بدا الشاعر السينغالي أمادو لامين صال متأثرا جدا وهو يغالب دموعه، أثناء تسلمه جائزة تشيكايا أوتامسي للشعر الافريقي من محمد بن عيسى رئيس مؤسسة منتدى أصيلة، في دورتها الحادية عشرة، والتي تمنحها مؤسسة منتدى أصيلة كل ثلاث سنوات. وأaضاف لامين صال الذي أهدى الجائزة الى والدته التي كانت تردد على مسامعه منذ صغره أنه قدم الى هذه الحياة يوم انتخاب الشاعر ليوبولد سيدار سنغور رئيسا للسنغال، والذي اعتبر أنه استطاع أن يخلق أّمة كاملة بل أعطاها الشيء الكثير، وهو الشاعر الرئيس الذي سيزور برفقته المغرب مرارا، بالنظر الى العلاقات المتينة التي تربط البلدين.
ولم يفت أمادو لامين صال وهو يتسلم الجائزة، الإشادة بخصال الشاعر الكونغولي تشيكايا أوتامسي الذي تحمل الجائزة اسمه والذي ربطته منذ أول زيارة له لمدينة أصيلة في 1981 ، سنة تأسيس المنتدى الثقافي الافريقي العربي، علاقة خاصة استمرت حتى وفاته في 1989، واصفا إياه بالرجل البسيط، صاحب القلب الكبير الذي يحب الحقيقة والكاتب العظيم والكبير الذي كان له الفضل في مساعدته في مسيرته الإبداعية.
وأشار أمادو لامين في كلمته بالمناسبة إلى أن بناء إفريقيا قوية مسؤولية تقع على عاتق أبنائها وقادتها ، قائلا» تعبنا من أن تصنعنا أوربا»..
حفل الجائزة الذي احتضنه عصر أول أمس الاحد مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية بمدينة أصيلة، شدد خلاله رئيس لجنة تحكيم الجائزة ، الشاعر والموسيقي «ماريو لوسيو سوسا»، على المعايير الأساسية التي احتكمت إليها اللجنة التي حرصت عند تشكيلها على ضمان تمثيلية أكبر لأعضائها المنتمين الى القارة الإفريقية باستثناء عضو برازيلي، كما شددت في اختيارها للأعمال المرشحة على أن تكون إفريقية الانتماء، كونية الأبعاد والرؤى، وفية لهويتها وروافدها الثقافية الغنية وهو ما جعل اللجنة تتفق على الفائز الذي صهر كل هذه القيم في تجربته الإبداعية الطويلة: الشاعر أمادو لامين صال والذي قال عنه الرئيس الراحل سيدار سنغور «إنه الشاعر الاكثر موهبة بين شعراء جيله».
من جهته وصف «رفائيل نداي»، المدير التنفيذي لمؤسسة ليوبولد سيدار سنغور، الشاعر الفائز بجائزة تشيكايا أوتامسي لهذه السنة بكونه «شاعرا كليا واستثنائيا»، مضيفا أنه « شاعر كل اللحظات… شاعر ينتمي إلى سلالة نادرة من الشعراء. مبدع غارق في الشعر من رأسه حتى أخمص قدميه.. شاعر بجسده كله، بروحه كلها، وبوجوده كله»
وأضاف «نداي» أن الشاعر السينغالي أمادو لامين صال حرص مند بداياته على رسم مسار إبداعي متفرد باعتماده على نفس شعري ملحمي ، وأسلوب تعبيري توسل بالقصيدة الطويلة التي تتجه الى العامة. كما توقف نداي عند بعض المحطات الشخصية والأدبية للفائز، ومنها لقاؤه بالناشر الهاييتي روجر دورنانفيل في منتصف الستينات، وهو الناشر الذي استشعر مبكرا هذا الاختلاف والتفرد في تجربة الشاعر المتوج ،وهي التجربة التي لامس «نداي» في ورقته بعض سماتها الجمالية والفنية، والتي تعززها وتشهد عليها أعماله الإبداعية التي ترجمت الى العديد من اللغات: الاسبانية، العربية، الروسية، الإيطالية، الألمانية والانجليزية بالإضافة الى الجوائز والأوسمة التي نالها عن مجموع أعماله.
يذكر أن الشاعر المتوج بجائزة هذه السنة، فاز في 1991 بجائزة اشعار اللغة والآداب الفرنسية التي تمنحها الاكاديمية الفرنسية، وقام بنشر عدة أنطولوجيات شعرية.
وتشكل قصائد لامين صال جزءا من برنامج الدراسات الجامعية في العالم، كما أنجزت حولها العديد من رسائل الدكتوراه.
من أعمال الفائز «نعناع الشفق»، «مثل جبل جليدي يلتهب»، ثالمراة البائسة والتائهة أو المستأجرة من العدم»، «كاماندالو»، «الانطولوجية الجديدة للشعر الزنجي والملاغشي»، «وجهات نظر حول الفرنكفونية»، « النوم الطويل للعيون»، «النبي أو القلب بأيدي الخبز»، « زواج سماوي: ليبولد سيدار سنغور»، «حلم بامبو».
أمادو لامين صال ،المتوج بجائزة تشيكايا أوتامسي بأصيلة : تعبنا من أن تصنعنا أوربا
بتاريخ : 03/07/2018