ما هو سر ايمانويل ماكرون؟ فمنذ انتخابه منذ اقل من عام قاد الرئيس الفرنسي الاصلاحات وتمكن من كسر اي مقاومة في بلد معروف برفضه للتغييرات.
ويعتبر المحلل السياسي فيليب برو ان “فرنسا كانت جاهزة” للتغيير لان “المناخ كان مناسبا وحصلت محاولات اصلاح عديدة منذ عشرين عاما باءت جميعها بالفشل”.
وامام شعب فرنسي منقسم كما يقول “بين نوع من الرضوخ” و”القناعة الذاتية بانه يجب المضي قدما”، لا يتردد الرئيس في اغضاب البعض — متقاعدون وموظفون في القطاع العام وفي السكك الحديد –.
ورأت سيسيل كورنوديه كاتبة المقالات في صحيفة “لي زيكو” الاقتصادية “ستكون المرحلة صعبة لكن في النهاية عندما سيحين وقت الانتخابات ستكون النتائج حاضرة”.
شعبية في تراجع
أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه اليوم الجمعة أن شعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تراجعت لأدنى مستوياتها منذ توليه الرئاسة بعد يوم من احتجاجات في أنحاء البلاد على سياسته للإصلاح شارك فيها عشرات الألوف من موظفي الحكومة.
وأظهر استطلاع بي.في.إيه للرأي أن على الرغم من تراجع البطالة وارتفاع مكانة فرنسا عالميا إلا أن مستوى قبول الناس لأداء الرئيس الذي يبلغ من العمر 40 عاما تراجع ثلاث نقاط مئوية في مارس آذار إلى 40 بالمئة.
وكشف الاستطلاع أن هذا يعني انخفاض شعبيته 12 نقطة منذ نهاية العام الماضي برغم أنه ليس في وضع أسوأ من سلفيه فرنسوا أولوند ونيكولا ساركوزي في نفس الفترة من رئاستهما.
وبسبب الاستياء من إصلاحات خاصة بالعمل والضمان الاجتماعي أضرب معلمون وممرضات وغيرهم من العاملين في القطاع العام عن العمل بسبب مخاوف بشأن خططه لخفض عدد العاملين وتطبيق نظام الأجر وفقا للأداء.
كما يريد المحتجون تعطيل خطط ماكرون لزيادة ضريبة خاصة تستخدم لتمويل الضمان الاجتماعي، وهو ما سيضر بالمتقاعدين على وجه الخصوص، وإصلاح تأمينات البطالة وإصلاح شركة السكك الحديدية الحكومية المثقلة بالديون.
ويبدو أن مشروع قانون الضرائب الأعلى للمتقاعدين يثير استياء شريحة عمرية كان ماكرون يحظى بشعبية بين أفرادها حتى الآن. وتراجعت شعبيته بين الناخبين فوق سن الخامسة والستين لأدنى من 50 بالمئة لأول مرة في مارس آذار حيث انخفضت إلى 47 بالمئة.
وانتخب ماكرون في مايو الماضي بوعود تطبيق إصلاحات فشل من سبقوه فيها رافضا الانحياز إلى الأحزاب التقليدية في اليمين واليسار.
وتظهر استطلاعات الرأي أنه على الرغم من أن غالبية الناخبين أيدوا الإضراب لكن عددا أكبر يدعم الإصلاحات
وفي الواقع تراجعت شعبية ماكرون الى حد كبير، لكن “وحده الاداء على الامد البعيد هو المهم : هل سنبقى في ركود وثبات او اننا تمكنا من تقليص الفارق في القدرة التنافسية قليلا؟” كما يقول فيليب برو.
واضاف ان “المانيا اصبحت اليوم في الطليعة” بعد ان شهدت “اوضاعا صعبة” في مطلع الالفية، وهذا بفضل الاصلاحات التي اجراها الاشتراكي الديموقراطي غيرهارد شرودر.
واسلوب ماكرون هو المضي بوتيرة سريعة على كافة الجبهات.
وقال برو “هناك بعد تكتيكي يسمح له بتحقيق نجاحات. فبفتح ورشات جديدة باستمرار، يسكت الاحتجاجات على الجبهة الاولى ويكون قد فتح جبهة ثانية”.
وقال الباحث جان ماري بيرنو الاخصائي في العمل النقابي لصحيفة “لا كروا” الكاثوليكية ان “النقابيين والبرلمانيين او معارضيه السياسيين اخذوا على حين غرة”.
