تأخر إنجاز سد مرتيل يهدد تطوان ومرتيل بكارثة الفيضان ويضيع على المنطقة أكثر من 100 مليون متر مكعب

 

عرفت المنطقة الشمالية خلال الأيام الأخيرة تساقطات مطرية مهمة، على غرار العديد من مناطق المغرب والتي ساهمت في إنعاش حقينة السدود الإحدى عشر التابعة لحوض اللوكوس وهي (النخلة) و(اسمير) و( مولاي بوشتى) و(ابن بطوطة) و(9 ابريل) و(مولاي الحسن بن المهدي) و(طنجة المتوسط) و(واد المخازن) و(عبد الكريم الخطابي) و(الجمعة) و(وادي مرتيل)، غير أن هذا الأخير مازال يراوح مكانه منذ فترة طويلة، ومازالت الأشغال به متعثرة، رغم الاحتجاجات التي رافقت هذا التأخر عقب موجة العطش التي عاشتها تطوان والنواحي صيف السنة الماضية.
ومباشرة بعد أمطار الخير التي عرفتها تطوان والنواحي عاد الحديث عن تعثر المشروع الذي أعطى جلالة الملك انطلاقة الأشغال به يوم الجمعة 15 ماي 2008، حيث سجل ارتفاع منسوب مياه وادي مرتيل المعروف لدى التطوانيين بواد (المحنش)، والذي يخترق مدينة تطوان ومارتيل، حيث بدأت المياه تقترب من الارتفاع إلى مستوى الطريق الدائري (شارع 9 أبريل) كما أظهرت ذلك العديد من الصور والفيديوهات التي يتناقلها المواطنون عبر وسائط التواصل الاجتماعي، فيما غمرت مياه ذات الوادي منازل بحي الديزة العشوائي بمدينة مرتيل.
وهكذا شرعت ساكنة المنطقة تتحسس وقوع فيضانات خطيرة بمدينة تطوان في حال استمرت التساقطات المطرية طيلة هذا الأسبوع، خاصة على مستوى الأحياء القريبة من وادي مرتيل كأحياء كويلمة ومكلاتة بتطوان والديزة بمرتيل، إذ أن شبح الفيضانات ما كان ليهدد المنطقة لو لم يتم تجاوز المدة الزمنية التي قدمت لجلالة الملك عند إعطائه انطلاقة الأشغال في ماي 2008، والتي حددت في متم سنة 2013، غير أنه تم تجاوز السقف الزمني حاليا بخمس سنوات، أوبعبارة أخرى تم مضاعفة المدة الزمنية لهذا المشروع لتصل لحد الآن عشر سنوات تقريبا، وهي أكثر من ثلث العمر الافتراضي للسد.
سد مارتيل، الذي قيل عنه السنة الماضية، وعلى لسان الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء شرفات أفيلال، أن نسبة الأشغال به تجاوزت 90 في المئة صيف 2017، إلا أن واقع الحال يؤكد عدم استيفاء هذه النسبة، بدليل أن الأشغال به مازالت متعثرة ولم تنته بعد، وأن الأهداف الكبرى لهذا المشروع لن تتحقق بالكامل، على اعتبار أن المشروع تم التخطيط له لتأمين احتياجات المنطقة من الماء الصالح للشرب إلى غاية 2030، وكذا حماية المنطقة من الفيضانات، والحال يؤكد أن الأشغال التهمت عشر سنوات من الاحتياجات المائية للمنطقة، بدليل أنه تم التخلص وتصريف أكثر من 100 مليون متر مكعب من المياه بوادي مرتيل في اتجاه البحر، مما شكل خطرا على مدينة مرتيل وتطوان، وأعاد شبح الفيضانات الني عرفتها المنطقة في السنوات الماضية، بل تجاوزت تهديداته إلى تهديد أشغال مشروع تهيئة وادي مرتيل التي تعرفها منطقة المحنش، حيث غمرت مياه الأمطار الأشغال الجارية بضفتي الوادي.
إن تأخر تسليم سد وادي مرتيل أكثر سيعيد شبح العطش لمدينة تطوان والنواحي في ظل النسب المسجلة بالسدين اللذين يؤمنان احتياجات مدينة تطوان ومنطقة تامودا باي(النخلة واسمير) ، وكذا في ظل تأخر ربط شبكة المياه بسد مولاي الحسن بالمهدي، مما يحتم على الجهات المختصة تحمل مسؤولياتها وإرغام شركة سينترام (وهي شركة ذات سجل فارغ في مجال بناء السدود) الوفاء بالسقف الزمني، وعدم رهن هذا المشروع الملكي الذي تنتظره المنطقة، بالأوراش التي تشرف عليها بجوار ورش السد.


الكاتب : تطوان: جواد الكلخة