ‬قال متحدث باسم المجموعة الجهادية عرف عن نفسه باسم‮ “‬عمار‮”‬،‮ ‬وهو احد المقربين من زعيم المجموعة‮ “‬سنبذل كل ما في‮ ‬وسعنا لمنع تمركز قوة دول الساحل الخمس‮” ‬في‮ ‬هذه المنطقة‮.‬
ومع ذلك ما زال وجود هذه القوة على الارض‮ ‬غير ملموس‮.‬
فخلال عمليتها الثانية من‮ ‬15‮ ‬الى‮ ‬28‮ ‬يناير التي‮ ‬شاركت فيها وحدتان مالية وبوركينابية على جانبي‮ ‬الحدود وبدعم من قوة برخان،‮ ‬اقتصرت الحصيلة على مصادرة ذخائر ومواد متفجرة ودراجات نارية‮.‬
وفي‮ ‬الوقت نفسه تعاني‮ ‬قوات الدول الخمس في‮ ‬اغلب الاحيان من نقص في‮ ‬المعدات وتفتقد الى الحماسة المطلوبة‮.‬
فخلال الاسبوع الجاري‮ ‬تخلى حوالى عشرين شرطيا في‮ ‬ديو بشمال بوركينا فاسو عن مركزهم مدة‮ ‬24‮ ‬ساعة للاحتجاج على نقص الوسائل المتوفرة لديهم‮.‬
واثناء زيارته الى وسط مالي،‮ ‬وعد رئيس الوزراء القوات المتمركزة هناك بان‮ ‬يؤمن لها‮ “‬افضل الشروط‮”‬
وتجلى استياء الجيش في‮ ‬هذه المنطقة في‮ ‬يناير بفرار‮ ‬36‮ ‬دركيا وتوقيف سرجنت لنشره تسجيل فيديو‮ ‬يدين فيه‮ ‬غياب الاستراتيجية وضعف السلطات العسكرية والمدنية‮.‬
وقامت الحكومة هذا الاسبوع بتعيين سلسلة من المسؤولين برتبة قائمقام في‮ ‬وسط مالي‮.‬
لكن تعزيز وجود الدولة هذا ما‮ ‬يزال بعيدا عن تطلعات السكان‮.‬
واورد تقرير لمكتب حقوق الانسان في‮ ‬بعثة الامم المتحدة في‮ ‬مالي‮ ‬نشر في‮ ‬فبراير ان‮ “‬عشرين بالمئة على الاقل‮” ‬من‮ “‬الحوادث التي‮ ‬تعرض فيها مدنيون للخطر‮” ‬في‮ ‬2016‮ ‬وفي‮ ‬الفصل الاول من‮ ‬2017‮  ‬تورطت فيها السلطات وخصوصا القوات العسكرية والامنية‮.‬

أخبار  افريقية

الأمم المتحدة تحذر من تفاقم سؤ التغذية في‮ ‬افريقيا

يعاني‮ ‬نحو‮ ‬224‮ ‬مليون شخص افريقي‮ ‬من سوء تغذية في‮ ‬ارجاء افريقيا في‮ ‬حين‮ ‬يتسبب التغير المناخي‮ ‬والنزاعات بزيادة عدم الأمان الغذائي‮ ‬في‮ ‬ارجاء القارة،‮ ‬على ما أكد مسؤول كبير في‮ ‬منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة‮.‬
وقال بوكار تيجاني‮ ‬نائب مدير منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في‮ ‬افريقيا،‮ ‬في‮ ‬كلمة أمام مؤتمر عن افريقيا انطلق الاثنين وتنظمه المنظمة في‮ ‬الخرطوم،‮ ‬إن الوضع‮ “‬يدعو للقلق‮”‬،‮ ‬خصوصا مع توقع وصول عدد سكان القارة الى نحو‮ ‬1‭,‬7‮ ‬مليار نسمة في‮ ‬العام‮ ‬2030‮.‬
