جثة شاعر في مرأب قديم

1 – رأس شاعر
رأسي
ما تبقى على مائدة
غادرها سكارى
إلى شارع ليس فيه
غير أشجار و لعنات
* * *
رأسي
برتقالة
كلما جعت أقشرها
و لا آكلها

* * *
رأسي
حديقة في ليل
المدينة

* * *
رأسي
أطفال تركتهم عربة
الحرب
عند قدم الجبل
دونما ذاكرة

* * *
رأسي
قصائد تبحث
عن شاعر تاه
في غابة الاستعارات
الشرسة

* * *
ر أسي
لغم في صحراء
الجسد

* * *
رأسي
لعبة في يد
طفل
على حافة الكون

* * *
رأسي
رجل يدخن سيجارة
داخل لوحة
يرسمها فنان يدخن
غليونا
دخانه سرب حمام
يطير في سماء
قرب غيمات قلقة
تزحف جهة الأفق
حيث مثل مشردين
تتكدس الجهات

2 – من كتاب الجثة

الجثة
ضحكة الموت
في وجه الحياة

* * *
داخل التابوت
تضحك الجثة
كأنها على صهوة
الحياة

* * *
و حيدة في الغرفة
المرآة
تقرأ كتاب الجثة

* * *
أين ستذهب
العربات التي تخرج
من رأسي
بكل هذه الجثث
* * *
ألقى صديقي الحياة
من النافذة
و ترك الجثة وسط الغرفة
سبة في وجه العالم

* * *
تنظر إلى المرآة
و ترش عطرها الباريسي
الجثة
المدعوة لسهرة الديدان

3 – مرأب قديم

أتذكر المرأب الذي
أحرقت فيه الكثير من هذا
العمر
و الكتب التي تركتها
في عهدة الجرذان
أتذكر القصائد التي
جرفتها السيول
من صدر الدولاب المفكك العظام
القطة صديقتي التي
قتلها بائع الأرانب الشرس
أتذكر ضحكات العاملات كل صباح
في الضيعات البعيدة
مثل أحلامهن
أتذكر الأصدقاء لهم ملامح الخذلان
النخلة تواسيني كل مساء
أتذكر نداء الجنيات
في ليل وحدتي
أرميهن برعشة المجاز
أتذكر


الكاتب : ابراهيم قازو

  

بتاريخ : 22/06/2018