بالمباشر : وليد آزارو.. لكل مجتهد نصيب

عزيز بلبودالي

 
تلقيت، منتصف الأسبوع الماضي، رسالة جميلة بروح شاعرية موقعة من طرف الشاعر المصري الصديق عماد حسن، يقول فيها إن وليد آزارو أصبح مهاجما من الطراز الرفيع وأضحى يعتلي جدول هدافي الدوري المصري ب 16 هدفا رائعا… «اعملوا غاية جهدكم لضمه لفريقكم الوطني في كأس العالم بروسيا فهو مكسب لو تعلمون عظيم..». نفس الرسالة توصل بها عدد من الأصدقاء الزملاء في جمعية المحمدية للصحافة والإعلام. والواضح، أن الشاعر عماد حسن ناب عن كل مكونات نادي الأهلي، من مكتب إداري وطاقم تقني ومنخرطين وجمهور وأيضا الإعلام الرياضي المصري، فهناك إجماع اليوم في مصر، على أن آزارو يستحق أن يشارك في المونديال القادم، فهو، كما يصفه المصريون، مهاجم من الطراز النادر الذي تحلم العديد من المنتخبات والفرق الكروية بأن يكون في صفوفها.
في هذا السياق، تابعنا طيلة أيام الأسبوع الماضي، كيف خصصت عدة قنوات تلفزية وصحف ومواقع إلكترونية، إلى جانب مواقع التواصل الاجتماعي، حيزا كبيرا ومساحة شاسعة للحديث عن وليد آزارو، عن مؤهلاته ومهاراته التقنية، التي تجعل منه المهاجم الذي لا يمكن إسقاطه من لائحة لاعبي فريقنا الوطني في رحلته القادمة إلى روسيا، وكل التدخلات من مختلف الفعاليات الإعلامية والفنية ناشدت الإعلام الرياضي المغربي بتنظيم حملة ضغط للفت انتباه هيرفي رونار، مدرب المنتخب الوطني، من أجل المناداة على لاعب نادي الأهلي المصري وليد أزارو إلى المنتخب الوطني المغربي وبالتالي المشاركة معه في مونديال روسيا 2018.
جميل كل هذا التفاعل من طرف الأشقاء في مصر، وتحديدا في نادي الأهلي المصري، وجميل أن يعبروا عن أمل مشاهدة لاعب يحمل قميص فريقهم مشاركا في أكبر تظاهرة عالمية في كرة القدم، وجميل أن ينجح لاعبنا المغربي في رفع التحدي الذي كان قطعه على نفسه في إثبات ذاته في البطولة المصرية وسط عاصفة تهجم وانتقادات لاذعة كانت قد حاصرته، كما نتذكر، منذ أول ظهور له بقميص الأهلي.
وكم سيكون أجمل لو اقتنع هيرفي رونار بمنح الفرصة لوليد آزارو ومعه في نفس الوقت أيوب الكعبي، فالاثنان أكدا أنهما يستحقان الثقة، وأبانا خلال الأشهر القليلة الماضية عن مستوى تقني ومهاري عال جدا يجعل منهما الورقة الرابحة في أي فريق.
وجميل أيضا أن تكون كرة القدم المغربية قد نجحت في إنتاج مهاجمين من هذا الطراز الرفيع، آزارو والكعبي، بعد كل تلك السنوات العجاف التي مرت على كرتنا مع غياب العملة النادرة التي تصنع الأهداف.
جميل أن يحظى وليد آزارو بكل هذا الاهتمام من طرف محللي القنوات التلفزية المصرية، الذين لا يفوتون أية فرصة دون الإشادة باللاعب المغربي وليد آزارو، وأيضا الجمهور المصري بل وكل من يتابع الكرة المصرية.
يبقى أن هيرفي رونار، سيكون في امتحان صعب أمام تحديد قائمة لاعبي المنتخب الوطني التي سيعتمدها للمونديال القادم بروسيا، مع ارتفاع عدد اللاعبين المغاربة الذين أبانوا مؤخرا عن إمكانيات تؤهلهم لحمل القميص الوطني. أمام هذه الحالة، هل نعتبر هيرفي رونار في وضع صعب مع كثرة اللاعبين الجيدين، أم أنه مدرب محظوظ سيكون أمام فرصة واسعة للاختيار لا تتاح كثيرا لمدربين آخرين؟
أملنا ألا يخطئ رونار في حساباته وتقديراته وأكيد أن دفتره السري يحفل بأسماء اللاعبين المغاربة، سواء الممارسين في أوروبا أو في المشرق والخليج أو في البطولة الوطنية، وأكيد أن هناك تقارير ترصد مستويات كل اللاعبين، وحالاتهم البدنية والتقنية وكذا النفسية والذهنية، لكن يبقى السؤال المطروح يرتبط بكل الجولات التي يقوم بها المدرب هيرفي رونار لمختلف الدوريات الأوروبية لمتابعة هذا اللاعب أو ذاك، لكننا لم نسمع أن المدرب، أوأحد مساعديه، قام بجولة تفقدية لمتابعة لاعبينا الذين يمارسون في الخليج العربي أو في مصر أوفي الجزائر مثلا.. هل الأمر مقصود؟ هل هي إشارة إلى عدم اهتمام الناخب الوطني باللاعبين في الخليج والمشرق العربي وعدم اقتناعه بالبطولات التي يشاركون فيها؟
أملنا، ونؤكد على ذلك، ألا يخطئ رونار في حساباته وتقديراته وأن يعمل بمبدأ «لكل مجتهد نصيب».

الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 02/03/2018