وتابع أن‮ “‬نقص التغذية ارتفع من نحو‮ ‬21‮ ‬بالمئة لنحو‮ ‬23‮ ‬بالمئة بين عامي‮ ‬2015‮ ‬و2016‮”‬،‮ ‬وأشار إلى أنه‮ “‬في‮ ‬المدة نفسها،‮ ‬ارتفع عدد المتضررين من سوء التغذية من‮ ‬200‮ ‬مليون شخص إلى‮ ‬224‮ ‬مليون شخص في‮ ‬افريقيا‮. ‬هذا‮ ‬يدعو للقلق لنا جميعا‮”.‬
وأوضح تيجاني‮ ‬على هامش المؤتمر لوكالة فرانس برس إن الزيادة في‮ ‬سوء التغذية وعدم الأمان الغذائي‮ ‬مرتبطة بالتغيرات المناخية والكوارث مثل الفيضانات،‮ ‬الجفاف،‮ ‬وبوار المحاصيل‮.‬
وأكد أن النزاعات في‮ ‬الصومال،‮ ‬وجنوب السودان،‮ ‬وافريقيا الوسطى زادت من عدم الأمان الغذائي‮.‬
وقال‮ “‬حين تنظر إلى هذه النزاعات،‮ ‬فأنها جلبت ايضا تحديات،‮ ‬لأنه حتى لو توفر الغذاء فانه‮ ‬يكون بأسعار ليست في‮ ‬متناول‮ (‬السكان‮) ‬ولا تصل لمن هم في‮ ‬مناطق النزاع‮”.‬
وحذر مسؤولو الأمم المتحدة من أن تزايد انعدام الأمان الغذائي‮ ‬يؤدي‮ ‬الى نزوح مزيد من السكان في‮ ‬انحاء المنطقة،‮ ‬حيث اصبحت الحاجة للغذاء اكبر القضايا في‮ ‬دول مثل جنوب السودان‮.‬
وفر نحو مليون شخص في‮ ‬جنوب السودان عبر الحدود ليصبحوا لاجئين في‮ ‬دول الجوار هربا من الحرب الاهلية في‮ ‬احدث دول العالم المؤسسة‮.‬
و استقل جنوب السودان عن السودان في‮ ‬2011‮ ‬بعد اتفاق أبرم في‮ ‬2005‮ ‬أنهى أطول حرب أهلية في‮ ‬افريقيا‮.‬
لكن بعد عامين ونيف،‮ ‬انفجر نزاع دام بعد ان اتهم الرئيس سلفا كير نائبه السابق وخصمه السياسي‮ ‬رياك مشار بالتخطيط للانقلاب عليه‮.‬
وتسببت الحرب بعشرات الاف القتلى ونزوح نحو أربعة ملايين شخص‮ ‬يشكلون نحو ثلث عدد السكان،‮ ‬وبتفشي‮ ‬الجوع‮.‬
لكن تيجاني‮ ‬أشار إلى نقطة إيجابية،‮ ‬إذ قال أن ألاوضاع الاقتصادية في‮ ‬افريقيا تتحسن،‮ ‬وأن سوق الغذاء والزراعة فيها‮ ‬يمكن ان‮ ‬يصل إلى تريليون دولار بحلول العام‮ ‬2030‮.‬
ولفت أن ذلك‮ ‬يخلق فرصا لاستثمارات جديدة‮.‬
ويشارك مئات من مندوبي‮ ‬الدول الافريقية في‮ ‬المؤتمر الذي‮ ‬يمتد لخمسة ايام في‮ ‬الخرطوم ويرمي‮ ‬لمناقشة جهود القضاء على المجاعة وعدم الأمان الغذائي‮ ‬في‮ ‬افريقيا‮.‬

‮ ‬ ‬البنك الإفريقي‮ ‬للاستيراد والتصدير‮ ‬يعلن استعداده لاستثمار
مليار ونصف دولار في‮ ‬موريتانيا

