سَبعة أيَّام الأسْبُوعِ

إهداءٌ : إلى مُلهمتي أمِّي الحاجة السَّعدية الخُطوط

 

إنَّهُ السَّبْت:
مِنْ صِفَاتِ الْغزَالْ
الرَّشَاقَةُ
وَمِنْ صِفَاتِ
الْمُتَعبِّدِ
رَفْعٌ وخَفْضٌ فِي الشَّفَتَيْنِ
لِذِكْرٍ لايَنْتَهِي

مِنْ صِفَاتِ الْجَبَلِ
أَنَّهُ يُجَرِّبُ كُلَّ الطُّرُقِ
لِيُعَلِّمَنَا حَدْسَ الْبَصَرِ
وأَسْتَطِيعُ
أَنْ أَقُولْ: لاَ حَاجَةَ لِي فِي اَلنَّوْمِ
وأكُونُ أوَّلَ مَنْ يَتَوَسّدُ
اَلْحِبْرَ
ويُرَبِّي دُودةَ القَزِّ
رَأْفةً بِرَقْصَةِ الْغَزَالةِ
كَيْ لا تَقَعَ مُحَادَثتُهَا
فِي خامَاتِ
الشَّرَكْ

إنَّهُ الأحَدْ :
قُبْلَـــــةٌ
فِي أَدْغَــالِ
بَيَــــاضِ
الثَّلْــــجِ
أَفْضَــــلُ
مِنْ إِحْــرَاقِ
كُلِّ أشْجــَارِ
غَابَــــةٍ
تَعِيشُ فَلَــقَ
اَلْوُجُـــودْ

إنَّهُ الاثنين :
فِي هَذَا الْيَوْمِ بِالـذَّاتْ
تَفَرَّغْتُ لِصنَاعَةِ اَلْخَيَالِ
فِي جَرَّةِ مَاءٍ مَزَجْـتُ
قَلْبِي بِقَاعِ اَلْبِئْرِ
وَعَجَنْتُ الذَّهبَ
في حَاشيةِ فَمِ اَلْجَرَّةِ
ثُمَ مَزجْتُ بَقايَا أَعْشَابِ اَلْجَبَلِ
وأمْواجَ الْبَحْرِ بِالأَوْرَادِ
وأحجاراً مَسْحُوقَةً بِعَرَقِ اَلْفُقَرَاءِ
وانْتَظَرْتُ مَاذَا
سَيَحْصُلُ بَعْدَ اَلْخَمِيرَةِ ؟
مَاذَا وَقَعْ ؟
اَلْخَمِيرَةُ فَاضَتْ
اَلْحُنْجُرَةُ بَاحَتْ
اَلْكَلِمَاتُ دَبَّتْ فِي اَلأَرْضْ
النَّبْعُ سَالَ مِنْهُ اَلْبَهَاءُ
وَ لَمْ تَنْتَهِ اَلْقِصَّةُ
بَلْ فَاضَ اَلْبَحْرُ
وَتَمَوَّجَتِ اَلأَسْمَاكُ
فِي كُورَالِ اَلْغِنَاءِ
وَجَاءَتِ اَلْفِطْرَةُ تُنَادِي
هَلْ مِنْ مَزِيدٍ مِنَ اَلألْحَانْ ؟
لَكِنْ كَانَ هُنَاكَ لِلأَسَفْ
غَرْقَى بِالضِّفَةِ الأُخْرَى
وَالأَرْضِ اَلْمُحْتَلَّةْ
فِي تَمْرِينِ اَلْخَيَالْ

إنَّهُ الثلاثاء:
لِتَعْلَمْ
أنَّ لا احْتِرَاقَ
اَلْيَــــومَ
فِي غَابَةِ اَلْجَليدِ
نَمْ مُطْمَئِنًـا
لَقَدْ أَلْقَيْنَــا
بِالذِي كَانَ يَعْصِرُ
لَنَا العُنُبَ فِي اَلسِّجْنِ
وَمَعَهُ اَلصَّرَارُ
الذِي كَانَ يَعْزِفُ
لنَا فِي اَلصَّيْـفِ
………
نَمْ مُطْمَئِنـًا
سَيَمُرُّ فَصْلُ الشِّتَاءِ
لاَ مُوسِيقَى
لاَ مَرَجَ لِلَّهَبِ
فِي الطَّرِيقْ
إِنَّهُ الأربعاءْ :
أَتَقَاسَـــمُ
مَعَكُمُ اَلأَرْضَ
أَتَقَاسَمُ مَعَكُمْ
هِبَةَ اَلظِّلاَلِ
فِي كُوَّةِ اَلْمَسَاءْ

لَنَا اَلشَّمْسُ اَلْعَاشِقَةُ
لَنَا اَلْبَحْرُ اَلسَّرْمَدِيُّ
لنَا حَدَاِئقُ
مِنْ أَلْفَاظِ اَلْمَوْجِ
ولنَا أَصْوَاتٌ
فِي كِتَابٍ قَدِيمٍ يَتَكَلَّمُ
ونَحْنُ نَسْمَعُ

لَمَّا جَاءَ اَلْمَسَاءُ
فِي حُلَّةِ اَلْقَيَاثِرِ
الأنْدَلُسِيَّــةِ
شَاءَتِ الإرَادَةُ أنْ نَعِيشَ
فِي دَوْلَةِ اَلْمُوسِيقَى
نَسْتَلْهِمُ زخَارِفَ اَلْقُصُورِ
وَنُلمِّعُ اَلْحَجَرَ
بِفُرْشَاةِ اَلذَّهَبِ
لِتَرْقُصَ اَلْغَجَرِيَاتُ
القَادِمَاتُ مِنْ شَمْسٍ
لاَ تَغِيبْ

إنَّهُ الخميس:
لاَ لُغَـةَ
تَعْلُــو
عَلَى لُغَةِ
سَيِّدَةِ اَلْبَيَاضِ
هِيَ الآنَ فِي أَيَادِي
سُبْحَةِ اَلثَّلْجِ
وَتَوْشِيَةِ اَلْحَيَاةِ وَالصَّفَاءِ
الأبَــدِيِّ
….
يَحْرُسُهَا شَيْخٌ وَقُورٌ
هُوَ اَلْجَبَـلْ

إنَّهاَ الجُمعة:
جَمَالُــكِ
مُضْغَــةٌ
مِنْ صِفَاتٍ
أوْحَتْهَا بَدْرَةُ
يَوْمِيــاتِ
تُفَاحَـــةِ
أبيناَ آدَمْ
مَا بَرِحَتْ تَتَفَتَّحُ
فِي وقتٍ واحِـدٍ
كُلُّ الأزْهــَارْ
…….
هَذِهِ الأرْضُ
وَسِيلَتُنَا
لِنَشْعُرَ بِالتَّسَامُـحِ
هِيَ اَلْبَدْءُ والأَخِيرْ
عُدْتُ إِلَى كَلِمَةِ
لُغَةِ
الأقْحُوَانَةِ والزَّعْتَرِ
أَسْتَرْسِلُ فِي مُقَدِّمَاتِهَا
الْعِشْقَ فِي الشِّتَاءِ
وَالصَّيْفِ


الكاتب : عبدالحق بن رحمون

  

بتاريخ : 29/06/2018