ريــحٌ تـَسوقُ وَهـْمَ خـُطـاي..
هَلْ أنا عَلى وِجْهة
أم الرِّيحُ تَسوقُ وَهْمَ خُطايَ بلا أجْنِحة
في مَهاوي المَصير..؟
لا قَبْلُ ولا بَعْدُ
وَسَطٌ يُؤرْجِحُني
بيْن مَدٍّ وجَزْر
وأنا لا أبْرَحُ الْخِضَم.
كَأنِّي بِلا وِجْهة إذ تَنْتَفي أشْكالُ الرَّغْبة
تنْحَسِر الحُدود..
تَنْدَغِم الخُطوط
ولا جُغْرافيا تُسْندُ تيهَ الرُّوح.
أنا فِعْلا بلا وِجْهة
كَسَروا بَوْصَلتي
مِزْوَدتي فارغة مِنْ زادِ الرُّوح
هَرَقوا ماءَ اليَقينْ.
هَلْ يَكفي الطريقُ
لأطْمَئِن إلى وجْهَتي
وغزارةِ الأسْفار
في ذاكِرة الرَّصيف..؟
كأنْ لا وجْهَة.. لانِهاية
لأرى امْتِداد الرَّحيل
أشهد الرُسُوِّ عَلى مَرْفَإ أمين
أكَرِّر إقْلاعَ الحَنينْ.
هلْ أنا عَلى وِجْهة
واضِح العُبور
ألِيف الحُضور
أزْرعُ الحُبَّ في مَواسِم الحَياة..؟
حَركاتُ الشارع دائِبَة
لكنْ بِعكْسِ وِجْهاتٍ
تَرْسُمها رَغباتُ القلب
شارعٌ
يَصْعدُ بِكلِّ أوْهامِ الخَطواتْ
شارعٌ يَهْبِط إلى حَتْفِه الليْلي
حيثُ يَخْبو إيقاعُ الحَرَكاتْ.
أنيخُني، على كرسي، «بمقْهى الأمير»
أذَّخِر الإيقاعَ والحَرَكاتِ الدَّائِبة
في دِفْتر الجَيْب
لِيوْم كَسادٍ شِعْري.
أسْتحْضِر أمسيات ٍ
كانتْ لي..
بكلِّ مَباهج الشهـْر الفـَضيل
لـيـلُ الطفولة عامِربالخـُرافة
والأهْواء.
أحاولُ أنْ أرَمم في هذا المَساء
ما ضاعَ مِن تـَفاصيل
شَهـْر فـَضيل
تعَرَّى مِن كلِّ بَهاء.
أطمْئِنني : لا عَليْكَ
هوَ وقتٌ آخر لِتأثيث الفـَراغ
هو وقتٌ لِلجلوس إلى صَبْرك القديم
في هَزائِم الكلام.
يَفرَغ الفِنْجان
مِن عَواطِفه السَّوْداء
ولا يُصيبُني نَصيبٌ مِن غواية
أو انتشاءْ.
يأسنُ الجلوسُ
ولا يَصْهل الكرسي ذو القوائم الأربعة
في وقوفِه الذلـيـلْ.
يَفْرغُ الشارعُ مِنْ صُعودٍ وهُبوط
يَخْلو إلى ثَباتِه الأليفْ
بِلا إيقاعٍ ولا أزيزْ.
ما الذي يُبقيني علامة ثابتة في المكان
بلا إشارة
أو مَعْنى
فائضة عَن عَلامات الطريقْ..؟
أترك «مقهى الأمير»
انـْبـِطاحَ الشَّارع في عـُزلة ليْلهِ الأثير
وأغْـشى رُفـوفَ ذاكِرتي
أقـَلـِّب ارتدادَ الحَركات القديمة
وإيقاعًا كانَ للرُّوح..
يُعاودُني صَداهُ..
بينَ مَـدٍّ ، وجَزر
والرِّيحُ تَسوقُ وَهْمَ خُطايَ بلا أجْنِحة
في مَهاوي الهَزيعِ الأخير
من ليلِ التيه ِ.