أكد عبد الكريم بنعتيق أن مغاربة العالم يستطيعون المساهمة في النموذج التنموي الجديد، وخاصة أن ما يناهز 50 ألفا منهم يحتلون مناصب شغل مهمة في بلدان الإقامة، كما يمكن لمغاربة العالم أن يسهموا بشكل خاص في نقل التكنولوجيا بالإضافة الى الاستثمار في بلدان منشئهم، وأضاف الوزير الاتحادي «أن الاستثمار لا يعني بالضرورة المال بل المهم التوفر على مشروع وكذا الإرادة»، مشيرا إلى أهمية اللوبي في نظره كون المجال الاقتصادي لن يستطيع الترويج لنفسه دون الانفتاح على الأسواق الأجنبية حيث يعتبر مغاربة العالم طوق النجاة والداعم المهم الخاص بهذا المجال.
وقال عبد الكريم بنعتيق إن العالم يعرف تواجد 258 مليون مهاجر ضمنهم 50 مليون هجرة سرية و129 مليون امرأة في وضعية هشة وصعبة للغاية، لكن المهاجرين يساهمون بأزيد من تسعة في المئة من الناتج الداخلي الخام وهو معطى اقتصادي مهم جدا، كما كشف بأن 85 في المائة من مداخيل المهاجرين تبقى قي بلد الاستقبال، وعرج بنعتيق على الاستغلال الدي يتعرض له المهاجرون من طرف اليمين المحافظ خاصة إبان الانتخابات،
إذ لا يقدم المحافظون أي برنامج سوى اللعب على ورقة أن المهاجرين هم سبب الأزمة الاقتصادية حتى أن الصراع السياسي لم يعد بين الاشتراكيين والليبراليين ولا بين المسيحيين وغيرهم بل أصبحت المواجهة بين المحافظين وباقي الأطياف، وأضحى التداول على السلطة مهددا من طرف القوى المحافظة بدون مشروع برنامج اقتصادي واجتماعي ومؤسساتي، وفي المقابل أشار بنعتيق إلى أن المغرب، وبفضل إرادة ملكية عميقة أضحى من الدول القلائل التي تملك سياسة للهجرة ببعد اجتماعي وإنساني وحقوقي، وفي هذا الصدد قال بنعتيق «بشكل يقين لا نتصور أن حزبا مغربيا سيقوم في يوم ما بطرح نقاش تواجد أجانب في البلد، ليس لأن الأمر ممنوع ولكن بوعي إنساني وأخلاقي وروح الانفتاح على الآخر». موضحا أيضا أن المجتمع الدولي يشيد بسياسة المغرب في هذا المجال حيث خطا المغرب منذ 2013 خطوات كبيرة وأنجز المجلس الوطني لحقوق الانسان تقريرا في الموضوع يعتبر مرجعيا في هذا المجال.
وكشف بنعتيق أيضا أن الإشكال المستقبلي هو تدبير تنقل البشر لأنه مرتبط بالأمن الإقليمي والدولي والمحلي للدول في وقت لم تعد فيه الحدود أساسية في تدبيرالاستقرار وأن موضوع الهجرة أضحى يتطلب جهدا من مختلف المتدخلين في المغرب الذي بنى سياسته على طابع إنساني تضامني وأخلاقي.
بنعتيق .. المغرب من الدول القلائل التي تملك سياسة للهجرة
بتاريخ : 21/04/2018