قصيدتان

مفرد في زوايا
الحديقة

أيتها الوحْدة
ُلستِ قبيحةً إلى هذا الحد
ّبفضلكِ تمرّنتُ على المشيِ
إلى جانبي طويلا
ًلا يدٌ تعْبثُ بأزرارِ قميصي
وطعْمِ الحليبِ الأوّلِ في فَمي
لا حربٌ أُعدّ لها نبيذَ المساءِ
وبرْدَ الأقاصي
أمشي إلى جانبي طويلا
ًفي الممرّ الوحيدِ
إلى كرْسيّ وحيد
ٍوبقايا مساءٍ صاخب
ٍفي زوايا الحديقةِ
مفْرداً كنت
ُومفْردا أصير
ُأتكاثرُ في الوحْدةِ
مثل ذرّة ثلج
ٍتدفعُ البردَ
بصدرٍ عارٍ !

أطراف الكلام الفاصل

في اللّيْلِ وأطرافِ الكلام
ِوَآخِرِ مَا فِي الْيَدِ مِنْ ثُقوب
ٍ يَدُلُّ الطّيورَ على وَطْئِها
ويقودُ الخيلَ إلى خَطْوهِ!
في الكلامِ الفاصِلِ بينَ مَدينَتَيْن
ِناوَلَتْهُ الرِّيحُ مِعْطَفاً
وطَرْفَةَ أرْضٍ، وَأوْتادَ الخليل
ِقالتْ لهُ:
ثَبِّتِ المكانَ منْ حَوْلِنا
أريدُ أنْ ألهو قليلاً!
في النّبيذِ الواصِلِ بينَ حَقيبَتَيْنِ
يَنْفُثُ رغْوَتَهُ
يَنْثُرُ سِيَرتَهُ وسَلاحِفَهُ
و يُمَجّدُ النّصَّ الذي لم يعدلْ هيبتَهُ بَعْد
ُوالرِّجالَ الذينَ انْتَشَرو
قَبلَ أنْ يَنْتَصِروا أَوْ يَنْكَسِروا!


الكاتب : فتح الله بوعزة

  

بتاريخ : 23/03/2018