قّررت النقابات الأكثر تمثيلية بقطاع الصحة، مقاطعة اللقاء المقرر يومه الاثنين 10 شتنبر 2018، ورفض الدعوة التي وجهها لها وزير الصحة من أجل عرض نتائج مخطط الصحة 2025 بالرباط، الذي أكّد الدكالي أن خلاصاته تمت بلورتها باعتماد مقاربة تشاركية مع كل الفاعلين والشركاء والمتدخلين بما يسهم في تطوير المنظومة الصحية وتقريب خدمات ذات جودة من المواطنين، في الوقت الذي رفضت فيه نقابات الصحة بكل من الفيدرالية الديمقراطية للشغل، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد العام للشغالين بالمغرب، حضور اللقاء الذي سينظم بالرباط، تنديدا بتهميشها في أطوار التحضير لهذا المخطط، وأكدت أنه،وبشكل متعمّد، تم تغييب الموارد البشرية الصحية ومن يمثلها من نقابات قطاعية، حيث تم إغراق اللقاء الأول لتقديم المشروع بما تمت تسميتهم بـ «الخبراء» والشركاء، ودمجهم في عملية الإعداد وتوزيعهم على عدة مجموعات، في حين تم استثناء الشركاء الاجتماعيين الذين يمثلون ويعبرون عن هموم وانتظارات العاملين بقطاع الصحة، والذين سيعهد إليهم في آخر المطاف بإنجاح تنفيذ كل استراتيجية أو مخطط يتم اعتماده.
الدكتور كريم بالمقدم، الكاتب العام الوطني للنقابة الوطنية للصحة العمومية، العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل، أكد في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن هناك من يسعى داخل وزارة الصحة إلى وضع حواجز بين الوزارة والشركاء الاجتماعيين وتوسيع الشرخ، محذرا من تبعات هذه الخطوة، ومؤكدا بأن المنظومة الصحية في المغرب لا يمكن أن تتطور إلا بترسيخ شراكة حقيقية وحوار جدي وفعال بين كل الفرقاء والوزارة الوصية، بما يخدم الصحة في المغرب ويمكّن من تجويدها وينعكس إيجابا على المواطنين والمهنيين على حدّ سواء، هذه الفئة الأخيرة التي وصفها الدكتور بالمقدم بكونها العمود الفقري للمنظومة الصحية، مشيرا إلى أن الموارد البشرية في القطاع ومن خلالها النقابات كانت تنتظر من الوزارة القيام بإشارات إيجابية تجاه الشغيلة وإنصافها بكل فئاتها، بالنظر إلى أنها تعاني من غياب أي تحفيز مادي ومعنوي، ومن غياب حوار قطاعي ممأسس يفضي إلى تلبية المطالب المشروعة للشغيلة الصحية بمختلف فئاتها وذلك منذ 7 سنوات، والحال أن التلكؤ في تنفيذ الالتزامات والاتفاقات هو الذي ساد ولم تتم الاستجابة للمطالب العالقة لمهنيي الصحة، الذين كان يتعيّن تحفيزهم من طرف الوزارة وكل المتدخلين المعنيين للعطاء أكثر وتطبيق الاستراتيجيات الصحية.