تنظم كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك – الدار البيضاء، جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، الدورة 30 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، في الفترة الممتدة من الثاني إلى السابع من شهر يوليوز 2018.
الدورة الجديدة تعرف مشاركة العديد من الدول، فمن أوروبا تحضر كل من فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، روسيا، وجمهورية التشيك، ومن أمريكا وأمريكا اللاتينية تحضر المكسيك، ومن قارة آسيا تشارك كل من البنغلادش و كوريا الجنوبية، ومن قارة إفريقيا تحضر كل من ساحل العاج و غينيا، ومن العالم العربي تشارك كل من الجزائر وتونس و مصر، بالإضافة إلى عدد من الفرق المسرحية الجامعية من المغرب البلد المنظم.
وتجمل الدورة 30 للمهرجان شعار: «التفاعل»(Interaction). ويعنى بالتفاعل ذاك الانصهار و التجاور والتجاوب والحوار والتناغم والتلاقح الذي يحصل داخل المسرح وفي عمقه و فعله من خلال تاريخه الذي يتفاعل مع المحطات التاريخية ومع مراحل التحول والتطوير الذي يعيشه المسرح عبر أنماطه و اتجاهاته وأنواعه ونظرياته، تم التفاعل الإيديولوجي مع الأسطورة وحضوره في الزمن الزاخر للفلسفة وفي فضاء الأكورا وأهلها حتى وثق في الكتاب المرجع البويتيكا، فن الشعر لأرسطو وكان التطهير والمثل و التماثل..، إذ من خلال هذا التفاعل ترك لنا المسرح تفاعلا ديناميكيا وأرضية فكرية صلبة تسند إليها كل المرجعيات والاجتهادات التي استمرت عبر الحقب وتواصلت عبر الأجيال حتى حضر المسرح الآن والهنا بيننا.
كما نستحضر مع فعل التفاعل ذاك التجاوب والحوار واللقاء الذي يتم بين الفكرة حينما تصبح نصا، وبين القراءة الثانية للتفاعل الأول من خلال الرؤية الإخراجية التي تقدم تفاعلا يحقق مشروع عرض برؤية بصرية سينوغرافية بكل مقومات التلقي البصري المستندة إلى نمط درامي له شروطه الإبداعية.
يحضر التفاعل كذلك بين أهل العرض المسرحي من طرف كل المعنيين، تم بين الممثلين فيما بينهم وبين الشخصيات التي يؤدونها، و يحضر التفاعل عند المتلقي مع ما يقدم له و يرسل ومع ذاته وحواره الداخلي وتأويله لما يستقبل من خلفيات ومرجعيات تختلف بين كل متلق على حدة.
تعرف الدورة 30 من المهرجان، أيضا، ورشات تكوينية في مهن المسرح وعلمه، وندوة دولية في المحور ومناقشة العروض المسرحية في حـــصىة مقهى منتصف الليل، هذه العروض التي تقيمها لجنة تحكيم دولية بالإضــافة إلى تكريم وجوه قدمت وتقدم خدمات إلى الفن والفكر والعلم والإبداع والإعلام والثقافة عموما.
إن اللجنة المنظمة لهذه الدورة الذهبية تصبو إلى أن تجعل منها حدثا متميزا نظرا لما راكمه هذا المهرجان من نجاح و إشعاع للجامعة المغربية ولمدينة الدار البيضاء وللمغرب ككل، مما جعله قبلة لكل الفنانين والمبدعين المسرحيين العرب والأجانب، من خلال تيمته المركزية انفتاح وتلاقح شبيبة العالم.