‮ ‬أعلن رئيس البنك الإفريقي‮ ‬للاستيراد والتصدير،‮ ‬بنيديكت آكي‮ ‬أوراما،‮ ‬اليوم الاثنين،‮ ‬بنواكشوط،‮ ‬استعداد البنك لاستثمار مبلغ‮ ‬مليار ونصف دولار في‮ ‬عدة قطاعات بموريتانيا‮.‬
ونقلت الوكالة الموريتانية للأنباء،‮ ‬عن أوراما قوله،‮ ‬عقب الاستقبال الذي‮ ‬خصه به الرئيس الموريتاني،‮ ‬محمد ولد عبد العزيز،‮ ‬،‮ ‬إنه تم خلال اللقاء استعراض التعاون بين الحكومة الموريتانية والبنك،‮ ‬واستعداد هذا الأخير للاستثمار في‮ ‬عدة مشاريع في‮ ‬حدود مليار ونصف دولار أمريكي،‮ ‬خصوصا في‮ ‬قطاعات الصيد والمناجم والقطاع الخاص‮.‬
وأوضح أوراما،‮ ‬الذي‮ ‬يزور موريتانيا حاليا رفقة وفد من كبار رجال الأعمال الأفارقة،‮ ‬أنه سيتم تخصيص مليار دولار للبنية التحتية،‮ ‬خصوصا موانئ الصيد والطاقة والمجال الصناعي‮ ‬وتحويل بعض المواد الأولية‮.‬
وأضاف‮ “‬لقد جئت رفقة وفد من كبار رجال الأعمال الأفارقة من زبناء البنك والذين‮ ‬يعتبرون من كبار المستثمرين من الدول الإفريقية وهم مستعدون للاستثمار في‮ ‬المجالات المذكورة،‮ ‬خاصة مجال الصيد وتطوير البنيات التحتية‮”.‬
وتهدف زيارة أوراماه والوفد المرافق له،‮ ‬والتي‮ ‬تأتي‮ ‬بمبادرة من البنك المركزي‮ ‬الموريتاني،‮ ‬إلى استكشاف فرص الاستثمار في‮ ‬السوق الموريتانية وإرساء إطار مثمر للتعاون بين المؤسستين البنكيتين‮.‬
واحتضن مقر البنك المركزي‮ ‬الموريتاني،‮ ‬صباح اليوم،‮ ‬اجتماعا رفيع المستوى بين الوفد وفريق عمل من البنك المركزي،‮ ‬تلاه اجتماع ثلاثي‮ ‬ضم الوفد وفريق عمل من البنك المركزي‮ ‬وفريقا حكوميا ضم كلا من وزير الاقتصاد والمالية ووزير البترول والطاقة والمعادن والمدير العام للشركة الوطنية للصناعة والمناجم ورئيس المنطقة الحرة بانواذيبو،‮ ‬وذلك لبحث آفاق الاستثمار والفرص التي‮ ‬تتيحها السوق الموريتانية للهيئات المماثلة للبنك الافريقي‮ ‬للاستيراد والتصدير‮. ‬يذكر أن البنك الإفريقي‮ ‬للاستيراد والتصدير،‮ ‬الذي‮ ‬تأسس عام‮ ‬1994،‮ ‬مؤسسة مالية متعددة الأطراف في‮ ‬افريقيا تعنى بتمويل وتطوير المبادلات التجارية بين البلدان الإفريقية ومختلف مناطق العالم‮.‬
وقد تم إنشاء هذا البنك بقرار مشترك بين الحكومات الإفريقية،‮ ‬وهيئات إفريقية اقتصادية،‮ ‬ومستثمرين من القطاع الخاص،‮ ‬بالإضافة إلى هيئات استثمارية ومالية‮ ‬غير إفريقية‮.‬

حوار‮ «‬الفرصة الاخيرة‮» ‬بين الحكومة والمعارضة للخروج من الازمة في‮ ‬توغو‮ ‬