وقالت المؤرخة ايزابيل كلافيل ان ماكرون يتقدم خصوصا وسط مشهد سياسي جديد بعد “انهيار الاحزاب التقليدية”.
واضافت الخبيرة في الاصلاحات في المجال السياسي ان “هذه الاحزاب م تعد قادرة على تعبئة ناشطيها ولا حتى ناخبيها” خصوصا في المعسكر اليساري.
وتابعت ان “الناخبين اليساريين الذين باتوا متشتتين جدا لم يعودوا يشعرون بان اي حزب يمثلهم واصبحوا في حالة +ضياع+”.
قالت كلافيل انه “من الصعب تحليل شخصية ايمانويل ماكرون”. واضافت انه “شخص غامض سياسيا”، مشيرة الى ان “فقدان البوصلة” يصب في مصلحته خصوصا وانه “يتبنى موقفا يوصف بالوسطي وان لم يقر بذلك”.
وكان المرشح ماكرون خاض حملته الانتخابية مؤكدا انه “ليس من اليسار ولا من اليمين” (وليس وسطيا) و”هدفه هو الغاء هذه التصنيفات” بحسب كلافيل، لتجسيد “الحداثة”.
واضافت ان الرئيس ماكرون “البارع في التواصل ينتقي عباراته. فالاصلاح يعني التحديث وهذا الخطاب الذي يتحدث عن التحديث يؤثر كثيرا على قسم من الناخبين”.
ولا يتردد ماكرون في التواصل مع الفرنسيين. فقد زار خلال الحملة الانتخابية عمالا معارضين واختتم زيارته بمصافحتهم.
ومؤخرا كان الحضور قياسيا وغير مسبوق في معرض الزراعة للتحدث “وجها لوجه” عن مهنة يشكو اصحابها من شروطها الصعبة.
وحتى النهاية لم يغير مساره. وهو اسلوب لا يخلو من السلطة حتى انه يوصف احيانا ب”التسلط”.
وحذر لوران بيرجيه مدير الكونفدرالية الفرنسية الديموقراطية للعمل “من التغيرات الجذرية المقررة على عجل وبدون اي حوار حقيقي”. واضاف ان “اسلوب ماكرون يختصر ب+انتم تتناقشون وانا اتخذ القرار+”.
ويقول فيليب برو ان ماكرون، لانه يعرف كيف يتخذ القرارات “فهو يتمتع بفرص كبيرة في انجاح الاصلاحات الجديدة”.
واضاف ان سلفه الاشتراكي فرنسوا هولاند “عرف كيف يفتح الورشات اللازمة لكنه كان يلتزم بما تقرر مع الشركاء الاشتراكيين الذين كانت لديهم مصلحة في ابقاء الامور على ما هي عليه. وهذا النهج ادى الى جمود الوضع القائم”.
بقي ان يعرف ما اذا كان “اسلوب ماكرون” سيأتي بنتائج مع عمال السكك الحديد العازمين على التحرك لوقف اصلاح مؤسستهم، احد آخر معاقل الحركة النقابية.
ألغي ربع عدد الرحلات في مطارات باريس حين أضرب العاملون بشركة (إير فرانس) للمرة الثانية في غضون شهر بسبب خلافات على رواتبهم.
ورفض الطيارون وأطقم الضيافة وعاملون آخرون العمل وسط مطالب بزيادة رواتبهم بنسبة ستة بالمئة. وقالوا إن العرض الحالي للشركة لم يأخذ في الاعتبار التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة.
ويأتي الإضراب بعد يوم من إضراب عام قام به عاملون في القطاع العام والسكك الحديدية احتجاجا على إصلاحات واسعة اقترحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ووقع إضراب سابق في 22 فبراير شباط واحتشد خلاله مئات العاملين من 14 اتحادا رئيسيا في مطار شارل ديجول.
وفي ظل رفض (إير فرانس) تقديم أي تنازلات سي نظم إضراب آخر في 30 مارس.
سياسة ظالمة
اعربت اكثرية من الفرنسيين (58%) عن اعتقادها بأن سياسة السلطة التنفيذية الفرنسية تتطابق مع الالتزامات التي اتخذها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال الحملة، لكن عددا متزايدا منهم يراها غير عادلة، كما افاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه مؤسسة إيلاب الخميس.
