محترف أصيلة لكتابة الأطفال: أنامل صغيرة تحفر في صخر الكتابة

أميمة، هبة، أمجد، سلمى، وآخرون…. شعلة من النشاط والرغبة في الخلق والإبداع. أصوات خافتة تشق طريقها على أجنحة الخيال، تلك التي يخرج بها الزائر لمحترف أطفال أصيلة للكتابة بمكتبة الأمير بندر بن سلطان، والذي يشرف عليه الشاعر والأستاذ الجامعي أحمد العمراوي، مدير محترف الكتابة الشاعر، وبتنسيق من الكاتب والصحفي محمد بوخزار والأستاذ الجامعي عبد الكريم البسيري.
يقام المحترف ثلاث مرات في السنة (يناير، أبريل، يوليوز)، ويستفيد منه مجموعة من تلاميذ وتلميذات ثانوية الداخلة واعدادية الإمام الأصيلي بإشراف من الأدباء والشعراء، وقد وصل عددهم اليوم إلى 38 تلميذا، يواظبون على الحضور في كل الدورات.
انطلقت هذه التجربة الرائدة للمحترف بمواسم أصيلة السابقة، موازاة مع المشاغل الفنية والتشكيلية التي يستفيد منها أطفال اصيلة. ويتمثل الهدف من هذا المحترف ، حسب المشرف عليه، تحريك وإيقاظ جذوة الابداع الكامنة في الأطفال وتنمية حسهم الفني وذلك انطلاقا من محفزات تلامس معيشهم اليومي، عبر تشغيل الذكاءات المتعددة لديهم واستثمارها في كل ماهو جمالي (ذكاء بصري، موسيقي، لغوي)، وخصوصا تحويل الذكاء اللغوي إلى كتابة لمصالحة الأطفال مع المقروء والمكتوب، كما يلح الأستاذ العمراوي على أنه دعوة للقائمين على التعليم لإقامة محترفات للكتابة هدفها اكتشاف نوع الذكاء عند التلاميذ وتوجيههم إلى استثمارها دون أحكام مسبقة.
يختار القائمون على هذا المحترف أسماء كتاب مغاربة بصموا المشهد الأدبي، عناوين لدوراتهم، إذ عقدوا هذه السنة ثلاث دورات أطلقوا على الأولى اسم الشاعر الراحل محمد الميموني، ثم الثانية اسم الروائي ادريس بلمليح حيث اشتغلوا على ثيمة الماء، والدورة الحالية التي تحمل اسم دورة محمد زفزاف، وهو اختيار واع يروم ربط الأطفال بواقعهم وثقافتهم ، وتحفيزهم من خلال الكتابة على اقتراح مسارات وعوالم تخييلية، عبر جعلهم يختارون نهايات من إبداعهم لبعض القصص والروايات، حيث يشتغلون على نصوص لكتاب مغاربة ويتخيلون نهايات عكس التي رسمها مؤلفوها الأصليون.
مرت هذه التجربة بمراحل حاول فيها القائمون على توجيه الأطفال تجريب مجموعة من التقنيات و الأدوات التي تشكل عالما جديدا على الأطفال لم يألفوه من بيداغوجيات التكوين المدرسي،( تشكيل، سينما، غناء، شعر،مسرح)، وهو ما يمكنهم من اكتساب مهارات لتشييد عوالمهم الإبداعية بناء على تنمية ملكات التخييل لديهم، وهي الملكات التي يحرص القائمون على إخراجها في كتيب يضم كل ماجادت بها قريحة هؤلاء المبدعين الصغار والذين يؤسسون لمشروع رائد وجميل مشروع كتابة رواية جماعية.


الكاتب : ح. الفارسي

  

بتاريخ : 19/07/2018