بعد أربع سنوات من الإغلاق «إعادة الحياة» إلى مركز التكوين في مهن الجبل بأيت بوكماز

خلال جلسة الأسئلة الشفوية بالبرلمان ليوم الاثنين 16 يوليو 2018 ، أعلن وزير السياحة «أن مركز التكوين في المهن الجبلية بتبانت اقليم ازيلال سيعاد فتحه من جديد ، بعد أن أغلق أبوابه منذ سنوات 2014 لأسباب قانونية بعد رفض وزارة السياحة طريقة العمل السابقة من وزارة الداخلية التي كانت تشرف على التكوين” .
ويتطلع أبناء المنطقة لترجمة هذا “الإعلان” على أرض الواقع وذلك تزامنا مع “المعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي وتثمين المنتوجات المحلية “المنظم بشراكة بين وزارة السياحة و مجلس الجهة المزمع تنظيمه بأزيلال يوم 25يوليوز 2018 و الذي سيستمر أربعة أيام ، حيث من المنتظر توقيع اتفاقية بين الوزارة و مجلس الجهة على أساس “ان تقوم الوزارة بالتكفل بمنح الدبلومات عوض شواهد النجاح التي كانت تمنحها وزارة الداخلية المشرفة السابقة على المركز، بينما مجلس الجهة سيتكفل بإعادة تأهيل المركز” .
وللإشارة فقد سبق لمجموعة من الشباب العاطلين بالمنطقة أن طالبوا بإعادة فتح مركز تكوين المرشدين السياحيين الجبليين بتبانت ، الذي أغلق أبوابه منذ سنوات 2014 حيث كان يقوم بتكوين عشرات المرشدين السياحيين من مختلف ربوع المملكة ،لمدة سنة يحصلون بعد ذلك على دبلوم يخول لهم العمل كمرشدين سياحيين .
وللتذكير فإن André Fougerolles هو صاحب فكرة خلق أول مركز للتكوين في المهن الجبلية بمنطقة ايت بوكماز ، وقد كان الهدف الرئيسي من إنشاء هذا المركز في بداية الثمانينات هو “ تنمية السياحة الجبلية في الأطلس الكبير الأوسط “ وذلك من خلال إنشاء مآوي جبلية مرحلية gites d’étape، دور للضيافة مصنفة، تكوين مرشدين جبليين.. وهو مشروع ممول من طرف السفارة الفرنسية بالرباط في إطار التعاون الفرنسي المغربي في المجال السياحي على وجه الخصوص . ولكن بعد رحيل الطاقم الفرنسي المشرف على التكوين في المركز المذكور، حل محله مسؤولون مغاربة ، فقزموا المشروع السياحي واختزلوه في مجرد تكوين “المرافقين الجبليين” ،علما بأن الهدف من استحداث مركز للتكوين في المهن الجبلية كان مشروعا متكاملا يضم عدة فروع دراسية :
الحياكة : لتكوين نساء المنطقة وتشجيعهن على نسج الزربية البوكمازية التقليدية للحفاظ عليها من الاندثار والانتفاع من مداخيل تسويقها على غرار الزربية الرباطية والتزناختية على سبيل المثال.
فرع النجارة : من خلال تكوين المتدربين في مجال ابتكار تحف فنية خشبية محلية تساهم في اجتذاب السائح المغربي والأجنبي على السواء، وكذلك إعادة صنع النوافذ العتيقة للمنازل الطينية بالمنطقة حفاظا على الشكل المعماري والهندسي لحوض بوكماز.
فرع تربية النحل :الذي سيكون فيه الطلبة في مجال التربية العلمية للنحل بالمنطقة الغنية بغطاء نباتي متميز يجعل من عسل المنطقة منتوجا قابلا للتسويق على نطاق جغرافي واسع . فرع التكوين في مجال الاهتمام بأشجار التفاح المحلية :- وذلك بطرق علمية مناسبة تعود بمردودية ايجابية على المنتوج والساكنة على السواء .
فرع خاص بتكوين اختصاصيين في التزحلق على الثلج : من خلال التفكير في إنشاء محطة متطورة للتزحلق والتي لم تر النور إلى اليوم.
فرع تكوين رجال درك جبليين : مهمتهم السهر على أمن وسلامة السائح .
و يقول سعيد.م فاعل جمعوي بالمنطقة : “هذه التخصصات كانت مدروسة بشكل خاص مع الخصائص الطبيعة الجغرافية والاحتياجات الاجتماعية لمنطقة أيت بوكماز ، لكن للأسف الشديد، لم يبق من هذه الفروع السبعة إلا فرع واحد وهو تكوين المرافقين والمرشدين الجبليين، الذي يلجه المترشحون الناجحون في امتحان ولوج المركز الذي تنظمه الوزارة الوصية شهر شتنبر من كل سنة على مرحلتين : التطبيقي (عدو لمسافة طويلة ثم قوة التحمل في الجبل ) ، والنظري من خلال امتحان شفوي عام ، والذي عاد للحياة بعد أربع سنوات من السبات ، في انتظار إعادة الحياة لباقي التكوينات الأخرى “ .

 

 


الكاتب : يوسف خاشون

  

بتاريخ : 23/07/2018