بعد انخفاض سريع لسعر الدولار مقابل الدرهم خلال الأسبوع الأخير، والذي فقدت فيه العملة الأمريكية 0.84 في المائة من قيمتها مقابل الدرهم، يرتقب أن تعود قيمة الدولار للارتفاع في الأيام المقبلة على إثر التصريحات المتفائلة للخزينة الأمريكية ..
وجاء الانخفاض السريع الأخير لسعر الدولار مقابل الدرهم في سياق انخفاض قيمة العملة الأمريكية في الأسواق العالمية بسبب ترقب قرارات المركزي الأمريكي. وفي هذا السياق ارتفعت قيمة الدرهم المغربي مقابل الدولار بنحو 0.84 في المائة خلال الأسبوع الأخير. ونزل سعر الدولار من مستوى 9.2375 درهم يوم الجمعة الماضي، وهو أعلى سعر خلال الشهر، إلى 9.1602 أمس الأربعاء. وتأرجح السعر المرجعي للدولار مقابل الدرهم بين 9.1540 و9.2375 خلال فترة 30 يوما الأخيرة.
وعاد الانعاش للدولار مع إعلان الخزينة الأمريكية عقب اجتماعها مساء الأربعاء عن تفاؤلها بصدد مستوى معدل التضخم في الاقتصاد الأمريكي، والذي أشارت توقعاتها إلى كونه سيرتفع لبلوغ سقف 2 في المائة الذي حددته كهدف لسياستها.
واعتبرت الأسواق هذه النبرة المتفائلة بمثابة مؤشر على أن الخزينة الأمريكية ستسرع قرار الزيادة في أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة، الشيء الذي سيجعل الدولار الأمريكي أكثر جاذبية وبالتالي سيرفع من قيمته.
وللإشارة فإن الخزينة الأمريكية رفعت نسبة الفائدة في 21 مارس الماضي من 1.5 في المائة إلى 1.75 في المائة، وذلك في سياق دخول سياسة التسهيل المالي مرحلتها الأخيرة طبقا للتوجهات الجديدة للرئيس دونالد ترامب. ويرتقب أن تعلن الخزينة خلال العام الحالي ثلاث أو أربع زيادات في أسعار الفائدة، الشيء الذي سيرفع من قيمة الدولار.
وسيكون لارتفاع الدولار آثار مختلفة على الاقتصاد الوطني حسب القطاعات والمجالات. فالبنسبة للصادرات المفوترة بالدولار، وعلى الخصوص الفوسفاط، سيكون ارتفاع سعر الدولار مفيذا. غير أن بعض الواردات التي تؤدى بالدولار، خاصة النفط ستصبح أغلى من حيث المقابل بالدرهم.
أما على مستوى المديونية، فارتفاع الدولار سيكون إيجابيا بالنسبة للسحوبات الجديدة للقروض لأنها ستصرف داخليا مقابل كميات أكبر من الدراهم، غير أن الوقع سيكون سلبيا على أقساط الديون التي تؤدى بالدولار، لأن أدائها سيتطلب صرف كمية أكبر من الدراهم.