نظمت وزارة الثقافة والاتصال، قطاع الثقافة، الدورة الرابعة والعشرين لملتقى سجلماسة لفن الملحون، أيام 22 و23 و24 من شهر يونيو 2018 بجماعة مولاي علي الشريف بالريصاني. وعرف حفل الاختتام بجماعة مولاي علي الشريف –الريصاني- مشاركة ثلاث مجموعات ملحونية، وهي جوق الأصالة لفن الملحون بمدينة مكناس برئاسة الشيخ رشيد الحكيم، و جوق هواة الملحون برئاسة الفنانة فاطمة حداد من القنيطرة، ثم جوق أحمد الغرابلي برئاسة محمد العلمي من مدينة فاس. وتم تتويج الفائزة في مسابقة الإنشاد الخاصة بالأطفال، والتي دأب الملتقى على تنظيمها سنويا، المنشدة هبة الحلو ممثلة لمدينة مكناس، والتي أتحفت الجمهور الحاضر بقصيدة ملحونية رائعة على هامش السهرة الختامية. أما المرتبة الثانية في المسابقة، فكانت من نصيب هاجر الزهوري ممثلة مدينة أزمور، فيما حصل المنشد عمر الكركاري ممثل مدينة مكناس على المرتبة الثالثة. كما شهد حفل الإختتام أيضا توزيع الجوائز والشواهد التقديرية للفرق المشاركة في الملتقى ، قبل أن يختتم الملتقى بتلاوة برقية الولاء والإخلاص مرفوعة الى السدة العليا بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره لله وأيده.
و قد افتتحت فعاليات هذا الملتقى، بكلمات أكدت على خصوصية هذا الملتقى الرائد التي يحتفي بفن الملحون كموروث تراثي متجذر في الثقافة المغربية، وتثمينه ورد الاعتبار إليه من خلال توثيقه وجعله في متناول الأجيال اللاحقة وصقل مواهبها رغبة في أن تصبح خلفا يعي جيدا أهمية هذا الإرث المتوارث عبر أجيال خلت. ويسعى الملتقى الى الحفاظ على تراث الملحون و العمل على استمراره و تجديده، والمساهمة في تدوينه و توثيقه، وتقريبه من الجمهور خاصة فئات الشباب، و خلق فضاء للتواصل بين مختلف الفنانين الشيوخ و الناشئة لصقل المواهب، والاحتفاء برواد الملحون، ورد الاعتبار لهم، وتشجيع المبدعين على الاستمرارية والعطاء، والمساهمة في التنشيط الثقافي و السياحي.
وقد تخلل حفل الافتتاح، الذي نشطه منتخب مولاي علي الشريف لفن الملحون، تكريم كل من الفنان مولاي مصطفى السلامي والفنان عبد العالي بريكي، تثمينا لمسارهما الفني في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي والفني المغربي، وتأكيدا لثقافة الاعتراف. كما عرفت هذه الفعاليات حضورا جماهيريا لافتا من أبناء مدينة الريصاني و ضيوفها، الذين كانوا على موعد مع سهرات موسيقية في فن الملحون أحيتها العديد من الفرق الرائدة على المستوى المحلي والجهوي والوطني، ممثلة في عدد من المدن كتارودانت، فاس، مكناس وأزمور والريصاني وأرفود، والقنيطرة.
كما تخللت فعاليات الدورة (24) تنظيم فقرات فنية وفكرية: مسابقة الإنشاد، وندوة علمية على هامش الملتقى حول موضوع «القيم الحضارية في شعر الملحون» تجسيدا لما توليه إدارة الملتقى للجانب الفكري والعلمي. كما تخللت فقرات الملتقى تنظيم فقرة «النزاهة». واحيت الفقرات الفنية للسهرة الأولى فرق جوق تافيلالت لفن الملحون بمدينة بأرفود، وجوق أصدقاء سجلماسة لفن الملحون بمدينة الريصاني، وجوق سجلماسة لفن الملحون بأرفود، هذه السهرة التي شهدت تكريم السيد: إسماعيلي علوي المامون، أحد أطر المديرية الجهوية لوزارة الثقافة و الاتصال بجهة درعة تافيلالت. وقد سجل السيد المدير الجهوي للثقافة بجهة درعة تافيلالت، لحسن الشرفي، نجاح الملتقى في ضمان استمرارية انتظامه، وانفتاحه على مختلف تجارب فن الملحون في المغرب، وهو ما يشكل رهانا ثقافيا وفنيا طموحا يسهم في الحفاظ على هذا المخزون المغربي الخصب.