80 % من المعاملات المالية في المغرب مازالت تتم نقدا : ظاهرة تكلف الاقتصاد مبالغ باهظة وتساهم في إنعاش القطاع غير المهيكل

 

تنطلق يومه الخميس في الدارالبيضاء فعاليات النسخة الثانية من منتدى Mpay Forum Africa المنظمة تحت شعار «ترقيم وسائل الدفع .. بأية إستراتيجيه؟» وستجمع هذه التظاهرة الفاعلين الأساسيين في القطاع البنكي والاتصالات والبريد الرقمي من اجل النقاش حول تحديات الدفع في إفريقيا وإنعاش أفضل الممارسات.
ويدخل المنتدى في إطار Digital Africain Tour 2018 بشراكة مع الجمعية المغربية للتكنولوجيا المعلوماتية والاتصالات والأفشور APEBI.
وفي تقديمه لهذا المنتدى، حذر محمد ديالو عضو اللجنة التنظيمية لـ Mpay Forum Africa من الاضطرابات غير المسبوقة التي قد تحدثها «وسائل الأداء الحديثة الافتراضية والمادية والتي تجمع بين خدمات المحمول وخدمات المصرفية وانتشار العملات المشفرة أو العملات الافتراضية الخاصة لاسيما البتكوين وقال ديالو في الورقة التقديمية حول التظاهرة إن المقاولات الكبرى و الصغرى والمستهلكين والادارة يتفرجون على وصول هاته الثورة بسرعة، ولمواجهتها يجب عليهم الاستعداد بتطبيق استراتيجية وآليات من اجل تفادي العواقب، لأن عدم التفاعل يمكن له التأثير سلبا على مشاريعهم.»
وتشكل المعاملات النقدية في المغرب في الوقت الراهن 80 في مائة من مجموع المعاملات المالية وهذا يكلف الدولة والخواص مبالغ باهظة.
زيادة على ذلك فهذا لا يضمن الشفافية ويساهم في إنعاش القطاع غير المهيكل. وهو ما يدفع إلى التمعن في الطريقة التي يتم بها تسريع هذا النوع من الأداء في المغرب و إفريقيا. وستطرح الندوة قضية الدفع عبرالموبايل الذي اصبح يطغى على قضية الخدمات البنكية عبر الهاتف في إفريقيا حيث أن أكثر من 50 بالمائة من 270 عرض «خدمات الموبايل بانكينغ» التي تم تسويقها في العالم تتواجد في افريقيا ومن بين 134 مليون حساب ناشط مدرج سنة 2015، توجد 84 مليون منها في إفريقيا جنوب الصحراء.
وبهذا اصبحت إفريقيا المركز الحقيقي ل «المال المحمول» أو ما يعرف ب «Mobile money» وفقا لبيانات الرابطة العالمية لمشغلي الهواتف النقالة GSMA.
وبينما لا يتعدى معدل البنكنة اي التوفر على حساب بنكي في المغرب 64 بالمائة فإن ولوج حقل خدمات النقال وصل الى 130 في المائة ورغم هذا الرقم وهذا التقدم فهناك الملاحظة على رقمنه عمليات بطاقات الدفع حيث لازال عدد البطاقات محصورا في 12,7 مليون بطاقة رقمية و17,8 مليون مستخدم من مستعملي الانترنت ومعظم المعاملات تتم نقدا أما المعاملات بالشيكات والبطاقات والتحويلات البنكية فلا تتعدى 4 إلى 5 معاملات سنويا للفرد الواحد.
وفي هذا السياق تقول سلوى قرقري بلقزيز رئيسة APEBI «إن كينيا أطلقت نظاما اساسيا في 2017 جعل 60 بالمائة من الكينيين يستعملون اليوم النظام الرقمي وحققوا من خلاله 67 بالمائة من حجم المعاملات» وأضافت ذات المسؤولة أنه من المهم تعزيز تبادل المعلومات والتطبيقات والمعاملات الجيدة والاستفادة من المبادرات الدولية مثل كينيا أو ساحل العاج أو حتى فرنسا في محاولة ضخ أفكار بناءة وتوجيهات من شأنها اعطاء التجربة المغربية دينامية إيجابية وخلق ظروف للنجاح الجهوي والإقليمي، بعد مناقشة قضايا الترابط والايطار التنظيمي والقانوني والمنظم للدفع المتنقل.


الكاتب : عماد عادل

  

بتاريخ : 03/05/2018