بعد ستة اسابيع على ازمة سياسية خانقة في‮ ‬توغو،‮ ‬افتتح الاثنين في‮ ‬لومي‮ ‬الحوار المنتظر بين الحكومة والمعارضة،‮ ‬في‮ ‬حضور الرئيس الغاني‮ ‬نانا أكوفو-ادو الذي‮ ‬يضطلع بدور المساعد على حل الازمة‮.‬
وقد وافق الطرفان اخيرا على التحدث بعضهما مع البعض،‮ ‬وسط تزايد المعارضة بوجه الرئيس فور‮ ‬غناسينغبي‮. ‬ومنذ سبتمبر،‮ ‬تكثفت التظاهرات التي‮ ‬تطالب باستقالته وتحديد الولايات الرئاسية باثنتين فقط‮.‬
وقال الرئيس الغاني‮ ‬في‮ ‬حفل افتتاح الحوار في‮ “‬فندق‮ ‬2‮ ‬شباط‮”‬،‮ ‬امام عدد كبير من المسؤولين السياسيين والدبلوماسيين،‮ ‬وبينهم سفراء فرنسا والولايات المتحدة والصين،‮ ‬ان‮ “‬سلام وحرية الشعب التوغولي‮ ‬واستقراره امران‮ ‬غير قابلين للتفاوض‮”.‬
واضاف‮ “‬لست منحازا الى اي‮ ‬طرف،‮ ‬لقد جئت الى هنا لدعم حوار‮ ‬يأخذ في‮ ‬الاعتبار الشعب التوغولي‮ ‬ومصالحه‮”‬،‮ ‬داعيا التوغوليين الى‮ “‬ان‮ ‬يحددوا بأنفسهم مستقبل بلادهم‮”.‬
وقال‮ “‬جئت الى هنا من دون وصفة سحرية لفرض حل‮”‬،‮ ‬معتبرا ان‮ “‬من المهم،‮ ‬من اجل احترام التوغوليين،‮ ‬ان‮ ‬يتم اعتبار قادتهم قادرين على التوصل الى حلول تؤدي‮ ‬الى مزيد من طمأنية سكان هذه البلاد،‮ ‬في‮ ‬اطار من التوافق والتسوية‮”.‬
وقال جويل افاندجيغان التاجر في‮ ‬لومي‮ ‬لوكالة فرانس برس‮ “‬انه حوار الفرصة الاخيرة‮. ‬من مصلحة السلطة والمعارضة اخراج البلاد نهائيا من حالة عدم الاستقرار‮”. ‬واضاف‮ “‬على كل معسكر تقديم تنازلات‮”.‬
وكانت السلطة والمعارضة قررتا اخيرا الاجتماع بينما‮ ‬يواجه الرئيس‮ ‬غناسينغبي،‮ ‬الرئيس الحالي‮ ‬للمجموعة الاقتصادية لدول‮ ‬غرب افريقيا،‮ ‬حركة احتجاج شعبي‮ ‬كبيرة منذ خمسة اشهر‮.‬
ويعطي‮ ‬هذا الحوار بعض الامل ولكنه‮ ‬يثير ايضا الشكوك في‮ ‬هذا البلد الصغير الواقع في‮ ‬غرب افريقيا‮.‬
ولا‮ ‬يتوقع ادو كلافيسو الذي‮ ‬يعمل سائق دراجة اجرة ان‮ ‬يسفر الحوار عن اي‮ ‬نتيجة‮. ‬وقال ان‮ “‬حزب الوحدة من اجل الجمهورية‮ (‬الحاكم‮) ‬سيماطل مع المعارضة‮. ‬سيجرون مناقشات ويوقعون اتفاقا لن تحترمه الحكومة‮. ‬الامر نفسه‮ ‬يتكرر ونحن تعبنا‮. ‬فر طنا في‮ ‬الحوار في‮ ‬هذا البلد‮”.‬
وعلى شبكات التواصل الاجتماعي،‮ ‬يغلب التشاؤم على التعليقات التي‮ ‬تنتقد هذا الحوار الجديد في‮ ‬توغو التي‮ ‬تحكمها عائلة واحدة منذ خمسين عاما‮.‬
