كانت آخر جولات الحرب، التي ستعطي الانتصار للمغرب واستبعاد الخيار العسكري، قد وقعت في تفاريتي، حيث قبر الزعيم السابق للجبهة والدولة معا.
وللذين لا يذكرون ذلك، فهذه رمزية ربما لا تنسى ببساطة، بعد أن تمكن المغرب من استبعاد الخيار العسكري بإقامة الجدار الأمني على طول 2500 كلم على طول الحدود، قبل تسليم جزء من أرضه من أجل إقامة منطقة عازلة.. والتهديد بالعودة إلى نفس مكان الهزيمة، هو محاولة العودة إلى المربع الأول، هربا من تراكم الهزائم الديبلوماسية..
من المحقق أننا نجد في الخطابات التي وجهها المغرب، سواء عبر تصريحات وزير الخارجية والتعاون أو الممثل الدائم في الأمم المتحدة عمر هلال، تحديدا للرسائل وللمتلقين لها
المُرسل إليه الأممي:
لم يتردد المغرب في تسمية الأشياء بمسمياتها، عندما أعطى للأزمة عنوانها متمثلا في الأمم المتحدة، التي لم تسع إلى تنزيل قراراتها، سواء الصادرة عن مجلس الأمن أو المنبثقة عن تقرير الأمين العام السيد أنطونيو غوتيريس.. وفي ذلك كان القول محددا:
– تساهلكم في الكركرات، هو الذي شجع على تجاوزات أخرى شرق الجدار في كل من المحبس وتفاريتي..
– التزام المغرب بقراراتكم، أعطى مبررا للآخرين كي يتصوروه ضعيفا في حقوقه..
– احتفاظ المغرب بالنسخة الأصلية لروح الاتفاق ، اتفاق وقف إطلاق النار، لم يجد تكريسا من طرفكم. لهذا فما يتم الآن، هو في الواقع محاولة لتأويل اتفاق إطلاق النار، وتوسيع الفهم الذي تريده البوليزاريو وحليفها العسكري في المنطقة على حساب ما هو مقرر.
المُرسل إليه في مجلس الأمن: عدم ردع البوليزاريو، يدعونا إلى ردعها بأنفسنا، لأن توفير شروط الحرب من طرفهم، يعطينا مبررا لخوضها، والعار ليس على من دافع عن بلاده، بل على من جعل الحرب ضرورة للسلام!
– المغرب يدافع عن أرضه نعم، لكنه يدافع عن قرارات الأمم المتحدة، ليذهب المنطق إلى أقصاها، ولتكن للأمم المتحدة القناعة النهاية بأن عليه أن يتولى هذه المهمة بنفسه… باسمها هي وباسم مجلس الأمن!
المرسل إليه في الجوار:
– الظروف التي تعيشها الدول المجاورة، لا تفرض الحل بالتوتر، لكن – لا شك – تفسر المسعى الجديد.. والبحث عن مشجب إقليمي للضبابية في الداخل.
القوى العظمى:
– هذه التطورات الخطيرة تشكل خرقا مباشرا للاتفاقات العسكرية، وتحديا وتهديدا لوقف إطلاق النار، ومساسا خطيرا بالاستقرار الإقليمي، وعليكم أن تعوا هذا الاحتمال، وتتحملوا مسؤوليتكم..
– الاستفزاز ابتزاز تُجاه المينورسو، ولكن أن تتحدوا قوتها في منطقة قابلة للانفجار، وتداعياتها لا يعرف أحد حدود لهبها..
هذه الرسائل تعززت بالرسالة الدائمة، التي لا تخبو شرارتها، ولا تتنازل بالرغم من كل المراحل، والتي تقوت عبر المحجن، رسالة الوحدة الوطنية، التماسك البشري، لكل مكونات الأمة المغربية حول قضية تعتبرها كل أطياف الشعب المغربي، من القمة والقاعدة، غاية وجود لا مسألة حدود..
أي بالوطني الفصيح:إذا لم تكن الصحراء مغربية، لن نوجد!