لم يقو الكوكب المراكشي على تجاوز عقبة حسنية أكادير، في المباراة التي جمعت بينهما لحساب الدورة الرابعة والعشرين من البطولة الاحترافية، التي أدارها الحكم الداكي الرداد أمام مدرجات شبه فارغة. واكتفى المراكشيون بتعادل مخيب بهدف لمثله، بعدما كان سباقا للتهديف بواسطة لاعبه محمد الروحي، لكن الأنفاس الأخيرة من النزال اغتالت فرحة المراكشيين، بعدما عادل جلال الداودي النتيجة، إثر ضربة جزاء في (د 89).
تعادل حرم لاعبي الكوكب من منحة مليون سنتيم، كان المكتب المسير قد خصصها في حال تحقيق الفوز.
وبالعودة إلى أطوار المباراة، اتضحت منذ البداية الرغبة الأكيدة للكوكب المراكشي وضيفه حسنية أكادير، واتضح ذلك من خلال النهج الهجومي، الذي سلكه الفريقان للضغط على دفاع بعضهما البعض، فكانت أولى المحاولات لأصحاب الأرض عقب كرة ثابتة على مشارف مربع العمليات، نفذها بذكاء اللاعب محمد الروحي موقعا على هدف السبق للكوكب في (د 08). الهدف أذكى حماس المراكشيين وحررهم من الضغوطات النفسية، وبالمقابل نزل لاعبو الحسنية بكل ثقلهم لإدراك التعادل، لكن محاولاتهم تصدى لها دفاع المحليين، مما أجبرهم أحيانا على التسديد من بعيد. هذا الأمر دفع بعناصر الكوكب للتراجع إلى الخلف لإحباط كل هجمات السوسيين، تفاديا للمفاجأة غير السارة.
ضعف خط وسط ميدان المحليين فسح المجال للزوار قصد الزحف إلى الأمام، بحثا عن ثغرات في دفاع الكوكب، غير أنها كانت تفتقر للفعالية للتهديف، وربما النهج التكتيكي الذي طبقه المدرب أحمد البهجة، وهو الحفاظ على هدف الامتياز من خلال تضييق الخناق على مهاجمي الحسنية، الذين وجدوا صعوبة في الوصول إلى مرمى الحارس محمد عقيد.
(د 32) ركنية خطيرة للضيوف ودفاع الكوكب يتدخل لإبعاد الكرة. رد فعل المراكشيين كان في (د 35) إثر تمريرة من اليمين، لم يتحكم فيها اللاعب ياسين الذهبي والحارس يلتقط الكرة بكل سهولة. هجوم سريع للحسنية والدفاع المراكشي يتدخل في آخر لحظة لإحباط هذه المحاولة.
الربع ساعة الأخير من الشوط الأول كان حماسيا، وعرف ندية قوية من كلا الطرفين، لأن كل فريق يسعى جاهدا للتهديف، ما دفع بالكوكب إلى التكتل في الدفاع والاعتماد على الهجمات المباغتة. وقد استعصى على الحسنية الاختراق في اتجاه مرمى عقيد، رغم كل المحاولات، لينتهي هذا الشوط يتقدم الكوكب بهدف دون رد.
ومع بداية الشوط الثاني تقوت عزيمة حسنية أكادير في محاولة منه للتوقيع على هدف التعادل، وتبين ذلك من خلال التقدم إلى الأمام، حيث بقي وفيا لنهجه الهجومي، فيما عمد الكوكب إلى الدفاع أكثر من الهجوم. (د 49) ركنية من تنفيذ خالط السقاط، لكن الحارس هشام المجهد يبعد الكرة إلى ركنية.
وكان الهم الوحيد للمدرب البهجة هو كسب نقاط المباراة، مما جعله يسلك نهجا تكتيكيا يهدف منه إلى إغلاق جميع الممرات في وجه لاعبي الحسنية.
أخطر محاولة للفريق السوسي كانت في (د 59) بعد تمريرة دائرية من الجهة اليمنى، تصدى لها اللاعب بديع أوك، لكن الحارس عقيد كان في المكان المناسب.
وكان فريق الحسنية أكثر تحكما في مجريات اللعب، عبر الاستحواذ على الكرة والانتشار الجيد على رقعة التباري، لكن كان تنقصه اللمسة الأخيرة، مع الإشارة إلى أن هذه الجولة تميزت بسيطرة ميدانية واضحة للزوار. (د 81) تسديدة أرضية لوسام البركة، لكن الكرة تمر محاذية للقائم الأيمن للحارس المجهد.
آخر الدقائق من عمر النزال انتفضت عناصر الكوكب في محاولة منها لإضافة الهدف الثاني للحسم في النتيجة، بينما سعى الفريق الضيف بكل جهد للعودة.
(د 87) الكرة مرتين تصطدم بالعارضة عقب تسديدة كل من وسام البركة والذهبي وبذلك تضيع هذه الفرصة. (د 88) كرة دائرية والحارس عقيد يبعد الكرة بصعوبة، بعدها تأتي ضربة جزاء في (د 88) توجت بهدف التعادل، حمل توقيع اللاعب جلال الداودي المختص في ضربات الجزاء.
هدف التعادل دفع بالكوكب في الأنفاس الأخيرة من المباراة إلى إخراج كل أوراقه من أجل هدف ثاني، وكاد أن يتأتى له بواسطة أبرارو غير أن كرته مرت عالية على مرمى المجهد. وبذلك انتهت هذه المباراة بتعادل مخيب للكوكب داخل قواعده وهي نتيجة لم تخدم مصالح المراكشيين، بقدر ما زادت الوضعية تأزما في انتظار المعجزة قصد الانعتاق من النزول. وما يؤسف إليه هو غياب الجمهور عن فريقه في هذا الظرف العصيب الذي يتطلب التكتل والمؤازرة اللامحدودة من أجل ضمان البقاء.