إيقاف مصور شريط الفيديو الذي هز الرأي العام وفتح بحث قضائي مع مرتكب الفعل الجرمي

 

عمت حالة من الارتياح والترقب في أوساط الرأي العام بعد أن تمكنت السلطات في وقت وجيز من توقيف الشاب الذي ظهر في فيديو مصور وهو بصدد اغتصاب فتاة قاصر
ارتياح جاء بعد الصدمة التي عمت الرأي العام بسبب بشاعة الشريط الذي تم تعميمه على وسائط الاتصال، والذي وصل صداه إلى مختلف بقاع العالم، وترقبا لما ستقوله العدالة في هذه النازلة، خصوصا أن العديد من الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني سبق لها عن عبرت عن سخطها من الأحكام المخففة والمتساهلة مع المغتصبين معتبرة أن ذلك يشجع الوحوش الآدمية على الاستمرار في اقتراف هذه الأفعال الشنيعة، ومطالبة في نفس الوقت بتشديد العقوبات على المجرمين الذين يرتكبون هذه الأفعال
وبعد القبض على المتهم علمت الاتحاد الاشتراكي أنه جرى صبيحة أمس توقيف مصور الشريط الفيديو وبأن والده هو من عمل على تسليمه إلى المصالح المختصة.
وكان الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمراكش، قد أعلن أول أمس الأربعاء، عن فتح بحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة مع المشتبه به الذي ظهر في الفيديو المتداول مؤخرا وهو يحاول اغتصاب فتاة بمنطقة بوشان، مع إخضاعه لتدابير الحراسة النظرية.
وذكر بلاغ للوكيل العام للملك أن المشتبه به الذي ظهر في الفيديو المتداول مؤخرا بمواقع التواصل الاجتماعي وهو يحاول اغتصاب فتاة، قد تم إيقافه، الأربعاء بمنطقة بوشان، من طرف عناصر الدرك الملكي التابعة للمركز القضائي للدرك الملكي بابن جرير. وفي السياق ذاته، أعلنت السلطات المحلية لإقليم الرحامنة أنه على إثر الأبحاث والتحريات التي باشرتها المصالح الأمنية المختصة، بهدف تحديد هوية الشخص الذي ظهر في شريط الفيديو، فقد تمكّنت من التوصل إلى أنه يبلغ من العمر 21 سنة، ويقطن بدوار كداوة، جماعة آيت حمو، قيادة بوشان، فيما تقطن الفتاة التي تعرضت للاعتداء، والتي يبلغ عمرها 17 سنة، بدوار معلمين الواد بنفس الجماعة بإقليم الرحامنة، حيث تم وضع المشتبه به تحت تدابير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
من جهة أخرى، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، خبرا يتعلّق بإيقاف المصالح الأمنية لشخص ثالث، قيل إنه مسرّب شريط الفيديو، والذي يعمل في مجال الحلاقة، في غياب تأكيد أو نفي رسمي من المصالح المختصة، هذا في الوقت الذي شدّدت فيه والدة الضحية على أن الحادث خلق مضاعفات نفسية لابنتها التي سيتم عرضها على طبيب نفسي، داعية إلى أن يأخذ التحقيق مجراه وأن تتم معاقبة المعتدين، كما طالب والدها بإنصاف ابنته وتمكينها من حقها ضد من اعتدى عليها بمعاقبته قانونيا، لافتا الانتباه إلى الصعوبات التي تعترض الأطفال، إناثا وذكورا، جيئة وذهابا إلى المدرسة بسبب وضعية البنية التحتية، التي قد تساعد على تكرار مثل هذا النوع من الاعتداءات، مشددا على أنه لم يكن على علم بالواقعة إلا بعد الاتصال به من طرف مصالح الدرك الملكي وعرض شريط الفيديو عليه، الذي عرّى عن هذه الحقيقة الصادمة.
وجدير بالذكر أن هذا الحادث أخرج عددا من ساكنة الدوار الذي تقطن به الضحية للحديث والتعبير عن العديد من الإشكالات التي يعيشونها بالمنطقة والتي ترخي بظلالها على فلذات أكبادهم، ومنها غياب النقل المدرسي، وعدد من الضروريات، التي من شأنها حماية الفتيات من حالات اعتداء مماثلة.
وكان شريط الفيديو المسجّل، الذي تم تداوله على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال تطبيق «واتساب»، قد خلق حالة استنكار وموجة استهجان واسعة، وترتبت عنه ردود فعل كثيرة، أدانت الفعل الجرمي الموثق بالصورة، حيث طالب مستعملو الفضاء الأزرق «فيسبوك» بتطبيق أشد العقوبات على المعتدي ومرافقه الذي كان يقوم بعملية توثيق الحادث، محذرين من مغبة التساهل مع هذه النازلة، باعتبارها ليست حادثا معزولا وإنما تنضاف إلى عدد من الحوادث المماثلة، كما تم تعميم «هاشتاغ» (واش_معندكش_ختك )، على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، للتعبير عن التضامن الواسع مع الضحية المعتدى عليها.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 30/03/2018