الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر في برنامج “ساعة للإقناع”:
الحزب يعيش لحظة ديمقراطية وهو يحضر لأشغال المؤتمر العاشر للحزب في ماي المقبل
الاتحاد في وضع جيد اليوم وهو الأمر الذي يجعل منه جسما سياسيا سليما
قال الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر، أول أمس السبت، في برنامج تلفزيوني على قناة «ميدي آن تي في» إن الحزب يعيش اليوم لحظة ديمقراطية وهو يحضر لأشغال المؤتمر العاشر للحزب في ماي المقبل.
وأبرز إدريس لشكر، الذي حل ضيفا على برنامج «ساعة للإقناع» الذي يعده ويقدمه الصحفي يوسف بلهاسي، هامش النقاش الموسع الذي شمل وثائق المؤتمر المقبل، سواء مشروع المقرر التوجيهي أو المقرر التنظيمي للحزب، والذي بلغ في أحيان كثيرة حدة كبيرة، موضحا أن النقاش في ما يتعلق بالتحضير لأشغال المؤتمر العاشر للحزب توسع بشكل كبير، ولم يصبح شأنا داخليا فقط بل تحول إلى نقاش عمومي .
وأشار في السياق نفسه إلى أن ردود فعل عدد من مناضلي الحزب لم تكن تتعلق باعتراض عن طريقة تدبير الحزب أو سياسته بل كانت مرتبطة بجملة من الملاحظات حول طريقة التحضير للمؤتمر، في إشارة إلى الواقع الحزبي حاليا وتطورات حياته الداخلية أياما بعد تعيين الحكومة الجديدة وأسابيع قبل انعقاد المؤتمر العاشر للحزب.
وقال إدريس لشكر إنه على العكس من العديد من الأحزاب السياسية المغربية التي ستعقد مؤتمراتها شهر ماي المقبل تزامنا مع المؤتمر العاشر للحزب، وحده الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي يخلق النقاش السياسي القوي بمقاربته، سواء لأوضاعه الداخلية أو الوضع الذي يعيشه المغرب بشكل عام، كما أنه الحزب الوحيد الذي يتم تداول مشاريع أوراق مؤتمره المقبل بشكل عمومي.
وأكد الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن الاختلاف في المواقف والرؤى هو من صلب الديمقراطية التي يعيشها الحزب التي من شأنها أن تمكن من الوصول إلى توافقات بخصوص قضايا خلافية، مشيرا في ذات الآن إلى أن التعبير عنها يتم في إطار مؤسسات الحزب.
وشكلت حلقة برنامج «ساعة للإقناع» مناسبة للكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لتوضيح جملة من القضايا المرتبطة بالشأن الحزبي الداخلي وقال إن «الاتحاديات والاتحاديين هم من يصنعون الانتصارات الانتخابية وغيرها» مؤكدا في هذا الصدد «أن الإخفاقات نتحمل مسؤوليتها جميعنا».
وأكد حضور الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالساحة السياسية المغربية، مشيرا إلى أن الحزب تمكن من المحافظة على فريقين برلمانيين في كل من مجلسي النواب والمستشارين، مستطردا أن الانتخابات لم تعرف الإصلاح المنشود الأمر الذي جعل الحزب أول من نبه إلى خطورة أي قطبية ثنائية مصطنعة تلغي دور الأحزاب.
وشدد إدريس لشكر في هذا الإطار على أن الإعداد للمؤتمر الوطني العاشر للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مستمر من خلال عقد العشرات من الاجتماعات في عدد من المدن والأقاليم عبر التراب الوطني، خصصت لمناقشة مشروعي المقررين التوجيهي والتنظيمي للحزب وكذا التحضير للمؤتمر.
ونبه الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى الصعود القوي للحركات اليمينية والشعبوية في العالم بأسره، مبرزا أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية اليساري يعي بشكل كبير حجم تراكماته وأيضا الواقع الدولي الحالي وتداعيات العولمة وسيطرة التوجه المحافظ في المجتمع.
كما كانت حلقة «ساعة للإقناع» فرصة للكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية للرد على مجموعة من الانتقادات الموجهة لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بخصوص الوضع الداخلي للحزب بعد الانتهاء من المشاورات والمشاركة في الحكومة الجديدة التي فصل في معناها السياسي الذي عبرت عنه اللجنة الإدارية الوطنية للحزب.
كما أردف الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن الديمقراطيات تختار الوزراء دون علمهم، مشيرا إلى أنه حتى في دول الغرب «لا يعرف الوزراء اختيارهم للمشاركة في الحكومة إلا عبر اتصالات هاتفية».
وأوضح إدريس لشكر أنه لا يوجد حزب يقرر في أسماء الوزراء، نافيا في ذات الوقت أن يكون ككاتب أول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قد اقترح نفسه للاستوزار وقال «لا توجد مسطرة خاصة بذلك»، مشيرا إلى أنه قام باقتراح أسماء متعددة، أما التعيين فهو موكول لجلالة الملك،حسب الدستور.
وانتقد إدريس لشكر ،من خلال هذا البرنامج الذي يعده ويقدمه الزميل يوسف بلهاسي، الصحافة بـسبب «تلويثها الفضاء السياسي» و»التضليل»، معتبرا أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مستهدف، كما رد بقوة على كل من تجرأ وبخس من مكانة الحزب في المجتمع المغربي وحضوره في الساحة السياسية المغربية.
ودافع الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على انضمام الحزب إلى الفريق الحكومي الحالي، موضحا أن المغرب يعيش مشروعا إصلاحيا، حداثيا، ديمقراطيا وتنمويا يقوده جلالة الملك محمد السادس، وهو الأمر الذي جعل الحزب يختار ،بكل مسؤولية، المشاركة بعدما عرضها عليه رئيس الحكومة المعين السابق.
وقال إدريس لشكر إن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في وضع جيد اليوم، وهو منفتح على الجميع، وما يدل على ذلك- يضيف- المكاسب التي حصل عليها سواء في تدبير مجلس النواب أو في المشاورات من أجل تشكيل الحكومة الأمر الذي يجعل منه جسما سياسيا سليما.
وأكد الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن الاتحاد سيقدم نموذجا للدعم للحكومة الحالية، مشيرا إلى أن البرنامج الحكومي يضم حوالي 400 إجراء من البرنامج الانتخابي للحزب في الانتخابات التشريعية السابقة، مبرزا ضرورة بداية حياة سياسية جديدة تنأى عن البؤس الحزبي وتحترم المؤسسات والأحزاب.
وشدد إدريس لشكر على الاستمرارية في العمل الحكومي من أجل الحفاظ على المكتسبات من خلال ما تم من إصلاحات وتجاوز العقبات الأمر الذي يمكن تحقيق تراكم يضمن للمجتمع التنمية والتقدم، موضحا أن البرنامج الحكومي الحالي متقدم وتعكسه مقدمته التي لم تعد «إديولوجية» بل أصبحت لغته ومصطلحاته أقرب للواقع.
ووصف الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية رئيس الحكومة الجديد سعد الدين العثماني، الذي يقود الأغلبية الحكومية الحالية بأنه «رجل دولة» مشيرا إلى المنهجية التي اعتمدها في التشاور بين كل الفرقاء السياسيين وأيضا و ثمن طريقة اشتغال لجنة البرنامج حيث تم الإنصات إلى الجميع، موضحا أن العمل وفق فريق حكومي متماسك يعني التوافق حول القضايا الخلافية.