وكان‮ ‬غناسينغبي‮ ‬تولى الحكم في‮ ‬2005‮ ‬بدعم من الجيش خلفا لوالده الجنرال‮ ‬غناسينغبي‮ ‬اياديما الذي‮ ‬حكم البلاد بلا منازع لـ38‮ ‬عاما‮. ‬وقد اعيد انتخابه مرتين في‮ ‬2010‮ ‬و2015‮ ‬في‮ ‬انتخابات اعترضت المعارضة على نتائجها‮.‬
ومنذ احلال التعددية في‮ ‬بداية تسعينات القرن الماضي،‮ ‬عقد حوالى‮ ‬15‮ ‬حوارا ومحادثات في‮ ‬لومي‮ ‬لم‮ ‬يسمح اي‮ ‬منها بالتوصل الى التناوب السياسي‮ ‬او الى تغيير كبير‮.‬
وتعديل عدد الولايات الرئاسية وطريقة الاقتراع وارد في‮ “‬الاتفاق السياسي‮ ‬الشامل‮” ‬الذي‮ ‬ابرم في‮ ‬2006‮ ‬لكنه لم‮ ‬يطبق‮ ‬يوما مع ان ذلك‮ ‬يمكن ان‮ ‬يؤدي‮ ‬الى التهدئة في‮ ‬بلد شهد بعد انتخاب‮ ‬غناسينغبي‮ ‬اعمال عنف اودت بحياة حوالى‮ ‬500‮ ‬شخص حسب الامم المتحدة‮.‬
ورحبت الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي‮ ‬وسفارات المانيا وفرنسا والولايات المتحدة في‮ ‬لومي‮ ‬بالحوار مؤكدة انها تشجع‮ “‬الاطراف السياسيين التوغوليين على العمل بنية حسنة للتوصل الى توافق‮”.‬
وبعد اعمال تحضيرية استمرت اربعة ايام وشارك فيها ممثلون عن الحكومة والحزبين الحاكم والمعارض،‮ ‬لم ترشح سوى معلومات قليلة عن الحوار الذي‮ ‬يفترض ان‮ ‬يستمر نحو عشرة ايام‮.‬
يتضمن جدول اعمال الاجتماع الذي‮ ‬كشف مساء الاحد سلسلة من القضايا بينها‮ “‬اعادة العمل بدستور‮ ‬1992‮” ‬الذي‮ ‬ينص على ان اي‮ ‬رئيس لا‮ ‬يمكنه البقاء في‮ ‬المنصب لاكثر من ولايتين،‮ ‬وعلى‮ “‬الانتقال‮” ‬السياسي‮ ‬في‮ ‬توغو و”الاصلاحات الانتخابية‮”.‬
الا ان مصادر في‮ ‬محيط فور‮ ‬غناسينغبي‮ ‬كررت القول في‮ ‬الاسابيع الاخيرة ان‮ “‬من‮ ‬غير الوارد‮” ‬مناقشة رحيل رئيس الدولة فورا او اي‮ ‬تعهد من قبله بالتخلي‮ ‬عن السلطة‮.‬
وسيتمثل كل من الطرفين،‮ ‬اي‮ ‬تحالف‮ ‬14‮ ‬حزبا معارضا وحزب‮ “‬توحيد‮” ‬الحاكم،‮ “‬بسبعة مندوبين‮”. ‬اما مشاركة الحكومة فستناقش خلال الحوار‮.‬
وقال الناطق باسم الوفد الغاني‮ ‬دانيال اوسي‮ ‬مساء السبت لصحافيين‮ “‬ما‮ ‬يثير اعجابنا هو الارادة الحسنة للطرفين والحماس الذي‮ ‬يبديانه للتوصل الى حل دائم للازمة‮”.‬
وحول دور‮ ‬غانا،‮ ‬اوضح انه‮ “‬تسهيل‮” ‬اكثر منه‮ “‬وساطة‮” ‬اذ ان رؤساء دول‮ ‬غرب افريقيا قرروا ان‮ “‬الازمة ستحل عبر حوار بين التوغوليين‮”.‬


بتاريخ : 26/02/2018