حشد الحفل الفني الاختتامي لملتقى الورد العطري بقلعة مكونة في دورته 56، مساء السبت 12 ماي الجاري جمهورا قياسيا، مقارنة مع جماهير مهرجانات محلية وإقليمية وجهوية، إذ ضاقت ساحة المسيرة، التي احتضنت الحفل، بأعداد غفيرة من ساكنة مكونة والمدن المجاورة، لمتابعة عروض أحدى «الظواهر» الغنائية ، التي أفرزتها مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، وهو يونس البولماني، ابن مدينة أرفود، الذي فجر صعوده إلى منصة حفل الملتقى الموسيقي، حماس شباب مكونة، عندما شرع في أداء أغنيته الشهيرة، التي خلقت « البوز» « حتى لقيت اللي تبغيني عاد جايا تسولي»، حيث تفاعلوا جميعهم معها بشكل لافت، عبر مسايرتهم لأدائه، كلمة كلمة، وجملة موسيقية جملة.. الشيء الذي أبهر البولماني ذاته واندمح معهم إلى أبعد مدى،، بالرغم من الحصة الزمنية جد القصيرة التي خصصت له فوق المنصة، والتي استغرب لها الكثيرون من حضروا هاته الامسية الفنية، التي احتضن فيها البولماني كـ «سوبير ستار»، سواء من خلال استقباله بمقر البلدية، أو اثناء صعودة للمنصة، حيث وضعت له «سلاسل بشرية» لحراسته أو الحفاوة التي صادفها وهو يواجه الجمهور فوق المنصة..
التجاوب الكبير مع البولماني، كان هو حال، أيضا، مجموعات موسيقية أمازيغية شابة قادمة من حواضر الأطلسين الكبير والمتوسط، التي قدمت، بدورها، وصلات غنائية وموسيقية مميزة، استجابت لذائقة شباب المنطقة، من ورزازات، سكورة بومالن دادس وتنغير..، إذ تفاعلوا مع إبداعاتها الموسيقية الشبابية المتنوعة والمعبرة، وذات المجهود الإبداعي الواضح على مستوى الكلمات والتلحين، ذي الطبعة الأمازيغية الجديدة والمتجددة..
قبل هاته السهرة، الاختتامية، التي استقطبت إليها عشرات العشرات من المهرجانيين، عرف هذا الملتقى تقديم إحدى الفقرات المميزة فيه، وهي فقرة مسابقة اختيار «ملكة الورود» لسنة 2018 ، وهي منافسة شاركت فيها عشر فتيات من بنات المنطقة، احتكمن، وفق معايير معينة، إلى لجنة تتكون من نساء ورجال ينتسبون لمهن مختلفة، بل كان من ضمنهم، ابن المنطقة، اللاعب الدولي عبد العزيز برادة، وفي هذا الإطار، فقد فازت بهذا اللقب الشابة أحلام لكحل، التي ارتأى معظم المتتبعين أنها تتوفر على أغلب المواصفات، التي تمكنها من نيل لقب 2018.
من مظاهر الاحتفال الثابتة، التي تميز، أيضا، هاته التظاهر السنوية بقلعة مكونة، عروض الكرنفال، الذي احتضنه الشارع الرئيسي للمدينة، عشية السبت الماضي، حيث وقفت على ضفتيه آلاف الجماهير تابعت باهتمام كبير، بعضا من خصوصيات المنطقة على المستوى الموسيقي الفني والاجتماعي والرياضي والفلاحي..، حيث ساهمت في تأثيث فضائه فرق رياضية وفنية مختلفة ومتنوعة، وتعاونيات ومؤسسات اجتماعية خدماتية.. تعمل في المنطقة … مرفوقة بوسائل عملها وإنتاجها..
موازاة مع الاحتفالات الفنية – الموسيقية.. للدورة 56 من ملتقى الورد العطري بقلعة مكونة، سجلت الدورة أنشطة موازية، كانت فرصة للبعض للتعرف من خلالها على مسار تثمين الورد العطري المحلي، من مرحلة الجني إلى مرحلة التقطير في التعاونيات المختصة والتعليب ..
في هذا السياق خصصت اللجنة المنظمة زيارة لإحدى المزارع المجاورة لقلعة ممكونة والمجاورة لأحد أودية المنطقة الدائمة الجريان طوال السنة، حيث تابع عملية جني الورود من طرف نساء، يقمن بهاته العملية منذ الصباح الباكر، سعيا لجمع عدد أكبر من الكيلوغرامات ( الكيلوغرام الواحد يساوي 25 دهما تقريبا) وبيعها لتاجر الجملة، الذي يتواجد بالمكان عينه، على أساس التوجه بها، بعد تجميع عدد كبير من الكيلوغرامات، إلى التعاونيات المختصة المتوجداة على ضفتي الطريق الرئيسية الرابطة بين قلعة مكونة وورزازات،ة حيث يتم تفريغ الحمولة، وتقوم نساء بعد ذلك بانتقاء الأجود منها ونزع الجذور منها وتهييئها لعملية التقطير، الذي يقوم بها تقني متخصص في هذا المجال، بواسطة ضخ ماء صاف في آلة مع وضع الورد العطري، الذي يفرز بعد عملية التبخير ماء أبيض، الذي يسمى «ماء الورد»..
لكن، أهم ما كشفه لنا التقني المتخصص في هذا الإطار، أن عملية التقطير تفرز منتوجا آخر غير الماء، وهو زيت الورد، الذي يعد الأثمن والأغلى، ذلك أن اللتر الواحد منه يساوي حوالي 180 ألف درهم، من منطلق أن إنتاج هذا القدر يتطلب حوالي خمسة أطنان من الورد العطري.
وعن أسباب ارتفاع ثمنه، أوضح التقني أن هذا الزيت يستعمل في المستحضرات الطبية والعطرية ذات الجودة العالية، وأغلبه يخصص للتصدير خارج المغرب. في حين أن الماء العطري الذي يتم إنتاجه بوفرة، يوظف في تصنيع العديد من المنتوجات منها السائلة ومنها غير ذلك، من قبيل مراهم طبيعية ذات جودة عالية.. والتي تلقى إقبالا كبيرا خاصة داخل وخارج الوطن..
البولماني « سوبير ستار» حفل اختتام ملتقى الورد العطري بقلعة مكونة
الكاتب : قلعة مكونة: ج. الملحاني
بتاريخ : 16/05/2018