إقليم بن أحمد : ثلاثاء لولاد و النواحي تحت وطأة تلوث بيئي

منذ أكثر من عقد و ساكنة ثلاثاء لولاد و النواحي تعاني من مخلفات مصنع للإسمنت بمحاذاة البلدية ، حيث لا تفصله عن ساكنة دوار النزالة سوى عشرات الأمتار بينما تحيط بمقلعها الحجري دواوير أولاد علي ولغاغفة بجماعة لحلاف حيث تتواجد المنازل على مرمى حجر من الآليات و التفجيرات القوية.
وحسب شكايات المتضررين فإن «المنشأة الصناعية لم تراع الضوابط البيئية عند إنشائها، حيث أقيمت بين مجموعة من التجمعات السكنية و أغفلت ما جاء في دفتر تحملاتها بإقامة حزام أخضر عازل يفصلها عن الساكنة المحيطة به لتبقى الساكنة في مواجهة كل أشكال التلوث البيئي المنبعثة من المصنع « ، و التي استعرضتها الشكايات في  :
«- سحب الغبار الكلسي الدقيق المنبعثة من المقلع الحجري العملاق للمصنع حيث أصبح الهواء محملا بكميات كبيرة من كاربونات الكالسيوم.
– الغبار السام الصادر عن احتراق المعادن الصخرية بعد مزجها بمواد كيميائية، تنتج عن تفاعلها مخلفات على شكل مواد دقيقة تطرحها مداخن المصنع و تبقى عالقة في الجو كما تزيد من تدهور أوضاع البنية التركيبية للهواء الطبيعي و تتحول إلى غاز مشبع بجزيئات خطيرة.
– الغازات الناجمة عن عمليات احتراق الوقود الثقيل الذي يستعمله المصنع و هو عبارة عن مخلفات بترولية يولد احتراقها سموما غازية من قبيل أحادي أوكسيد الكربون و ثنائي أوكسيد الكربون و أكاسيد الكبريت و النيتروجين و الهيدروجين الأمر الذي يساهم في تلويث الهواء و يزيد من مخاطر الاحتباس الحراري، مع وجود تأثير مباشر على الساكنة و الثروة الحيوانية و الغطاء النباتي.
-الأمطار الحمضية و الترسبات الهوائية السامة، حيث أن بخار الماء يتفاعل مع المواد السامة التي ينفثها المصنع ليتساقط المطر بعد ذلك مشبعا بذرات ذات تركيب كيميائي خطير ، الأمر الذي تتم ملاحظته فوق الغطاء النباتي المحلي و المحيط بالمنشأة الصناعية حيث تترسب فوق أغصانه و أوراقه مواد غريبة دقيقة جدا ، كما أن تساقط الأمطار يتسبب بعد ذلك في تلويث المياه الجوفية ؛ بالإضافة إلى أن التربة كذلك نالت نصيبها من التلوث …
– التلوث السمعي الناجم عن ضجيج الآليات الضخمة، و التي تعمل دون توقف بالليل و النهار بالإضافة إلى أصوات التفجيرات العنيفة داخل المقلع الحجري العملاق و التي تنطلق دون سابق إنذار مما جعل الساكنة تعيش حالة نفسية متدهورة يطبعها القلق الدائم.
– الارتجاجات الأرضية التي تحدثها التفجيرات القوية داخل المقلع الحجري العملاق، حيث تعاني العديد من الأسر من جراء التصدعات و الشقوق الكبيرة التي أحدثتها في جدران المنازل زيادة إلى حالة الاضطرابات النفسية الدائمة بفعل الاهتزازات الأرضية المتوالية و العنيفة».
وأشار السكان، أيضا ، إلى «استبدال الوقود البترولي الثقيل بالإطارات المطاطية حيث أن العديد من الشاحنات المحملة بهذه النفايات تلج المصنع و تفرغ حمولتها هناك بالقرب من الطريق الفاصلة بين ثلاثاء الأولاد و أولاد امراح لتشكل بذلك أكواما ضخمة من النفايات الصلبة يتم تعويضها حال نفادها ، حيث أصبحت تنبعث روائح كريهة لم تعهدها الساكنة من قبل الأمر» . وهي «وضعية تهدد بحدوث كارثة بيئية ، لأن هذه العمليات المعادية للبيئة ينجم عنها إفراز غازات الديوكسين المسرطنة بالإضافة إلى الرماد ذي الطبيعة السامة ، و الذي تخلفه عمليات حرق الإطارات المطاطية».
وللتذكير ، فإن الساكنة المحلية بثلاثاء الأولاد سبق أن قدمت تعرضاتها على المشروع، ومن ثم فهي تلتمس الإنصاف من قبل الجهات والسلطات المعنية، حفاظا على صحة الكبار والصغار، وإعمالا لقوانين حماية البيئة من التلوث .


الكاتب : هشام أودادس / الحبيب بنعامر

  

بتاريخ : 01/05/2018