تسببت بشرخ كبير داخل الاتحاد الأوروبي حول مسألة الهجرة
وصل 630 مهاجرا تم إنقاذهم على متن السفينة «أكواريوس» التي كانت خلال الأسبوع الماضي محور توتر شديد بشأن سياسة الهجرة في أوروبا، الأحد، الى مرفأ بلنسية في شرق اسبانيا بعدما أمضوا أسبوعا في البحر المتوسط.
ودخلت «أكواريوس» التي تديرها منظمتا «اس.او.اس المتوسط» و«أطباء بلا حدود» مرفأ بلنسية وعلى متنها 106 مهاجرين وسط تصفيق الشرطة وعاملي الصحة والمترجمين المنتظرين على الرصيف البحري.
وفي أجواء مشمسة، غنى المهاجرون ورقصوا وفق ما أظهرت صور نشرتها منظمة «اس او اس المتوسط» على تويتر. ووصل بقية المهاجرين على متن سفينة خفر السواحل الإيطاليين «داتيلو» وسفينة عسكرية إيطالية أخرى تحمل اسم «اوريوني». وقد
في مرفأ بلنسية، رفعت لافتة كتب عليها بلغات مختلفة «نرحب بكم في بلدكم»، عند وصول «أكواريوس» التي استقطبت موجة من التضامن.
ويشكل وصول هؤلاء وهم 450 رجلا و80 امرأة بينهن سبع حوامل على الأقل، و89 مراهقا و11 طفلا تقل أعمارهم عن أحد عشر عاما، نهاية رحلة منهكة قطعوا خلالها 1500 كيلومتر وتسببت بشرخ كبير داخل الاتحاد الأوروبي حول مسألة الهجرة.
وقال مدير «أطباء بلا حدود» في إسبانيا ديفيد نوغويرا إنها «نهاية رحلة طويلة للغاية».
وينتمي المهاجرون إلى 26 دولة معظمها بلدان إفريقية، لكن بعضهم جاؤوا من أفغانستان وبنغلادش وباكستان، على ما أوضحت منظمة أطباء بلا حدود.
وأوضحت السلطات الإقليمية في بلنسية في بيان أن 114 مهاجرا مصابين بجروح بسيطة وحروق نقلوا برفقة الحوامل إلى المستشفيات، وأن ستة فقط منهم سيبقون تحت العناية الطبية.
وأعلنت الحكومة الإسبانية السبت أن عددا من هؤلاء المهاجرين سيتم استقبالهم في فرنسا بعد درس ملفاتهم في اسبانيا.
وأعطي المهاجرون ثلاث استمارات لتعبئتها، الأولى لطلب الإقامة في إسبانيا 45 يوما، الثانية لطلب اللجوء في إسبانيا والثالثة لطلب اللجوء في فرنسا، على ما أفاد نوغويرا.
ويشكل موقف مدريد مبادرة «إنسانية» لكنها أيضا «سياسية» هدفها الدفع من أجل التوصل إلى حل أوروبي مشترك تجاه أزمة الهجرة.
وأغرق رفض إيطاليا ووزير الداخلية ماتيو سالفيني (يمين متطرف) استقبال السفينة، أوروبا في أزمة جديدة حول مسألة الهجرة وأثار توترا دبلوماسيا بين باريس وروما.
وندد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بـ «الموقف المعيب وغير المسؤول للحكومة الإيطالية» التي ردت بالقول إنها ترفض «تلقي دروس منافقة من بلد فضل غض النظر عن مشكلة الهجرة
ووافقت باريس على استقبال قسم من المهاجرين. وأوضح المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين لوكالة فرانس برس أنه مستعد «لأن يرسل في بداية الأسبوع (إلى بلنسية) فرقا يمكنها أن تتأكد من أن الأشخاص يستحقون (الحصول على) حق اللجوء».
ورحب رئيس الحكومة الإسبانية بعرض باريس استقبال قسم من المهاجرين على متن «أكواريوس» واعتبر أنها خطوة «تظهر إطار التنسيق الذي يجب أن تتجاوب أوروبا عبره، في روح تضامن أوروبي فعلي».