أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الاثنين في خطاب أمام البرلمانيين في فرساي (غرب باريس) أنه سيتم اعتبارا من الخريف المقبل وضع اطار وقواعد لتسيير شؤون المسلمين في فرنسا،مؤكدا انه “لا يوجد اي سبب على الاطلاق لكي تكون العلاقة بين الجمهورية والاسلام صعبة” .
وقال الرئيس الفرنسي في خطاب امام اعضاء مجلسي النواب والشيوخ “اعتبارا من الخريف سنوضح هذا الوضع عبر منح الاسلام اطارا وقواعد ستضمن بان يمارس في كل انحاء البلاد طبقا لقوانين الجمهورية. سنقوم بذلك مع الفرنسيين المسلمين ومع ممثليهم”.
وأضاف وسط تصفيق البرلمانيين “النظام العام، والحس العادي بالكياسة، واستقلالية الاذهان والافراد حيال الدين ليست كلمات فارغة في فرنسا، وهذا يستلزم اطارا متجددا وتناغما مجددا”.
و اعتبر انه “لا يوجد اي سبب على الاطلاق لكي تكون العلاقة بين الجمهورية والاسلام صعبة”.
وكان ماكرون قد اعلن في فبراير الماضي انه ينوي “وضع اسس لتنظيم” ثاني ديانة في فرنسا حيث يقدر عدد المسلمين فيها بستة ملايين وعدد دور -العبادة ب2500.
وسبق أن شدد تقرير لمجلس الشيوخ الفرنسي حول “التهديد الارهابي” في البلاد نشر الثلاثاء على الطابع “الداخلي” لهذه الظاهرة وأشار الى “قلق شديد حول المستقبل” منددا خصوصا “بعدم تحرك” السلطات ازاء هذا الخطر.
وجاء في التقرير ان لجنة التحقيق حول “تنظيم ووسائل اجهزة الدولة لمواجهة تطور التهديد الارهابي بعد سقوط تنظيم الدولة الاسلامية” تأخذ علما بتعزيز وتعديل امكانات الدولة الفرنسية لكنها تعتبر ان “التعاطي مع التهديد الارهابي يعاني من نقص كبير”.
ويترأس اللجنة عضوا مجلس الشيوخ برنار كازو (من حزب الى الامام الحاكم) وسيلفي غوا شافان (من تحالف الوسط).
وركز التقرير خصوصا على “السلفية والتطرف الاسلامي اللذين يغذيان التهديد الداخلي” واللذين غالبا ما تحذر السلطات منهما وتجسدا خصوصا منذ بدء الولاية الرئاسية الحالية في مايو 2017 بثلاثة اعتداءات في مرسيليا (جنوب شرق) وتريب/كركاسون (جنوب) وباريس.
وتابعت اللجنة ان “النقص في الشجاعة غالبا ما يؤدي الى غض النظر عن حجم السلفية في فرنسا بينما لا يتم منع اشخاص يخضعون للمراقبة من الانتقال الى التنفيذ”.
ودعا عضوا مجلس الشيوخ الى “خطاب سياسي قوي يندد بوضوح بالسلفية على انها عدو لقيم الجمهورية” ازاء ما اعتبراه “عدم تحرك خاطئ للسلطات”.
ودعا التقرير ايضا الى تعبئة الترسانة القضائية او حتى ادراج السلفية على قائمة التجاوزات الطائفية للبعثة الوزارية المكلفة مكافحة مثل هذه التجاوزات.
وقدر عضوا مجلس الشيوخ بالاستناد الى ارقام اجهزة الاستخبارات ان التيار السلفي لديه نحو 130 مكان عبادة ويتبعه ما بين 40 و60 الف شخص في فرنسا.
واعد التقرير لائحة ب63 اقتراحا على صعيد الاستخبارات وتنظيم السجون والترسانة الجنائية والتعاون الدولي من أجل تحسين رد الحكومة الفرنسية على التهديد الارهابي بعضها تبنته الحكومة الفرنسية قبلا.