‮ «‬الملكية المواطنة في‮ ‬أرض مسلمة‮»‬،‮ ‬إصدار جديد لعبد الله بوصوف

 

صدر أخيرا لعبد الله بوصوف،‮ ‬مؤلف جديد عن دار النشر‮ “‬لوسير‮” ‬بعنوان‮ “‬الملكية المواطنة في‮ ‬أرض مسلمة‮: ‬كيف بلور محمد السادس نموذج تدين كوني‮”.‬
ويقدم الكتاب،‮ ‬الذي‮ ‬يقع في‮ ‬445‮ ‬صفحة،‮ ‬والمقسم إلى ثلاثة أجزاء،‮ “‬تفكيرا شاملا حول مسار إعادة تأهيل الحقل الديني‮ ‬الذي‮ ‬باشره صاحب الجلالة الملك محمد السادس‮” ‬ويشرح‮ “‬مكمن الأصالة والتفرد التاريخي‮ ‬للمغرب،‮ ‬واستعداده لاضطلاع بدور بناء في‮ ‬السياق الراهن،‮ ‬خصوصا في‮ ‬الفضاءات التي‮ ‬يتواجد فيها الإسلام‮”.‬
وفي‮ ‬الجزء الأول من المؤلف،‮ ‬المعنون ب”التراث التاريخي‮ ‬الداعم لإصلاح الحقل الديني‮”‬،‮ ‬يتناول عبد الله بوصوف،‮ ‬الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج،‮ ‬والأستاذ الجامعي‮ ‬في‮ ‬مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية،‮ ‬آفاق إعادة هيكلة الشأن الديني‮ ‬بالمغرب من خلال‮ “‬التجذر العميق والمتماسك الذي‮ ‬يربط الدولة بالملكية‮”‬،‮ ‬انطلاقا من الخطاب الملكي‮ ‬ل‮ ‬20‮ ‬غشت‮ ‬2016‮.‬
هذا الجزء الذي‮ ‬ينقسم بدوره إلى فصلين،‮ ‬يبسط المقدمات المنهجية لدراسة الحقل الديني‮ ‬بالمغرب من خلال التطرق إلى مفاهيم بعض المصطلحات التي‮ ‬تتكرر دائما عندما‮ ‬يتعلق الأمر بعلاقة الدولة المغربية بالسياسة وبالدين‮” ‬خصوصا‮: ‬الإصلاح،‮ ‬والمصلح،‮ ‬والشأن الديني،‮ ‬والشرعية،‮ ‬وإضفاء الشرعية،‮ ‬والمشروعية‮. ‬كما تتبع مسار التطور،‮ ‬بالمغرب،‮ ‬للإسلام الوسطي‮ ‬والمعتدل،‮ ‬الذي‮ ‬يدعو إلى قيم التسامح والسلم والعيش المشترك،‮ ‬ويدين بشدة الإرهاب والتطرف‮.‬
ويعالج الجزء الثاني‮ ‬من الكتاب،‮ ‬الذي‮ ‬ينقسم إلى أربعة فصول،‮ “‬التراث التاريخي‮ ‬على ضوء تحديث الدولة والحقل الديني‮” ‬من خلال تحليل‮ “‬مجتمع وأمة ودولة مرجعيتها الإسلام،‮ ‬وذلك لتوضيح أن مسألة التدين تقودها بالفعل إمارة المؤمنين،‮ ‬وتدبيرها وتنظيمها العملي‮ ‬تضمنها مؤسسة العلماء‮”.‬
ويهتم الفصل الأول من هذا الجزء بالملكية وأساس شرعيتها بالمغرب،‮ ‬في‮ ‬حين أن الفصل الثاني‮ ‬يتطرق للبيعة وإمارة المؤمنين،‮ ‬وأبعادها التاريخية والدستورية وكذا تطوراتها المؤسساتية ويدنامية سلطاتها‮. ‬أما الفصل الثالث فينكب،‮ ‬من جهته،‮ ‬على الإسلام بالمغرب كدين للدولة،‮ ‬في‮ ‬حين‮ ‬يسلط الفصل الرابع الضوء على ثلاثية‮ “‬العقيدة الأشعرية،‮ ‬والمذهب المالكي،‮ ‬والتصوف السني‮”.‬
ويتضمن الجزء الثالث،‮ ‬بعنوان‮ “‬الحقل الديني‮ ‬المغربي‮: ‬تجربة بسيطة أو نموذج قابل للاستنساخ؟‮”‬،‮ ‬ثلاثة فصول،‮ ‬ويقترح‮ “‬تفكيرا حول مدى وقوة إصلاح الحقل الديني‮ ‬بالمغرب‮” ‬ويتساءل حول إمكانية أن‮ ‬يكون هذا الإصلاح قابلا للنقل والاستنساخ في‮ ‬أوروبا وإفريقيا‮.‬
وكتب وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق،‮ ‬في‮ ‬تصدير المؤلف،‮ ‬أن الكاتب‮ ‬يسلط الضوء على تدبير الشؤون الدينية بين الدولة والأمة بالمغرب،‮ ‬ويكشف من خلال العديد من المقاطع الموضحة،‮ “‬الدور المحوري‮” ‬لإمارة المؤمنين في‮ ‬حياة المغاربة‮. ‬كما أنه‮ ‬يشدد على المسار الدستوري‮ ‬الحديث والتعددي‮ ‬الذي‮ ‬ينخرط فيه المغرب حاليا،‮ ‬بما‮ ‬يجعل المتتبع الغربي‮ ‬أقل تشاؤما في‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بالإسلام وعلاقة الدين بالسياسة وبالمجتمع‮.‬


بتاريخ : 23/03/2018