فالشعور بانعدام العدالة قد ازداد 6 نقاط خلال ثلاثة اسابيع وبات يبلغ 74% من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع، في مقابل 25% يعتبرون ان “الجهود موزعة بالتساوي”.
وترى اكثرية عريضة جدا (77%) ان السياسة المطبقة هي عنصر انقسام، في مقابل 22% فقط يرون انها “تجمع الفرنسيين”، كما اضاف هذا التحقيق الذي أعد لحساب شبكة بي.ام.ام.تي.في.
ويعتبر اربعة من كل عشرة فرنسيين هذه السياسة فعالة “لتحفيز الاقتصاد” وبصورة اشمل “لتحسين الوضع في البلاد”.
وفي ما يتعلق بالاصلاحات، يقول اثنان من كل ثلاثة فرنسيين (65%) ان على الحكومة “اعادة النظر في توجيه سياستها” في الاسابيع او الأشهر المقبلة، في مقابل 34% يرون ان عليها الحفاظ على توجهها الراهن.
وفي اطار التحركات الاجتماعية، يحصل المتقاعدون على دعم كثيف من الفرنسيين (81%).
وهم اكثر انقساما حيال الموظفين. فاذا كان 48% منهم يدعم تحركاتهم او يتعاطف معها، فان 38% يعارضونها او يعادونها، ويعرب 13% عن لامبالاتهم بهم.
أما الآراء السلبية فتشكل اكثرية حول تحرك موظفي شركة السكك الحديد الفرنسية (49%)، لكن 38% من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع يدعمونه ويعرب 12% عن لامبالاتهم.
أجري الاستفتاء عبر الإنترنت في 20 و21 مارس، على عينة من 1000 شخص في ال 18 وما فوق، بموجب طريقة الحصص. اما هامش الخطأ فتفاوت بين 1،4 و3،1 نقاط…
وكانت فرنسا قد شهدت مناوشات بين الشرطة الفرنسية ومحتجين في باريس وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه في مدينة نانت فيما انتشرت الإضرابات في أنحاء فرنسا اليوم الخميس احتجاجا على إصلاحات اقتصادية ينفذها الرئيس إيمانويل ماكرون.
وتوقف عمال تذاكر القطارات ومعلمون ومراقبون جويون عن العمل وشاركوا في أكثر من 150 مسيرة اتسمت أغلبها بالسلمية في أول مرة ينضم فيها موظفون في القطاع العام لموظفي السكك الحديدية في احتجاجات منذ تولي ماكرون السلطة في مايو.
وتسبب الإضراب في إلغاء 60 بالمئة من رحلات القطارات السريعة و75 بالمئة من رحلات القطارات بين المدن و30 بالمئة من الرحلات الجوية من وإلى مطارات باريس.
وقالت وزارة التعليم إن نحو 13 بالمئة من المعلمين شاركوا في الإضراب مما أدى لإغلاق الكثير من المدارس الابتدائية. وانخفض توليد الكهرباء بأكثر من 3 جيجاوات بما يكافئ طاقة ثلاثة مفاعلات نووية مع انضمام عاملين في محطات كهرباء للإضراب مما عزز من مخاوف حكومية من اتساع نطاق الاضرابات.
وجاءت الاحتجاجات اعتراضا من موظفي القطاع العام على خطط لخفض عدد العاملين في القطاع بمقدار 120 ألفا بحلول عام 2022، بما يشمل تقديم عروض مالية مقابل إلغاء الوظيفة، وعلى طرح مقترح لتحديد الراتب بناء على الأداء في العمل.
كما يخشى عمال وموظفو السكك الحديدية من خطط حكومية لإلغاء ضمانات للعمل مدى الحياة والرفع التلقائي السنوي للرواتب وخطط تقاعد بتسويات مالية مجزية.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه على مجموعة ملثمة من المحتجين رشقوها بالحجارة في نانت.
وفي باريس أبلغت الشرطة عن مناوشات مع محتجين شبان قبل بدء التجمعات في المدينة مما أسفر عن إلحاق أضرار بواجهات عرض بعض المتاجر في المنطقة.
فرض ضرائب اوروبية
ودافع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ، عشية قمة اوروبية على الضريبة التي يخطط الاتحاد الاوروبي لفرضها على الشركات الرقمية العملاقة ستؤثر على الميزانية الاوروبية بحيث إنها ستؤمن لها “نصف حاجتها” المالية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد.
