تميز فضاء المخيمات الصيفية هذه السنة بمبادرة غير مسبوقة ل “جمعية أصدقاء محمد الجم للمسرح المدرسي”، والمتمثلة في جولة فنية بعدد من هذه المخيمات، تم فيها عرض مسرحية “رحلة بين الحاء والباء” لنادي المسرح بمدرسة النصر بمريرت، إقليم خنيفرة، والتي توجت، أبريل المنصرم، بجائزة محمد الجم للمسرح المدرسي على هامش الدورة الأولى للمهرجان الوطني المنظم بالعاصمة الرباط، من طرف “جمعية أصدقاء محمد الجم للمسرح المدرسي”، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية، وهي من تأليف وإخراج ذ. حموتي البكاي، سينوغرافيا ذ. محمد حشتين، ملابس ومكياج ذة. نعيمة ملوك وذة. خديجة معنان، حيث جرت الجولة بالمسرحية في إطار شراكة بين وزارة الشباب والرياضة والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة بني ملال خنيفرة.
“جولة المسرحية” التي انطلقت يوم 29 يوليوز بمحطتها الأولى بمركز التخييم الهرهورة، وطماريس بالدار البيضاء، تلتها محطة مركز الحوزية بالجديدة، ثم الصويرية بأسفي، لتختتم يوم 4 غشت 2018 بدار الشباب بالصويرة، وذلك في إطار الجولة الفنية التي سطرتها “جمعية أصدقاء محمد الجم للمسرح المدرسي”، ما بين 10 و14 غشت 2018، تحت شعار “المخيم فضاء للتربية على المواطنة والسلوك المدني”، وشملت مراكز الحاجب ورأس الماء بإفران وأصيلة ثم مركز الغابة الدبلوماسية بطنجة، حيث ساهمت المبادرة في تنشيط المخيمات وترسيخ الثقافة المسرحية بين الناشئة، من أجل تقوية قيم المواطنة والتشبع بروح الحوار والتسامح، والتربية على التواصل والاندماج في الجماعة من خلال الخلق و الإبداع.
وطيلة جولة مسرحية “رحلة بين الحاء والباء”، على مدى 17 يوما، بين خمسة مراكز للتخييم والاصطياف، لم تتوقف التصريحات والشهادات المعبرة عن الاعجاب بتقنية وجودة وجمالية العرض المسرحي، ومنها شهادات فنانين ومسرحيين مغاربة حضروا العرض، مثل محمد مفتاح، نعيمة إلياس، فضيلة بن موسى، فريد الركراكي، بن عيسى الجيراري، سكينة درابيل، إلى جانب منتجين ومتتبعين ونقاد وإعلاميين.
وكانت مسرحية “رحلة بين الحاء والباء” قد توجت، يوم الجمعة 13 أبريل 2018، في الرباط، ب “الرتبة الأولى للمهرجان الوطني لجائزة محمد الجم للمسرح المدرسي”، وجرى، بمدينة مريرت، إقليم خنيفرة، استقبال أبطالها “النمولات” و”الصرار” و”الدعسوقة” و”الجد” و”الحفيدة”، في أجواء كبيرة، حيث تمكنت المسرحية من منافسة 12 مسرحية ممثلة لكل الأكاديميات الجهوية على مستوى المملكة، وسجل المراقبون نجاحها الكبير على صعيد الحضور والمتابعة بقاعات العروض التي أشرفت على فقراتها لجن متخصصة في أبي الفنون، وخلالها تم الإعلان عن مأسسة المهرجان الوطني بشكل سنوي.
وتتناول مسرحية “رحلة بين الحاء والباء”، كما سبقت الإشارة اليه، موضوعا إيكولوجيا هاما يسعى إلى ترسيخ الدور الحقيقي للموسيقى والفن في حياة الإنسان، من خلال قصة صرار لا يعترف له النمل بما يقدمه للطبيعة من أهمية، ولا يرى فيه سوى حشرة لا تضر ولا تنفع، وتهدر وقتها في الغناء والخمول، بينما النص المسرحي حاول أن يرد الاعتبار للصرار بإبراز دوره الأساسي في التوازن البيئي، مع حمل باقي الكائنات الحية الأخرى إلى العمل الطبيعي المتواصل، وبعد فترة من المصالحة بين الطرفين ينزل الإنسان بمدنيته العبثية ليخرب كل شيء، ما أجبر كل الحشرات على الرحيل.
ومعلوم أن “جمعية أصدقاء محمد الجم للمسرح”، التي يرأسها الفنان محمد الجم شخصيا، قد تم الإعلان عن ميلادها بالرباط، مع إطلاق جائزة باسم محمد الجم للمسرح المدرسي، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية وعدد آخر من الشركاء، وفات لمسؤولين بالجمعية أن أكّدوا في تصريحات إعلامية مختلفة أن التظاهرة تهدف إلى المساهمة في تنشيط الحياة المدرسية، وإبراز الدور الهام للأنشطة الموازية، وفي مقدمتها المسرح، في صقل شخصية المتعلمين وتنمية قدراتهم، ومن خلالها خلق روابط متينة بينهم وبين الأسرة التربوية، ومناسبات للاحتفال بالطفل المبدع وقدراته الثقافية والفنية والنفسية والإنسانية.