في مثل هذا اليوم من شهر رمضان 808 ه / 1406 م رحل العلاّمة الكبير ابن خلدون الذي ولد ونشأ في تونس، ودرس الأدب على أبيه، وبعد تعلمه قصد مراكش واتصل بسلطانها أبي عنان المريني فأصبح أمينا لسره سنة 1356ه، ثم سافر إلى غرناطة حيث عاش مدة في بلاط ملكها ابن الأحمر ووزيره لسان الدين بن الخطيب، وفي عام 1365 عاد إلى بجاية حيث تولى رئاسة الوزارة، وحين قتل الأمير في حربه ضد ابن عمه فاوض ابن خلدون الغازي لتسليمه المدينة لقاء احتفاظه بالوزارة فكان له ذلك، وصل إلى القاهرة وكانت شهرته قد سبقته فشرع يدرس في الأزهر ثم عين أستاذا للفقه المالكي ثم قاضيا للمذهب ولكن تشدده أثار الناس عليه فعزل. حج الأماكن المقدسة ثم عاد إلى تولي القضاء ولكنه عزل، وفي عام 1400 رافق الحملة المصرية لمحاربة تيمورلنك في الشام، واتصل بالغازي الذي أعجب بعلمه ودهائه في مفاوضته بشأن الصلح. وبعد أن أقام ضيفا عليه 35 يوما عاد إلى مصر وتولى القضاء المالكي عام 1401. لم يعرف التاريخ السياسي العربي رجلا ملئت حياته بالحوادث مثل ابن خلدون حتى ليمكننا القول إن أبرز صفاته كانت هي: التقلب، الدهاء وحب الظهور، الثقة بالنفس، الذكاء، حب العمل والمغامرات السياسية.
قام الجيش البريطاني في مثل هذا اليوم من رمضان 1363 ه / 1944 م بتحرير العاصمة البلجيكية بروكسيل من الاحتلال الألماني، وقد تكونت حكومة بلجيكا بعد التحرير من حكومة ائتلافية من الأحزاب السياسية الرئيسية تحت إشراف الأمير تشارل الوصي على العرش، وبدأ تاريخ بلجيكا منذ إعلان استقلالها عام 1830 م، وكانت قبل ذلك جزءا من الأراضي المنخفضة، وقد باركت الدول الأوروبية الكبرى استقلال ووحدة الأراضي البلجيكية عام 1839 م حيث شهدت البلاد منذ الاستقلال وحتى اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 م نهضة اقتصادية، وفي الحرب العالمية الأولى احتلها الألمان وبقيت تحت سيطرتهم حتى عام 1918 م ثم آلت ملكية أراضي ذات أغلبية ألمانية إلى بلجيكا بعد انتهاء الحرب وخسارة ألمانيا فيها، كمعظم دول أوروبا في هذه الحقبة، حقق اليمينيون عام 1936 م انتصارات في الانتخابات البرلمانية واحتلت ألمانيا بلجيكا عام 1940م في أعقاب بداية الحرب العالمية الثانية وظلت تحت سيطرتها لحين تحريرها عام 1944 م من قبل البريطانيين، واعتبر الملك ليونارد الثالث الذي حكم بين عامي 1934 / 1944 م متعاونا مع النازيين إبان الحرب، وأجبر في العام نفسه على التنحي لصالح أخيه تشارل غير أن الشعب البلجيكي أعاد تنصيبه ملكا عام 1950 م لكنه تنازل عن الحكم عام 1951 م أول مرة لصالح ابنه ادوارد الأول .
قدم وزير الخارجية الياباني يوم 24 رمضان 1364 ه / 1945 م وثيقة استسلام بلاده في الحرب العالمية الثانية إلى الجنرال ماك ارتر، وذلك على ظهر البارجة الأمريكية العملاقة “ نزري “، وكانت اليابان قد شنت حربها على الصين واستمرت حتى عام 1945 م ولم تستسلم إلا بعد إلقاء القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناكازاكي، وفي 8 من ماي 1945 م أعلن الرئيس الأمريكي بعد هزيمة ألمانيا بأن علم الحرية يرفرف في أوروبا لكن الشرق لايزال يرزح تحت سيطرة الجيش الياباني حيث تم التصريح يوم 9 ماي 1945 م أن اليابان لن تتخلى عن أهدافها الحربية، وجاء ذلك بالرغم من أنها وقتئذ شعرت أنها وحيدة دون دول الحلفاء، وقد أكد الرئيس الأمريكي روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني تشرشل استعداد الاتحاد السوفياتي للدخول في حرب المحيط الهادي بعد هزيمة ألمانيا وفكه لميثاق الحياد مع اليابان. وفي ماي من عام 1945 م شهد سكان العاصمة اليابانية أكبر قصف جوي حتى ذلك الحين، حيث لقي زهاء مئة ألف شخص تقريبا من سكان العاصمة حتفهم جراء ذلك وتشرد أكثر من ثلاثة ملايين نسمة ونصف المليون نسمة كما دمرت تلك المدينة، ولقد تم تدمير المدن الأخرى بغض النظر إن كانت فيها صناعات حربية أم لا وبالتالي فقد أدى إلقاء قنبلتين يدويتين على مدينتي ناكازاكي وهيروشيما إلى استسلام اليابان خلال الحرب العالمية الثانية، وكان الهدف من استخدام هذه القنابل تحطيم إرادة اليابان في الاستمرار في الحرب للحد من الخسائر البشرية في صفوف الجيش الأمريكي .
نجح فيديل كاسترو في مثل هذا اليوم من رمضان 1379 ه / 1959 م في الوصول إلى السلطة في كوبا، بمشاركة رفيقه تشي كيفارا، والإطاحة بحكم الرئيس باكيستا، وعندما سيطر الثوار على سييرا لم يستطع قادة جيش باكستا الصعود إلى تلك المنطقة في الوقت الذي رفض فيه الرئيس الاتصال بكاسترو ورفاقه حيث كان الهدف هو تنيه عن الحرب بين جيشه والثوار، وبعد فشل هذه المحاولة من أجل إنهاء الثورة قرر العودة إلى الخيار العسكري وجهز جيشا من أجل السيطرة على المناطق التي كانت تحت حكم الجيش الثائر، وقد تنبه فيديل كاسترو لهذا الأمر، فقام بتنظيم الثوار من أجل القيام بالاضطرابات لإنهاء نظام باكيستا، واستطاع كاسترو أن يضم معظم الأحزاب إلى جانبه في المعركة حيث بدت المراحل النهائية للثورة الكوبية نتيجة الهزائم التي لحقت بجيش باكيستا فلم يبق في أيدي قادة جيشه سوى ثكنة عسكرية واحدة والتي سقطت بعد ذلك وسقط معها نظام باكستا الذي فر إلى خارج كوبا، وأمر كاسترو بالزحف نحو هافانا للسيطرة عليها.
وقائع ساخنة في شهر رمضان : اليوم الرابع والعشرون 16
الكاتب : إعداد: أحمد مسيلي
بتاريخ : 13/06/2018