بعضها يستقبل أكثر من 700 شخص في اليوم خاصة في الصيف : 6 ملايين مواطن يترددون سنويا على مستعجلات المستشفيات العمومية

أكّد وزير الصحة، أناس الدكالي، أن أقسام المستعجلات بالمستشفيات العمومية بالمغرب يتوافد عليها أكثر من ستة ملايين شخص من مختلف الأعمار والمناطق سنويا، مبرزا أنها تقدم نصف خدمات المستشفى العمومي بعشرة بالمائة من موارده البشرية فقط. وزير الصحة الذي كان يتحدث تحت قبة البرلمان للردّ على أسئلة النواب البرلمانيين في جلسة الاثنين 9 يوليوز 2018، أوضح أن هناك أقساما للمستعجلات تستقبل يوميا ما يفوق 400 مريض، وقد يصل الرقم إلى ما فوق 700 مريض صيفا، خصوصا بالمراكز الاستشفائية الجامعية وبالمستشفيات الجهوية، وهو ما يخلق حالات من الضغط المتواصل على المهنيين العاملين بهذه الأقسام، هذا في الوقت الذي تقول فيه معظم الدراسات الدولية الجادة بأن نسبة الحالات المستعجلة بالدول تتراوح ما بين 5 و15 بالمائة من مجموع المتوافدين على المستشفيات وقد تنزل إلى 3 بالمائة أحيانا.
المسؤول الوزاري أوضح في معرض حديثه على أن وزارة الصحة عملت على خلق 15 مصلحة للمستعجلات المتنقلة والإنعاش SMUR على مستوى مختلف جهات المملكة، من أجل التكفل العاجل بالمرضى والحوامل وكذا ضحايا حوادث السير، ونقلهم إلى المستشفيات المرجعية لتلقي العلاجات الضرورية، مشددا على أن الضغط الممارس على المصالح الاستعجالية يتسبب في ظهور تصرفات وسلوكيات من جانب بعض المرضى أو مرتفقيهم تتنافى كليا مع مفهوم العمل الاستعجالي، بالنظر إلى أن هؤلاء لا يقدرون في الغالب العمل الاستعجالي ولا المجهودات التي تقوم بها الإدارة والأطر المشرفة والعاملة بهذه المصالح رغم قلتها، وفقا لتصريحه. وأكّد وزير الصحة على أن ظاهرة الانتظار تعرفها كل المصالح الاستعجالية حتى في الدول الأكثر تقدما في العالم بما فيها الأوروبية والأمريكية، و أن تقييم حالة المريض هو الذي يعطي أولوية الكشف لهذا المريض أو ذاك وليس طابور الانتظار، مضيفا أن منطق عمل أقسام المستعجلات مختلف تمام الاختلاف عن منطق المريض أو مرتفقيه، إذ غالبا ما يختلط لدى المترددين ما هو صحي صرف يخص الحالة بما هو اجتماعي أو سوسيو ثقافي أو مطلبي حقوقي، مشددا على أن أقسام المستعجلات ليست هي المكان ولا هي المؤهلة لتحقيقه، كما هو الشأن بالنسبة للمسنين والمصابين بأمراض مزمنة، والأمراض النفسية خارج إطار المستعجلات، فضلا عن غياب التغطية الطبية الشاملة، مؤكدا على أن هناك حالات يمكن أن تؤخذ بالمراكز الصحية الأولية بكل سهولة ويسر ولا داعي لتواجدها بأقسام المستعجلات، هذا في الوقت الذي يطلب البعض، خلال تواجدهم بأقسام المستعجلات من تلقاء أنفسهم أو لذويهم، تشخيصا بأجهزة التقطيع أو بالرنين المغناطيسي أو تحليلات بيو طبية في غياب الاستشارة الطبية للإخصائي؟
ونبّه الجواب الوزاري إلى أن جل المترددين على أقسام المستعجلات هم من الفئات الضعيفة والهشة، بينما الفئات الميسورة والمتوسطة تستقطبها العيادات والمصحات الخاصة، مما يتطلب تحفيز الموارد البشرية التي تعمل داخل هذه الأقسام والعمل على الرفع من عددها، مؤكدا على أن تلبية احتياجات المواطنين من الرعاية الصحية المستعجلة دفعت إلى برمجة العديد من الإجراءات الهادفة إلى تنظيم وإعادة هيكلة مسلك المستعجلات الطبية بدءا من الحراسة الطبية وانتهاء بخدمات الإنعاش المتخصصة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 12/07/2018