نتيجة لانهيار سقف أحد طوابق المنزل الذي يأويهم بحي درب الشرفاء بالدارالبيضاء : مقتل فتاة اختناقا وإصابة توأمها بجروح وتشريد 5 أسر

استفاقت عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان ساعة قبل فجر يوم السبت 3 مارس 2018، على دوي انهيار سقف أحد طوابق منزل يقع بدرب الشرفاء الزنقة 36 الرقم 31، وسكانه نيام، محدثا رعبا في صفوف قاطنيه والساكنة المجاورة، التي هبّت لانتشال فتاتين تبلغان من العمر 17 سنة، من تحت الأنقاض، ويتعلّق الأمر بالتوأم خولة وخلود، الأولى التي لفظت أنفاسها اختناقا قبل أن تصل إلى مستشفى بوافي على متن سيارة الإسعاف، في حين أصيبت خلود بجروح وإصابات، أكّد مصدر طبي أنها ليست بالبليغة، لكن تم الاحتفاظ بها بالمستشفى تحت العناية والمراقبة الطبية.
حادث مأساوي جديد، أرخى بظلاله على المنطقة التي تتوفر على «خزان كبير» من الدور المتداعية للسقوط، والتي تنذر في كل وقت وحين كلما هبّت رياح وتساقطت أمطار وأشرقت بعدها أشعة الشمس بالتداعي، وتهدد بحصد مزيد من الأرواح من مختلف الأعمار، في وقت عجزت السلطات المحلية عن إيجاد حلول حقيقية لهذه المعضلة، التي تتحكم في خيوطها أطراف أخرى هي المعنية بتوفير الشقق البديلة، والتي تفضل إعطاء الأولوية لمنطقة على حساب أخرى، كما سبق وأن تطرقنا لذلك ضمن مقال سابق في جريدة «الاتحاد الاشتراكي» في 16 نونبر 2017، بعد تداعي منزل بدرب الكبير، إذ تم تغيير وجهة احتياطي يتكون من ألف شقة لفائدة ساكنة آنفا على حساب قاطني درب السلطان لأسباب غير معروفة، حيث نبّهنا إلى الخطر المحدق بدرب السلطان وسكانه دون أن يتم تدارك الأمر، هذا في الوقت الذي تخلّف المنتخبون بكل من مجلسي مقاطعة الفداء ومرس السلطان عن الترافع بمجلس المدينة في علاقة بشركة إدماج سكن، وبمصالح الولاية، وباقي المجالس المنتخبة، لتمكين ناخبيهم من فرص النجاة بأرواحهم!
المنزل الأخير المتداعي، الذي تقطنه 5 أسر، وجدت نفسها في العراء في رمشة عين، فضلا عن لوعة الفراق الذي اضطرت عائلة خولة أن تعيشها، فإنه حسب مصادر «الاتحاد الاشتراكي» كان مدرجا ضمن الدور المتداعية للسقوط، لكن قرار الهدم الكلي له وإدراج قاطنيه في عملية الاستفادة من السكن البديل المخصص للدور الآيلة للسقوط لم يعرف إتمام مراحله، بالنظر إلى عدم توفر مخزون الشقق، إذ لم يتم إجراء القرعة إلا مرة واحدة على امتداد سنة كاملة، وذلك خلال شهر فبراير لتوزيع 40 شقة فقط، على بعض المعنيين، والحال أن هناك حاجة ماسة لأكثر من ألف شقة، كمخزون أولي للتعامل مع الحالات المستعجلة، لكون عدد الدور المعنية هو يقدّر بحوالي 3 آلاف؟
وفي سياق ذي صلة، بادرت سلطات عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان إلى إخلاء ساكني منزل ملاصق للمنزل المتداعي وذلك خوفا من إمكانية تهاوي بنيانه ووقوع كارثة أخرى، هذا في الوقت الذي اكتفى المجلسان المنتخبان الفداء ومرس السلطان، بنصب متاريس/حواجز حديدية على جنبات عدد من البنايات المتداعية للسقوط، في انتظار المجهول!
وجدير بالذكر أن الأمطار التي تساقطت على الدارالبيضاء خلال اليومين الأخيرين، والرياح التي سبقتها، قد تسببت في تسجيل عدد ليس بالهيّن من الحوادث، على إثر تهاوي أعمدة كهربائية، وأشجار، ولوحات إشهارية ولاقطات هوائية، إذ أصيب سائحان بإصابات بليغة على مستوى الشريط الساحلي «عين الذئاب» إثر تداعي عمود لإنارة العمومية، وتعرضت سيارات لخسائر مادية، على مستوى ساحة السراغنة بعد سقوط لوحة إشهارية ضخمة عليها، وكادت شجرة بزنقة بويسيسو بحي لاجيروند أن تتسبب في «كارثة» بعد سقوطها، إلى جانب حوادث أخرى، كشفت غياب الصيانة والعناية والاهتمام، بعدد من التجهيزات الصدئة والمتآكلة، والتي يتم إهمالها إلى أن تسقط فوق الرؤوس؟


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 05/03/2018