محمد الطالبي
هدّد اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر الجزائر بالدخول معها في حرب، على خلفية استغلالها الأوضاع الأمنية في ليبيا ودخول قوات من جيشها الأراضي الليبية، بحسب تعبيره .
وقال حفتر في جمع من مؤيديه شرق ليبيا، بحسب شريط فيديو نشرته الجزيرة، إنه أبلغ السلطات الجزائرية بقدرته على نقل الحرب في لحظات إلى حدودها، مؤكدا أن السلطات الجزائرية اعتذرت وأخبرته أن دخول قوات تابعة لها إلى ليبيا عمل فردي سينتهي في غضون أسبوع.
وعرفت العلاقات الجزائرية الليبية خلافات حادة منذ الإطاحة بالراحل معمر القذافي سنة 2011، إثر حرب أهلية تدخل فيها حلف الناتو جويا، ودخلت معها البلاد حالة فوضى وعدم استقرار لا تزال قائمة رغم المجهودات الأممية التي توجت بمخرجات الصخيرات، والتي عاكست الجزائر نتائجها ورعت حوارا مع مجموعات مسلحة وقبلية لم ينته إلى نتيجة، وهذا الصراع ليس جديدا، إذ وصف تسجيل فيديو سنة 2014 للواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، قائد “عملية الكرامة”، دولا عربية من بينها الجزائر بـ “العدوة»، وظهر حفتر على الشاشة وهو يرد على أسئلة أحد الصحفيين، متهما تلك الدول بمحاولة السيطرة على الثروات الليبية: «أنا أقول لك ليسوا أعداء، كلهم أصحاب، لكن، نعمل على أنهم كلهم أعداء، لأنهم كلهم فقراء جدا وكلهم يطمعون في هذه الثروات. كلهم بصراحة».
وبرأي الجنرال الليبي المتقاعد حفتر، فإن الحل في مواجهة هذه الدول يكمن في إنشاء “قوة تمنع النظر بعين الدونية إلى الليبيين، لابد من إيجاد قوة حقيقية، وهذا يمر عبر بناء جيش ليبي ليكون بمثابة المناعة الحقيقية لهذا البلد..” يقول حفتر. ومعلوم أن خليفة حفتر يقود حربا ضد من يسميها “الجماعات الإرهابية” في ليبيا، كما يعتبر الوحيد الذي يملك طائرات حربية، لم يتوان في توظيفها في حربه ضد الميليشيات التي يحاربها في كل من طرابلس وبنغازي وغيرها، وطالما اعتبر جزءا من الحل في حين يعتبره خصومه هو المشكل وطالبوا بمغادرته المشهد السياسي والعسكري بشكل حاسم. واعتمدت قيادة الجيش الجزائري منذ أربع سنوات 18 منطقة عسكرية مغلقة على امتداد الحدود الليبية، التي تقدر المسافة الفاصلة بينها وبين الجزائر تحديداً بـ974 كلم أغلبها بولاية إليزي وقليل منها بولاية تمنراست. ورفعت قوات الجيش والدرك وحرس الحدود حالة التأهب الأمني والاستنفار إلى حالتها القصوى رقم واحد على امتداد الحدود الجزائرية الليبية، وقالت مصادر أمنية إن ما لا يقل عن 100 ألف جندي ودركي وحرس حدود والقوات الخاصة متواجدون على امتداد الحدود الجنوبية، بما فيها الحدود المالية الشاسعة أيضاً، بعد تجدد القتال في شمال مالي منذ أيام، بين حركات الأزواد والقوات المالية. ويبقى السؤال مشروعا حول احتمال تورط الجزائر في حرب رمال جديدة مع ليبيا قد تسير في اتجاه ضرب وحدة التراب الليبي المهدد أصلا بفعل الصراعات الداخلية .