ومستندا الى ارقام قدمتها المفوضية، اضاف الرئيس الفرنسي الذي زار هولندا، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روتا، ان هذه الضريبة ستتيح موارد جديدة للسياسات الاوروبية، من دون الاضطرار الى مطالبة الدول الاعضاء في الاتحاد بتقديم مزيد من الموارد.
وامضى ماكرون مساء الاربعاء في لاهاي في محاولة منه لاقناع رئيس الحكومة الليبرالي بدعم مشروعه الخاص بإصلاح منطقة اليورو وانشاء ميزانية اوروبية وهو موضوع سيكون محور المناقشات يومي الخميس والجمعة في بروكسل.
واكد روتا المؤيد لسياسة الانضباط المالي أنه لا يريد لبلاده التي ت عد بالفعل مساهما فعالا في الميزانية الاوروبية، أن تدفع مزيدا من الاموال، وعب ر عن امله في ان تكون المساعدة الاوروبية للبلدان التي تواجه صعوبات مشروطة بسياسات اصلاح معمقة او باحترام قي م الاتحاد الاوروبي.
وردا على سؤال حول المنافسة الضريبية في اوروبا، دعا ماكرون الى مزيد من “التقارب والتضامن” داخل الاتحاد الاوروبي.
وتريد فرنسا اقناع شركائها خلال القمة الاوروبية، بان يلتزموا تعزيز منطقة اليورو واكسابها “قدرة مالية” من اجل مساعدة اي بلد في حال حصول ازمات، ولكن ايضا بهدف الاستثمار في قطاعات المستقبل.
وتأمل باريس في تبني خريطة طريق خلال قمة الاتحاد الاوروبي المقبلة في يونيو بشأن هذه القضية مع اقتراب الانتخابات الاوروبية في مايو 2019.
وقبل اجتماعه مع روتي، توجه ماكرون الى مقر منظمة حظر الاسلحة الكيميائية التي تتخذ لاهاي مقرا.
وقالت الرئاسة الفرنسية ان هذه الزيارة تاتي “في سياق الازمة السورية وهجوم سالزبري”، في اشارة الى شكوك تسري حول امكان ان يكون سلاح كيميائي قد است خدم في الغوطة الشرقية قرب دمشق، والى قضية تسميم جاسوس روسي سابق على اراض بريطانية واتهام روسيا بالمسؤولية عن ذلك.
وفي سياق الاصلاحات الخارجية، عرض خطة جديد للفرنكوفونية بعيدة عن الماضي الاستعماري …
وعرض الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون “خطة شاملة” لتشجيع انتشار الفرنسية في العالم وخصوصا في افريقيا التي تشهد ارتفاعا كبيرا في عدد الناطقين بهذه اللغة حاليا، في محاولة لكتابة “صفحة جديدة للفرنكوفونية” بعيدة عن الماضي الاستعماري.
وقال الرئيس ماكرون في خطاب في واغادوغو في نهاية نوفمبر قدم فيه استراتيجيه من اجل “فرنكوفونية جديدة” ان “الفرنسية ستصبح اللغة الاولى في افريقيا وربما في العالم”.
وتقول الامم المتحدة ان الفرنكوفونية هي المنطقة اللغوية التي تشهد اكبر نمو، اذ من المتوقع ان تجل ارتفاعا في عدد الناطقين بالفرنسية بنسبة 143 بالمئة بين 2015 و2065، مقابل 62 بالمئة للانكليزية.
وبحلول 2065 سيبلغ عدد الذين يتكلمون الفرنسية مليار شخص اي اكبر بخمس مرات من عددهم في 1960، ما يجعل الفرنسية ثاني لغة دولية بعد الانكليزية.
والى جانب الارتفاع الهائل في عدد الذين يتعلمون هذه اللغة كما في الصين مثلا، سيغذي ارتفاع عدد السكان في افريقيا جنوب الصحراء هذه الزيادة في عدد الفرنكوفونيين. وتقول المنظمة الدولية للفرنكوفونية ان بين 2010 و2014 قدمت هذه المنطقة ثمانين بالمئة من الزيادة.
وقال ماكرون في خطابه في واغادوغو ان “الفرنسية ستكون اللغة الاولى في افريقيا”، لكن فقط “اذا عملنا لهذا بشكل صحيح في العقود المقبلة”.
