أكّد أناس الدكالي، أمس الثلاثاء 26 يونيو 2018، خلال كلمة له بمجلس المستشارين على أن وزارة الصحة عملت بتعاون مع شركائها على إعداد مخطط وطني استراتيجي جديد للتكفل بحالات الإدمان على المخدرات للفترة ما بين سنة 2018 و 2022، مبرزا أن هذا البرنامج الذي سيتم إطلاقه قريبا « يهدف باعتماد التناسق، النجاعة والكرامة، إلى إعمال تدابير وقائية تستهدف الساكنة العامة والفئات الهشة، وضمان الولوج إلى العلاج الملائم لمستعلي المخدرات بالمؤسسات الصحية وبالوسط السجنى، إضافة إلى تطوير مؤسسات التأهيل النفسي الاجتماعي، وكذا دعم البرامج الوطني للتقليص من مخاطر استعمال المخدرات، بما فيها بالعلاجات الاستبدالية».
وأشار الوزير الذي كان يتحدث بمناسبة تنظيم جمعية محاربة السيدا، بتنسيق وبشراكة مع مجلس المستشارين، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، لندوة وطنية حول «إعمال مقاربة سياسية جديدة في مجال تعاطي المخدرات مبنية على الصحة، التنمية وحقوق الإنسان»، إلى «أن البرنامج الجديد سيعمل على تعزيز الصحة العقلية والوقاية والتشخيص المبكر لاضطرابات الإدمان، وتعزيز العرض العلاجي الخاص، إضافة إلى العمل على التقليص من مخاطر استعمال المخدرات القابلة للحقن، ودعم قدرات الموارد البشرية العاملة بالميدان، فضلا عن تعزيز الحكامة والريادة والشراكات، والحرص على التتبع والتقييم والبحث العلمي، والعمل على مكافحة الوصم وتعزيز وحماية حقوق المرضى».
وأوضح، في السياق ذاته ، «أن ظاهرة استهلاك المخدرات تعرف انتشارا واسعا على المستوى العالمي، إذ تشير إحصائيات مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجرائم لسنة 2016، إلى أن حوالي شخص واحد من كل 20 شخصا، تتراوح أعمارهم بين 15 و64 سنة، قد تعاطى لاستهلاك على الأقل مخدرا واحدا خلال السنة، وأن حوالي 29 مليون شخص هم مدمنون على المخدرات في العالم، من ضمنهم 12 مليونا يستعملون المخدرات عبر الحقن، الأمر الذي يتسبب في مضاعفات صحية خطيرة كالإصابة بفيروس نقص المناعة البشري والتهابات الكبد الفروسي وداء السل، بالإضافة إلى الوفيات المبكرة. المسؤول الوزاري تطرّق كذلك إلى أرقام متقادمة تعبر عن الواقع المغربي، مستدلا بالأرقام الوطنية التي أسفرت عنها نتائج البحث الوطني الميداني الذي أجري خلال سنوات 2003-2006 ضمن الساكنة العامة المغربية من 15 سنة فما فوق، والتي أوضحت أن نسبة التعاطي للمخدرات بكل أنواعها تصل إلى 4.1 % أي ما يقدر ب 800000 شخص، وأن تعاطي المخدرات ببلادنا يتسم بهيمنة التعاطي للقنب الهندي بنسبة 3.93% ، وبتعاطي الكحول بنسبة 2%، أي ما يعادل 425.606 شخصا، واستهلاك المؤثرات العقلية بنسبة 0.18 و المذيبات( (solvants بنسبة0.04 %. أرقام سبق وان أبرزت كذلك أن تعاطي المخدرات القابلة للحقن، كالكوكايين تصل نسبته إلى 0.05% والمواد الأفيونية إلى نسبة 0.02 %، التي قد تتسبب في مضاعفات على الصحة العامة، مثل انتشار التعفنات كالسيدا والالتهاب الفيروسي الكبدي «ب» و «س» والأمراض المنقولة جنسيا وداء السل.
كشف عنه أمس الثلاثاء بمجلس المستشارين : مخطط جديد لمواجهة الإدمان على المخدرات
الكاتب : وحيد مبارك
بتاريخ : 27/06/2018