وهذا هو كل طموح “الخطة الشاملة للفرنسية وللتعدد اللغوي في العالم” التي سيقدمها ماكرو الثلاثاء في اليوم الدولي للفرنكوفونية، قبل ان يتوجه في اكتوبر الى ارمينيا لحضور القمة الدولية للفرنكوفونية.
وأعلن ماكرون خصوصا عن تعزيز المساعدات المخصصة للتعليم، لافريقيا قبل كل شىء.وبدون ذلك، يمكن للارقام الايجابية حول مستقبل الفرنكوفونية ان “تصبح مجرد توقعات متفائلة”، كما قال المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي الذي يساعد الحكومة والبرلمان في كتابة القوانين.
وقالت المسؤولة عن الفرنكوفونية في هذا المجلس ماري بياتريس ليفو انه “على الدول البدء ببرنامج تعليمي”.
اما ليلى سليماني التي عينها ماركون “ممثلة شخصية له للفرنكوفونية” فقد رأت ان فرنسا “يجب ان تبقى في طليعة تعليم الفرنسية”.
وتعهد ماكرون خلال زيارة الى السنغال شارك خلالها برئاسة “الشراكة الدولية من اجل التعليم” في بداية فبراير، بزيادة المساهمة الفرنسية في هذا البرنامج لتصل الى مئتي مليون يورو للفترة 2014-2017 ما يجعل باريس الدولة المانحة الرابعة لهذا البرنامج.
خلال زيارة الى بوركينا فاسو في نوفمبر الماضي وجه ماكرون نداء مؤثرا الافارقة الناطقين بالفرنسية حتى لا يتخلوا عن لغة القوة الاستعمارية السابقة ويتحولوا الى الانكليزية. وقال “رفض اللغة الفرنسية من اجل جعل الانكليزية لغة شائعة في القارة الافريقية يعني انك لا ترى المستقبل”.
يعمل ماكرون على هذه المسالة بشكل حذر، وهو على دراية بان اي محاولة لفرض الفرنسية على المستعمرات الافريقية السابقة حيث لباريس تاريخ في دعم الأنظمة الشمولية يمكن ان يؤدي الى مفعول عكسي.
وقال في بوركينا فاسو انه “من جيل لا يملي على الافارقة ما يجب ان يفعلوه”، معتبرا ان “اللغة الفرنسية لم تعد فرنسية فقط لكن ايضا ربما اكثر افريقية”.
وتثير خطة ماكرون مخاوف لدى اوساط المثقفين الافارقة. وتلقى الكاتب الفرنسي الكونغولي والاستاذ في جامعة كاليفورنيا آلان مابانكو دعوة من ماكرون للمساعدة في اعداد الخطة. لكنه رد قائلا انه على فرنسا اولا ان “تبرهن” انها تدين الاستعمار.
ويرى مابانكو ان جهود فرنسا للترويج للغة الفرنسية في الخارج هي غطاء للتدخل المستمر في مستعمراتها السابقة.
وانتقد المقاربة الهرمية تجاه اللغة الفرنسية من اعلى الى اسفل ومركزيتها باريس، ودعا الى “عالم افقي يتحدث الفرنسية من الشعب والى الشعب وللشعب”.
كما عكس هذه المشاعر الفيلسوف الكاميروني اخيل مبيمبي والكاتب والباحث الفرنكوفوني من جيبوتي عبد الرحمن وابري.
وقال مبيمبي انه بينما احتضن المواطنون في المستعمرات السابقة اللغة الفرنسية، فانهم عارضوا ما اعتبروه قيادة فرنسا الابوية للعالم الناطق بالفرنسية.
وقد حاول ماكرون ان يؤكد ان الفرنسية تتعايش مع اللغات الافريقية الاصلية بشكل افضل من الانكليزية التي اتهمها بانها تسير الى جانب اللغات الاخرى.
لكن بعض المراقبين يتهمونه بانه “سفير سيء” للغة بلاده.
ففي كيبيك مثلا، يثير استخدام ماكرون الانكليزية في عدد من المناسبان دهشة الحريصين على الفرنكوفونية، كما حدث خلال مؤتمري “قمة كوكب واحد” في ديسمبر و”قمة اختر فرنسا” الاستثماري في يناير اللذين عقدا في باريس.
الا انه رد قائلا “لا اتردد في التحدث بالفرنسية او لغة البلد المضيف او الانكليزية على الساحة الدولية وامام اوساط الاعمال لانني اعتقد ان ذلك يعزز الفرنكوفونية”.